wrapper

الجمعة 26 أبريل 2024

مختصرات :

ـ كتب:  عبدالباري المالكي | العراق

 

يضع شاعرنا رافد عزيز القريشي المرآة امام ذاته وينظر اليها بكل شكواه الموضوعية بجرأة وحدّة متلازمتين معا في الوقت نفسه...
والشكوى.. هي مانلمحها جليا في موضوعة شاعرنا القريشي بجهارية لهكذا نوع من الالم فيخاطب امسه...


(مازلت
تسقي وحدتي خمرا
والطير تاكل ذا الحشا جهرا )
فتستمر شكواه الفائرة بما لديه من مخزون صوري ولحنيًّ يكادان يشبهان التوسلات فيقول :-
(مازلت تسقي ... ، مازلت تفتي ...، انسيت ذكري ...، واكلت بعضي ...، وسنابلي ... ، انا من زرعت الود ...،وخزائني ...،اوفيت كيلي... ، ياايها المقدود ...)
حتى استوفى شكواه تلك ووصل بها الى ذروتها من خلال اسئلة لم يجد لها شاعرنا اجابات مقنعة ،اعتمدت التصوير والخطاب الحسي مشحونة بخواطر ابتدات ولاتكاد لاتنتهي ، فارتقى بها شاعرنا ارتقاء الطير ورفدها (وشاعرنا اسم على مسمى ) برؤية لم تستبطن التشويش ولم تَستحكِم اطارها بغير احكام الاتزان الذي قد يعاب عليه شاعرنا .
وتستمر تساؤلاته المُرّة (هل بت خوفا ...، هل زدت كيل ....) وهو يبكي على مافاته قهرا ،حتى اذا ابيض نزف روحه من وجعه ، حلّت تلك الصحوة التي راى من خلالها ذاته كما المرآة ، فملامح الأسى مازالت تتصارع لديه ولاتتلاقى بوشيجة يلمس فيها شاعرنا املا مرتقبا لا غير .
وتكاد تكون هذه التجربة لشاعرنا جديدة عليه رغم غناها معنىً وصورة واداء وعزفا ساكسفونياً عالي التقنية ،وفي الوقت نفسه يعاني جراحات اوحى لها ذئبه امرا ،مستوحياً من القصص القراني الكريم رمزياته المتنوعة والثرية .
وهذه الصورة هي الفياضة بالحيوية والحركة الآسرة لشخصية شاعرنا بالفاظ سلسة تكاد تبدو ... فتلينُ لها جماحنا المرتقبة لكل جديد عند شاعرنا الذي لاتطيب له الحياة الا ببث الشكوى بذرو من الحزن بما جعل شبح الحرمان هذا ينصهر في نار بوتقته لتطل قصيدته علينا وكانها النبع من بئر هائلة الغور ،ينزع من خلالها وصفا حسيا غلفتْه كثير من ادواته الرمزية التي لاتكون قادرة على احتواء آلام روحه المتعبة وجسده الكليل الذي اضناه كاس السقم مُرّا .....
وخلاصة الامر ... ان شاعرنا بقدر عدم رضاه عن تلكم اللوعة التي اصابت حرث حياته ، و عدم قناعته بتلك القسوة ، فهو بذلك القدر راضٍ عن ذلكم الحجم الكبير من العطاء الذي ألهمه ذلك الحرمان والسقم، ما أشبعَ قراءَه ومتتبعيه ،بحثاً عن وجودٍ زَهُدَ هو فيه قبل غيره......

قصيدة ،،أنا وأمسي ،،
ما زلتَ
تسقي وحدتي خمرا
والطيرُ تأكلُ ذا الحشا جهرا
ما زلتَ
تفتي والرؤى سهدتْ
والحلمُ يندبُ في الردى وطرا
أنسيتَ ذكري
حين جنَّ غدي
فَلبثتُ بضعاً خلتها دهرا
وأكلتْ بعضي
حين كورَني
ذاك َ الذي بعجافهِ أسرى
وسنابلي
ما عاد يحصدها
إلا سراباً للبلا أجرى
حتى أنحنيتُ
وكان منقلبي
يهدي لأضلاع
المسا عسرا
والقاطعاتُ الكفِ من كِبرٍ
أرسلنَ سكينَ الغوى قسرا
أَجَجنَ
في القضبان أوردتي
ونهلنَّ من سجن الهوى جمرا
أغلّقنَ أبواب السنا دأباً
وذَرَونَ من كيدِ النسا سحرا
أنا من زرعتُ الودَ في رئتي
راودتُ سوءي والنوى عمرا
وخزائني
بالريح قد ملئت
أغلقتها حتى غدتْ جحرا
أوفيتُ كيليَ
للجوى نزلا
وجعلتُ في رحلِ السما أزرا
يا أيها المقدودُ
في زمني
هل بتَّ خوفاً ترسمُ البشرى
هل زدتَ كيل العير من ألمي
ووضعتَ كأسَ السقمِ والمرّا
أذنتَ بين الجمعِ من عِلَلّي
وسرقتَ من ملكَ الجوى حجرا
فتشتَ
قبل الموت أوعيتي
ثم ارتحلتَ إلى الخفا سرا
وتركتني
يا أمس
في كظمٍ
أبكي على ما فاتني قهرا
فأبيض نزف الروح
من وجعي
وقميص حلمي مزقَ المجرى
وَنَزغتَ تحتَ الجبِّ
تهلكني
والذئب أوحى للدما أمرا
وأستهلكتْ بلواكَ
ذاكرتي
فشكوتُ بثي للذي أدرى

****

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 21/ 22 أوت ـ سبتمبر 2020
https://www.calameo.com/read/0062335949a20a9470fc4
https://www.calameo.com/books/0062335949a20a9470fc4
‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéros 21 et 22 mois (août et septembre 2020
format PDF, cliquez ou copiez ces liens :
https://www.calameo.com/read/0062335949a20a9470fc4
https://www.calameo.com/books/0062335949a20a9470fc4

*****
‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون مسؤوليتهم

آخر تعديل على الأربعاء, 30 أيلول/سبتمبر 2020
المزيد في هذه الفئة : « كورونا قمر الأحلام »

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :