wrapper

السبت 27 أبريل 2024

مختصرات :

 ـ جهاد مقلد | سوريا


تعال يا بني... ألا تسمع أبواق السيارات تقترب من بيتنا ... إنها سيارات العريس وأهله الذين جاءوا لأخذ عروسهم... أختك، ثم نظر حوله وهو يتساءل:
أين صديق عمري أبو البنات جارنا؟! لم أره حتى الآن بيننا لِمَ لَم يحظر؟ أيضاً لا أرى أحداً من أهل بيته بين المدعوين!


المهم، هيا... هيا، بسرعة نادِ عمال الستريو كي يبدأوا تشغيل أغاني الفرح ثم عُدّ إليّ...
ما إن عاد إليه ولده حتى سأله من جديد: لم تجب على سؤالي! لماذا لا أرى أحداً من بيت جارنا صديق عمري؟!
_ لقد دعوته يا أبتي منذ الصباح، كما دعوت زوجته وولدهما وبناتهما، ولا أعلم لماذا!
هز الرجل رأسه متأسفاً، ثم تمتم بصوت متألم:
_ مسكين جارنا... يبدو أنني عرفت السبب... أعتقد أن الرجل لا يملك نقوداً كي يهدِها للعروس أثناء خروجها إلى بيت عريسها ( وهي عادة قديمة وما زالت متَّبعة في منطقتنا... عند قدوم العريس مع عزوته لأخذ عروسه من بيت والدها، يُكلف شاب من أقارب العروس، صوته جهوري كي ينادي باسم كل من يدفع نقوداً، على سبيل النقوط... يصيح باسمه داعياً له بفرحته بزواج أولاده أو إن كان لديه مسافراً بعودته من غربتة سالماً؛ تسمى الشوبشة أو الشوباش)
أخذ والد العروس يكلم نفسه متأسفاً: يا جاري... يا محترم، أليس من واجبك مشاركتنا فرحتنا... ابنتي بمثابة ابنتك... وهل تظن أني أعتب عليك إن لم تهدِها ... لماذا يا أخي؟ لاحول ولا قوة إلا بالله؟ لقد أحزنتني والله!
لحظات وبدأ الستريو يلعلع بأغان فرحة عالية الرتم، وقد ثُبت أحد البافلات(مكبر صوت) على العمود الفاصل بين البوابتين... فالسور مشترك بينهما... والأرض واحدة اشترياها معاً ثم اقتسماها قبل عقود، وبنيا داريهما عليها متلاصقين. وتعايشا كأخوة وليس بينهما إلا ماحرم الله...
نادى الرجل زوجته:
أسرعي... تعالي إلى هنا... وما إن وصلت حتى سألها بسرعة: ألم تخبري جيراننا بموعد خروج ابنتنا؟ أجابته ملهوفة، وهي تجري مسرعة نحو الداخل:
_ بلى... بلى... دعني يارجل... الصالة مليئة بالمدعوات، ويجلسن وحدهن... وتابعت وهي تبتعد: في الليلة الماضية دعوتها هي وبناتها، ثم غاب صوتهامع صراخ مكبرات الصوت...
هز الرجل رأسه متأسفاً، وفكر ويا للأسف لم يبق لديه من الوقت كي يذهب ويستطلع سبب عدم حضور جاره وأهل بيته...
غطت الزغاريد الشارع وردد الصدى الناجم عن صوت الستريوهات، الأحياء القريبة والبعيدة... ومع ضجيج وصول أهل العريس المنزل بحدا الرجال وزغاريد النساء؛ تناسى الرجل جاره الذي كان يطلق عليه بنفسه أبو البنات... المسكين لديه ست بنات وولد وحيد، وحتى اليوم لم يحالف الحظ إحداهن لا بالزواج، ولا حتى أن يتقدم إليهن أحد خاطباً! بينما ابنته الوحيدة خطبت قبل تخرجها، وهاهم اليوم يحتفلون بزواجها...
انتهى الترحيب وقاد العريس عروسه بخطوات متوازنة، بطيئة نحو سيارتهما، ومن جديد تذكر الرجل جاره... فتمتم يكرر معاتباً كأن جاره أمامه:
_أتحسدني يا أخي على زواج وحيدتي؟! ألا تؤمن بالقسمة والنصيب! وهل تظن لو كنت أنا مكانك... سأتصرف مثلك؟...لا والله يا أخي... كنت أنا من سيستقبل ضيوفك وأنا من سيرحب بهم...
وبينما العريس لم يغب عن الأنظار، وما زال يقود عروسه وقبل أن يخرج من البوابة تماماً جاء ابن جاره الوحيد مسرعاً...
بارك للعروسين بسرعة البرق... حاول الأب أن يجذبه نحوه وهو يقول: قل لأبيك الأخوة ليست هكذا! لمَ لم يشاركنا؟ لا هو ولا أمك أوأخواتك على الأقل؟ رد الشاب بسرعة وهويجري عائداً من حيث جاء:
_ السبب يا أبي... أمي... أمي منعت الجميع، وغص بالكلام وهو يدير ظهره دون أن يكمل...
فقال الأب ساخراً: نعم... نعم، عرفت... كيد نساء... ثم ردد بصوت عال: إن كيدهن لعظيم... قل لأمك... لا بد أن تحتاجنا يوماً
ولولا ثياب الشاب التي امتصت الصوت العالي وهو يستدير عائداً؛ لردد ظهره صدى تلك الكلمات القاسية... ولربما رد عليه الشاب بشيء.
انتهى العرس وعمَّ الصمت مكان الفرح، وبدأ صاحب الستريو يلملم آلاته... وبدأت أصوات مبهمة حزينة تصل إليه من بيت جاره... وفي حضم حزنهم بفراق ابنتهم، والمفرح بزواجها...فوجئ الجميع بدخول الشاب نفسه من جديد، وقد أخذ يجري نحو عامل الستريو؛ ثم يتمتم بأذنه بما لم يصل إلى أذن أحد من أهل البيت! وكانت المفاجأة الكبرى بعودة صوت الستريو، لكنه بدأ يرتل بآيات بيّنات... بُغت الرجل، وقفز من مكانه كمن لسعته عقرب نحو الشاب وأخذ يصيح غاضباً:
_ وهل نحن في مجلس عزاء أيها الغبي! فرد ابن جاره بهدوء شديد وكان ما زال واقفاً لكنه يبكي... نعم يا والدي... صديق عمرك في ذمة الله منذ سويعات... بعد أن ارتدي أجمل ثيابه وتضمخ بالطيب والعطور، وقد عزم على مشاركتكم فرحتكم، وبيده هدية رائعة لابنتكم ليبارك لها ولكم... ويبدو أن الله تعالى استدعاه إليه في تلك اللحظة... بعطره وزينته!
وإنا لله وإنا إليه راجعون

 

 

****

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 29/ 30 أفريل ـ ماي 2021 ـ
https://fr.calameo.com/read/006233594eba57a00a174

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéros 29 et 30 mois (avril et mai 2021)
format PDF, cliquez ou copiez ces liens :
https://fr.calameo.com/read/006233594eba57a00a174
*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=LTuxqpDqnds

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

آخر تعديل على الإثنين, 30 آب/أغسطس 2021

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :