wrapper

التلاتاء 14 ماي 2024

مختصرات :

علي الجنابي - بغداد

أرسلَ ليَ "حمودي ضاغطهم" طلبَ صداقةٍ كي تُرفَعَ بيننا الحجب والرُتب واللقب. معلومٌ أن "حمودي" عائِدٌ لتَصغير "محمد"، وإسم*محمد* لايُصَغَّر، فذاك خطبٌ مشينٌ يرفضُهُ الجفنُ والهدب، ومفهومٌ أنّ "ضاغطَهم" هو ذاك الكائدٌ لتحقيرِ أندادٍ بغضب، أو بحاجبٍ إن قطب

.
رَحَّبتُ به، بإنشراحِ صدرٍ وسعةٍ صبب، وبغزيرٍ من ترحابٍ مُنسَكِب. رغم أنّ "حمودي" كائنٌ شقيٌّ غيرُ نقيٍّ ولا تقيّ، وذو جلب، كائدٌ لمن حوله، بل قائدُ لصعاليك الصخب والشغب، لكنّهُ إجتباني صديقاً على ركامِ ماعندهِ من جثامين من الرفاقِ والصحب.
ومادامَ "حمودي" قد إصطفاني لأني من "ذوي النخب"، فهو ضالتي، فلأسكبَنَّ في وجدانهِ مدادَ القراطيسَ والكتب، ولأجعلَنَّ حروفي ضاغطُةً على أذانِهِ، حين إختلائهِ مُعتكِفاً، متصفحاً وخانساً بلا نططٍ ولا وثب، ولأصيِّرَنّهُ كائناً مُسَرَّجاً مُسترخيَ الوَسمِ، يرمي الخطى هوناً على التُرب.
ولرُبَما يجعلُ هو من صروفِهِ ضاغطُةً لعناني، حين إعتلائي الصُحُف مُناكِفاً، متنفِّحاً وكانساً بلا شططٍ ولا طنب، فيُصَيِّرَني كائناً مُهَرِّجاً مُستلقيَ الجسمِ، ك"بهلولَ"بغداد في مقهىً على قهقاتٍ وعلى طرب.
لاريبَ، يا "حمودي"! أنَّ أنفسَنا قد جُبِلَتِ على تفاخرِ بأنها الذروةُ، أو أنها من عليةِ الرتبِ، أوأنها من حليةِ القومِ، أو أنها من "ذوي النُخَبِ". ولعلّكَ هويتَ ونويتَ فقضيتَ على أن تَقتحِمَ ذلكَ المنقَلب. "حمودي سيّد ساداتِ ذوي النُخَبِ". لاحرج ولا نقطة نظام عندي ولا عتب، فالمرء رهينٌ بما له الوهابُ وهب، ثمّ بما سعى نبضُهُ فيما رغب.
حقٌّ لك ذاك، بل تستوي في ذلكَ الحقِّ، نفسٌ مُقامُها في أنينِ خندقٍ بوجومٍ، في ذيلِ ليلٍ حالكٍ إذا وقب، ونفسٌ منامُها في حنينِ فندقٍ بنجومٍ، في نيلِ كيلٍ سالكٍ إذا إقترب. بيدَ أنَّ ذوي "النُخَب" - ياحمودي- ما إنفكوا مستنكفين من ضغطاتِكَ، ويُسَمُّونَك وصحبَكَ من أولي الغوغاءِ ب "ذوي الصَخب"، وقد بنى " ذووالنُخَب" برزخاً يحجرُعنهمُ هوامَ "ذوي الصخب"، رغم أنّكم في سَبَقٍ لنيلِ تصاهرٍ أو تعارفٍ، أو حتى تلاطفٍ مع عينةٍ من أولئك المُدعَونَ "أولوالنُخَب". غيرأنَّ برزخَ "أولي النُخَب" مابرحَ زاجراً لكلِّ إِمْتِزَاجٍ، وهاجراً لكلِّ إِنْدِمَاجٍ، وفاجراً بمن سَوَلَّت له نفسُهُ تناوشَ طرفَ حديثٍ من لسانٍ من ألسنةِ "ذوي النُخَب".
لو نظرتَ "حمودي" من علوّ على "ذوي نُخَب" وعلى "ذوي صخب"، لعلمتَ أن هؤلاءِ من "ذوي نُخَب" يَتَمَطَوْنَ فرحينَ بما يَتَجَمَّلُ قلمُهُمُ وما كَتَب، وأولئك من "ذوي صَخب" يَتَخَطَوْنَ ترحينَ بما يَتَرَمَّلُ سقمُهُمُ وما جَلَب. هؤلاء يَتَغَطَوْنَ بما يَتَزَمَّلُ فهمُهُمُ وما ذَهَب، وأولئكَ يَأطَّوْنَ بما يَتَحَمَّلُ همُّهُمُ وما كسب. هؤلاءِ يَتَصَلّفونَ بما يَتَكَمَّلُ سهمُهُمُ من درهمٍ ومن ذهب، وأولئكَ يَتَزَلَّفونَ بما يَتَقَمَّلُ وهمُهُمُ من جهلٍ ومن كرب. هؤلاءِ تناسوا أنهم كيسٌ من الأنباءِ، تَلَمَّعَت من خلالِ علومِ من قارضٍ لسابقِ حُقب. أنباءٌ سيطمرها الطمى، والفناء بدهورها موصول، وأولئكَ تواسوا أنهم عيسٌ في البيداء، تَجَمَّعَت تحتَ ظلالِ عارضٍ مارقٍ جدب. عيسٌ سيقتلها الظما، والماء على ظهورها محمول. فلا ذو"نخبٍ" دنا فحنا على ذي "صخبٍ"، ولا ذو"صخبٍ" رنا فسنا بذي "نخب". هذان نقيضانِ في عصرنا لا يلتقيان مادامت غاياتُنا هي الكبرياءُ والرُتَب، آياتُنا هي الجفاء والعطب، وراياتُنا هي الخيلاءُ والعجب، كلا الضدّينِ مُصَنَّعانِ من سراب، ومُقَنَّعان في جِراب، ومُمَنَّعان بحراب.
لا سرابَ يا "حمودي" يخدعُني، ولا جِرابَ يردعني، ولا حِراب يمنعني، وما كنتُ ولن أَعْبَأَ لأكونَ مثلَهم من ذوي "نخبٍ"، وما كنتُ ولن أَصْبَأَ لأكونَ مثلَك من ذوي "صخبٍ"، بيد أنّيَ..
 مُغرَمٌ ومُبرَمٌ بخبيئاتٍ تحتَ خطيئاتِ "ذوي الصخبِ"، خبايا من حكمةٍ ومن عفويةٍ، بل ومن فطرةٍ نبذت عبادة المسبباتِ والسبب.
مرحباً  بك "حمودي ضاغطهم" تحت ضغطِ أنوائيَ الأدبيةِّ الماطرة بصبب. إذاً فتَدَرَّعْ لتنزلَ ميدان ضغطي بلا وجسٍ ولا رهب، وإذ الضغطاتُ بيننا دول، فضغطةٌ لك و ضغطةٌ عليك، والعاقبةُ لمن كسب. وإنَّ الزمانَ بيننا لهوالفصلُ وهو الحكم في ذا المُنقَلَب.
مرحباً بك في رَهَطٍ من ذوي ربطاتِ عنقٍ حمراءَ وأقلامِ، ووَسَطٍ من ذوي نظراتِ تملّقٍ صفراءَ وأوهامِ، ونَمَطٍ من ذوي عبراتِ تخندقٍ عرجاءَ وأحلامِ، وذاكَ هو رهطُ ووسط ونمطُ "ذوي النُخَب".
إلّا مَن رَحِم.

***

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 27/ ـ28 فيفري مارس 2021 ـ

https://fr.calameo.com/read/00623359483d1f3663339
https://www.calameo.com/books/00623359483d1f3663339

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéros 27 et 28 mois (février et mars 2021
format PDF, cliquez ou copiez ces liens :
https://fr.calameo.com/read/00623359483d1f3663339
https://www.calameo.com/books/00623359483d1f3663339
*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=B92-d7N_CK0&feature=youtu.be
https://www.youtube.com/watch?v=SVdWPglMDXM

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

آخر تعديل على الأحد, 04 نيسان/أبريل 2021

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :