wrapper

الجمعة 26 أبريل 2024

مختصرات :

 - بقلم :لخضر خلفاوي*

 

قال: « أنا أُكنُّ احتراما كبيرا لآدم، لأنه يوم قرّرر أن يذوق التفاحة لم يكتف بقضمها، بل أكلها. ربما كان يدري أنه ليس هناك من أنصاف خطايا و لا أنصاف ملذّات.. و لذلك، لا مكان ثالثا بين الجنة و النّار، و علينا ـ تفاديا للحسابات الخاطئة ـ أن ندخل إحداههما بجدارة! »


ـ أولا لا ندري من قال لـ  "الشّيخة" الساّردة "مستغانمي" المُحترمة بأن آدم هو أوّل من ذاق من ثمار (الشجرة) .. و التي حدّدتها بـ  « التفاحة ـ و من أخبرها  أنه ـ التهم ـ كل الثمرة؟!
في كتاب « العهد القديم لم يذكر و لم يحدد جنس الثمار و لا نوعه ، فقد أشار على أنها شجرة  « ممنوعة » على آدم من قبل الله (الرّب) ..
في نفس  الكتاب المقدّس « العهد القديم »  من (الإنجيل)  عكس ما تذكره صاحبة « ذاكرة الجسد » فإن أوّل من أقدم على هذا الفعل  المحرّم و هو الإقتراب من الشجرة المحرّمة هي زوجة آدم بعد « التغرير بها » من طرف ـ ثعبان ـ ماكر يحلّ محل الشيطان -في اعتقادنا كمسلمين - الذي أقنعها و زوجها بأن ربهما ما حرّم عليهما هذه الشجرة إلا بهدف حرمانهما من شجرة «  المعرفة - للشرّ و الخير » و الخلود و الملك الأبدي.. فذاقت  ـ حسب ـ الإنجيل من  « ثمار » الشجرة. دون ذكر نوع أو إسم الثمار. بعد ذلك يقول « الإنجيل » أن « حواء » غرّرت بدورها  « آدم » و أقنعته أن يذوق بدوره من الشجرة فوثق فيها و تبعها و صدّقها و همّ ليذوق منها  هو بدوره فقدا إثر ذلك لباسهما و أصبحا عاريين تماما… إلخ  من القصة. 
و لم  تُذكر أو تحدد حتى في القرآن فكرة أن «  آدم » هو من ذاق الأوّل ثمرا  ـ من الشجرة ـ بل - جمعهما (مُثَنّيًا في الخطاب ) في عصيانهما لأمره..إنه الحكيم العليم حتى في هذا التفصيل سبحانه استعمل (التسوية السردية للقصة )؛ حتى لا تثور ثورة (الجمعيات النسوية و المدنية الانفصالية عن الرجل ) بحجة أن الله متحامل على المرأة أو متحيّز مع الرجل .
هنا إذن تتضح - أُسطورة -أو الجدل القديم الجديد معروف لدى الكثير من الناس في مجتمعاتنا العربية الإسلامية. و هي « فكرة » تغرير « حواء » بـزوجها « آدم »  و جرّه معها للمعصية و تسببها في أخراج آدم و طرده من الجنة ليس في الحقيقة مصدرها القرآن المقدس و لا  السنة و لا عادات بالية عربية نابعة من عقلية مجتمع ذكوري متعجرف .. و جلف كما يُحبّ أن ينُعت من قبل الناشطين فكريا و إبد اعيا.. بل الفكرة تعود إلى (أوّل كتاب  أساسي) جامع  الإعتقادين اليهودي و المسيحي.
 قرونا قبل الميلاد أوّل مخطوط . La Genèse  كتاب العهد القديم
ثم أن كتاب « العهد القديم » لم يؤكد و يحدّد بأن آدم و حواء (و لا يهمّ، من ذاق الأوّل من الثمرة) و  أَكَلَا مستمتعين بكُلِّ  "الثمار" أو « تُفّاحة » أحلام  أو ـ ما أُعتُقِدً ـ به دون بيّنة .

 

‏« de celui-là, tu n'en mangeras pas, car le jour où tu en mangeras, tu mourras »
‏Dieu avait tout permis à Adam, sauf la consommation du fruit de l’arbre de la connaissance du bien et du mal. Le Serpent, dit à la femme que Dieu mentait, qu'ils n'en mourraient pas, mais que leurs yeux s'ouvriraient et que leur nouvelle connaissance les apparenterait à des dieux.
‏Ève mangea du fruit (interdit) et en donna à Adam qui mangea à son tour. Après avoir gooûté au fruit -interdit-, ils (Adam & Ève) virent qu’ils étaient - nus - et allèrent se se cacher »


في القرآن:
وَكَذٰلِكَ نَجۡزِىۡ مَنۡ اَسۡرَفَ وَلَمۡ يُؤۡمِنۡۢ بِاٰيٰتِ رَبِّهٖ‌ؕ وَلَعَذَابُ الۡاٰخِرَةِ اَشَدُّ وَاَبۡقٰى

‏. Ainsi sanctionnons-nous l'outrancier qui ne croit pas aux révélations de son Seigneur. Et certes, le châtiment de l'au-delà est plus sévère et plus durable.

تؤدلج " مستغانمي" من خلال كتاباتها و في هذا التفصيل السردي الموجه لآدم و نسخته المؤنثة أن يختار السبيل الأنسب (لرغباته ) بمطلق -وعي- و إرادة ... تزرع فيه فكر القنوط أو ( اللامبالاة) أنه لا (أمل) إذا كان ميزان ( الخطية ثقيلا )...سيكون مآله حتما (جهنم أو النار ).

ـ  يقترب وصف و ـ سرد القرآن الكريم ـ  مما ذكره  كتاب العهد القديم من ( الإنجيل) في خصوص  أهمّ حدث تاريخي ارتكز عليه وجود الإنسانية  و البشرية:
قُلۡنَا يٰۤاٰدَمُ اِنَّ هٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوۡجِكَ فَلَا يُخۡرِجَنَّكُمَا مِنَ الۡجَـنَّةِ فَتَشۡقٰى‏  / اِنَّ لَـكَ اَلَّا تَجُوۡعَ فِيۡهَا وَلَا تَعۡرٰىۙ / وَاَنَّكَ لَا تَظۡمَؤُا فِيۡهَا وَلَا تَضۡحٰى  /  فَوَسۡوَسَ اِلَيۡهِ الشَّيۡطٰنُ قَالَ يٰۤاٰدَمُ هَلۡ اَدُلُّكَ عَلٰى شَجَرَةِ الۡخُلۡدِ وَمُلۡكٍ لَّا يَبۡلٰى‏     /
* هنا العنصر المُغرّر لحواء في القرآن   ليس « ثعبانا » بعقلية شيطانية ماكرة بل هو « الشياطن »

-تسرد « أحلام » بخصوص آدم   و خياراته بين الغواية (الخطيّة)  و (الملذّات) و كأنها تعتبر اصطلاحا أن / الملذّات / هي مرادف لـ (الصّالحات) أو الأعمال الصّالحة أو الحسنات :
"ربما كان يدري أنه ليس هناك من أنصاف خطايا و لا أنصاف ملذّات/ "
* هل هو اعتقاد من الكاتبة أن مفهومها للملذات هو شيء نقيض للخطايا بمعنى متاحا و مشروعا دون ـ ضوابط شرعية ـ  و من حقّ بني آدم أن يستمتعوا بها دون تردد؟! هل هو التباس دلالي غير مقصود أو تضليل متعمّد فكري مُبيّت لغوي سردي لتعويم « القارئ القشوري الهش عاطفيا و ضائع عقائديا » في فهم الفروق بين « الجنة » و «  النار » و بين « الخطيّئة » و «  الشهوة » ؟
* حتى يفهم القارئ بناء هذه الجملة و مفهومها نعيد استبدال « الملذات » بمرادفها / الشهوات / :
 كي يتضح مقصد السّاردة  مفهوم هذه الجملة من فقرة ( آدم و التفاحة):
(ربما كان يدري أنه ليس هناك من أنصاف خطايا و لا أنصاف ـ شهوات ـ ؟!)
-من البديهيات اللغوية و الفلسفية و الفكرية و الفقهية المعروفة عن «  الخطايا » هي من عائلة « الملذات ».. لا أعتقد أن الشّيخة «  أحلام مستغانمي » تجهل الفرق  و أخرجت ـ خطأً. ـ الخطية من رحمة (الملذات) ؛ اعتقد أن فكرها الكتابي لا يعترف أو يهمل النصوص  المقدسة التي تعتبر «  الملذّات » اللامُرخّصة  بالخطايا ؛ بحكم أن هناك « ملذّات » كثيرة مشروعة  و لا تحتاج لتضحيات آدم كي يراهن و يخاطر لتجنّب « النار »! .. لأحلام و عالمها القائمة الخاصة بها في تصنيف الخطايا و الملذات حسب قاموسها الفكري و قناعاتها الشخصية.
للتوضيح هذا معنى « الملذات أو الشهوات باللغة الفرنسية »

Amusement , distraction, divertissement, agrément
معناها .. اللهو و اللعب و العبث و المرح
Côtés agréables de l'existence
تمثل هذه الملذات حسب القواميس الفرنسية و اللاتينية الجانب « الممتع و الجذّاب »
Délices
هي من مرادفات « الملذات في اللغة الفرنسية
Jouissance sexuelle
الاستمتاع الجنسي
مرادف للملذات بالفرنسي
volupté
التي تعني « الشهوانية »

أولا للتذكير بمعنى « الخطيّة » : هي مخالفة المُنهى عنه أو القيام بفعل غير صائب (خطأ) .
تعني péchés ـ خطايا

-حسب ما ذكر في الكتاب المقدس للمسيحين:
«  قال يسوع: "أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ ٱلْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. وَٱلْعَبْدُ لَا يَبْقَى فِي ٱلْبَيْتِ إِلَى ٱلْأَبَدِ(…) (يوحنا 8: 34- 35). تخبرنا هذه الكلمات  أنه إذا لم يتمكَّن الناس (أبناء آدم)  من تخليص أنفسهم من عبودية الخطية وأغلالها، واستمروا في ارتكاب الخطايا، فبذلك هم عبيد الخطية ولن يدخلوا أبدًا ملكوت الله. (…)  ولذا فإنهم سيشعرون بالقلق من أنهم يعيشون في الخطية ولا يمكنهم دخول ملكوت الله، وسيشعرون بالألم في قلوبهم. إنهم يؤمنون بالرَّب، فلماذا لا يخلِّصون أنفسهم من الخطية؟ »
أُشيرُ هنا أيضا أن ارتكاب « الخطيئة » الرّاجح دائما معناها عدم الإصابة أو عدم التوفيق ـ و قد تكون في حالتين : الأولى مقصودة و يترتّب عنها ما يترتب و الثانية غير مقصودة و الأرجح  ـ حسب التفاسير ـ أن معظم الخطايا غير مقصودة   هي الحالات الأكثر  حدوثا بين بني آدم . فلا يجب أن نخلط بين ( الوقوع في خطأ في أغلب الأحيان ) و نساوي لفظ « الخطيئة » بمفهوم « الإثم » فالأمر في المعنيين مختلفين ..  (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) (البقرة / 286 ) أو كقوله تعالي أيضا (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ) (النساء / 92
و يوضح خالق (آدم) و الشّيخة الكاتبة (أ.مستغانمي) في محكم تنزيله «  وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـٰكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ) (الأحزاب / 5 )
ـ هل تريد « مستغانمي » أن تعوّم المفاهيم من خلال سردها في إلباس - الآثام ـ بـ لباس / الخطايا /  و تضليل القارئ و تمرير الأفكار التي فيها ازدراء للعقائد و لمُرسِل الرّسل و التشريعات  الرّحمان الرّحيم:
* تعريف الإثم لفهم (الخطيئة):
الإثم لا يكون إلا عن عمد و قصد ، والدليل على ذلك قوله تعالى : (وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ) ([7]) فهذا دليل  أن الإثم   ما يكون سبباً لاستحقاق العقوبة .
و الفقه (الرباني لا الوهّابي الوضعي ) فرّق بين الإثتين استنادا للتنزيل الحكيم (الخطيئة قد تكون من قبل العمد وغير العمد ، والإثم لا يكون إلا من العمد ، ففصل جل ثناؤه لذلك بينهما ) .

-أما عن المَلَذّةُ  (ملذات ) معجميا تعني : شهوات، أو متعة من مُتَع الحياة تحديدا في مجال الحواسّ، أو ما يثير في الإنسان إحساسًا جميلاً  ـ باالنسبة له ـ أو يكون مصدرًا لهذا الإحساس كالأشياء والأعمال.
يقول   الله تعالى  خالق آدم (أبو البشرية) و خالق « أحلام مستغانمي »  في الآية 14 من سورة آل عمران : «  زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ/ وَالْبَنِينَ / وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ / وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ/  وَالْحَرْثِ ۗ / ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ / وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) »
* زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ (الملذّات ) مِنَ النِّسَاءِ/ و هنا شيء مهم جدا في السّرد « الإلهي » لأولى شهوات  حفدة (آدم) حيث رتّب خالق آدم ما يشتهيه أولا آدم (الجنس المفتوح بمنطق مستغانمي أو النكاح  عند تطبيق حدود الله) .. حيث احتلّت شهوة  الاستمتاع بالنساء  االدرجة الأولى قبل /البنين/ ثم تلتها باقي  "الشهوات" .. و حتى نوضّح الأمر للقارئ فإن هذه «  الشهوات »تكون مرخّصة شرعا ـ إذا توفرت شروط الاستمتاع بها و ـ  زُيّنت  لبني آدم حتى يلتهوا بها في الحياة الدنيا..  و يذكّر الله في ختام قوله بأن حُسن المآب و الثواب عند الله أفضل بكثير مما اعتقده « الناس » كونه فانيا و هي ـ الدنيا بملذاتها ـ متاع الغرور « الآدمي »  …

/ ليس هناك من أنصاف خطايا و لا أنصاف ملذّات/
-هنا حسب فكر السّاردة اعتراف بمدى إعجابها بـ « الآدمي » العاصي المتمرّد الذي خالف التشريع و « العرف البالي المتزمّت في مجتمعنا » و الأمر الرّباني، فلم يكتف بتذوّق « الملذة » و الشهوة بل عاث فيها استهلاكا و استمتاعا ليشبع رغبته و الإحترام هنا مبني على - وعي ! - آدم و ميزته في « المقامرة » و المغامرة بكل شيء من أجل إشباع الرغبات الشخصية الفطرية الجامحة .
-و من جهة أخرى توحي هذه الجملة؛ أنه إذا قرّر « آدم » و اختار إشباع غرائزه و الإستمتاع بملذات حرّمها عليه خالقه (فتتحوّل إلى آثام)  عليه ألا يتراجع أو يؤنبه ضميره في منتصف رحلته مع العبث في «  الملذات أو الشهوات المحرّمة- الثّمار ) لأنه لن يستفيد من شيء إذا حاول التوبة و الإستقامة و العمل على إرضاء  ربه للإستفادة  من مغفرته و دخوله الجنة كون أنه إما أن يستمرّ  و أن يكون ـ خطّاءا مئة بالمئة و ليس خمسون بالمئة  خطّاءا و الخمسون المتبقية  ـ محسنا ..
/ و لذلك، لا مكان ثالثا بين الجنة و النّار/
* المنطق السردي هنا؛ يفيد بأن على « الآدمي » عدم ثقته بوعود ربه و أن يختار بمحض إرادته أن يكون مئة بالمئة ـ فاسقا ـ و يأكل أكبر عدد ممكن من تفاح العالم إذا أراد أن يقايض الجنة بشهواته و -عبوره المتواصل للأسرة- حتى مماته و إما أن  يكون بسلوك استسلامي لخالقه مئة بالمئة  كي يكون في « الجنة » كون حسب الاعتقاد الفكري للكاتبة من خلال السّرد :
/ لا مكان ثالثا بين الجنة و النّار/
* من جهة لا ندري من أعطى للكاتبة « مستغانمي »  هذا اليقين و المعلومة من علم الغيب  الإلهي و هي كي تؤكد أنّ لا مكان ثالث بين « الجنّة و النار » .. و من جهة أخري تنفي أهم صفة ربانية المعروفة لدى كل الديانات و الرسائل السماوية و هي الرحمة و المغفرة …
يقول الله (خالق آدم. و ذريته) الخطّاءة :
 ـ فاَكَلَا مِنۡهَا فَبَدَتۡ لَهُمَا سَوۡاٰ تُہُمَا وَطَفِقَا يَخۡصِفٰنِ عَلَيۡهِمَا مِنۡ وَّرَقِ الۡجَـنَّةِ‌ وَعَصٰۤى اٰدَمُ رَبَّهٗ فَغَوٰى‌ۖ
ـ ثُمَّ اجتباه رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وهدى
ـ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسرين
 ـ فتلقى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التواب الرحيم
ـ  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ
* في الحقيقة الآدمي الخطّاء و المحبّ للشهوات و الملذات لا ينقطع أمله في الله و يبقى مرشحا للجنة ما دام يؤمن بالله و بمغفرته  حتى و لم يتوفّر مكان ثالث بين الجنة و النار و لأنه لا يحتاج إلى مكان ثالث! فقد وسعت رحمة الله كل شيئ!
لكن « مستغانمي » ترى غير ذلك من منطقها فتكتب ساردة في موضوع ذكريات جسدها المدوّنة « علنيا و استعاريا»  ـ/ تفاديا للحسابات الخاطئة/ ـ أن ندخل إحداههما* بجدارة!
* الجنة أو النّار . تفاديا للحسابات الخاطئة ـ هي في حد ذاتها مشكلة ـ اعتقادية و توجّه فكري ـ تشكيكي  واضح بنكران عظيم للمغفرة و الرحمة و الهداية الرّبانية و الجزاء .  و على كلّ واحد أن يختار حسب « هواه » الدّار التي سيسكنها بعد وفاته.
و الله يقول لـ « آدم » أيَّاك أن تنخدع و تقنط و تكذب عليك « أحلام مستغانمي » و أمثالها و أولئك الذين يعطون إنطباعا من خلال تفكيرهم أنهم مع مسارات و مذاهب علمانية أو يسارية  ـ التي يسمونها في منابرهم تقدّمية ـ (باستعمال سرديات المؤخرات في نتاجهم ) و المتسترين وراء الإبداع و  شعار « حرّية النّص » الإبداعي المُطلقة  لتسميم أفكار الأجيال  و هدم القيم بحجة الأدب و  الكتابة الحرّة ألم يقل ربّ آدم و خالق "مستغانمي ":
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .

-نعود إلى هذه الفقرة بالذات التي سحرت الكثير في الوطن العربي من القرّاء الشباب و غيرهم من يقرأون قشور أحلام اللغوية المنّمّقة بسحر لا نظير له سرديا ـ واضح ـ لا جدال فيه حيث تستعمله أحلام لتخريب عقول السطحيين في فهم معضلات الوجود و مشاكل المجتمعات العربية و الشرقية ككل .
هذه الفقرة من "ذاكرة جسد " أ.مستغانمي يذكرني بالموقف الذي تعرّض له موسى و قومه و الناس مع "سَحرة فرعون ":
"قَالَ أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ "
سحرة فرعون يلقون السّحر على الناس و أحلام تكتبه لقرائها …
لا يمكن نكران أن "مستغانمي " كاتبة قديرة و متمكنة من أدواتها في سحر و توجيه عقول من يحب مطالعة نتاجها الأدبي و تصديق فكرها - الذي يبدو في كثير من الأحايين علمانيا يساريا ـ مؤخّراتي تقدّمي! ـ
*
« أنا أُكنُّ احتراما كبيرا لآدم، لأنه يوم قرّرر أن يذوق التفاحة لم يكتف بقضمها، بل أكلها. ربما كان يدري أنه ليس هناك من أنصاف خطايا و لا أنصاف ملذّات.. و لذلك، لا مكان ثالثا بين الجنة و النّار، و علينا ـ تفاديا للحسابات الخاطئة ـ أن ندخل إحداههما بجدارة! »
ـ ملاحظتي الأولى : قبل الاعتراف الّسّردي التحريضي المُبطن الإبداعي و ـ المُغرض ـ  باحترامها لآدم عندما عصي ربه   …إلخ، تتهمه بأنه ـ هو ـ الذي أكل  من الشجرة .. فحوّاء ـ أنثى آدم ـ بريئة من تهوّر و انفلات آدم و غرائزه  .. هنا توضّح الفكرة المتجذرة لديها و اعتقادها بأن « الرّجل الذكر » هو دائما سبب المصائب  و الحسابات الخاطئة .. و هذا الفكر و الاعتقاد و الأحكام الجاهزة  موجود بكثافة في كتاباتها و تشترك فيه مع قرائها و محبّيها و معجبيها على العموم .
 / ـ ربما* ـ كان يدري أنه ليس هناك من أنصاف خطايا و لا أنصاف ملذّات /
ـ * ربما تفيد التكشيك ..  هنا جهل و ـ تشكيك ـ أو تجاهل بأن آدم كان أدرى من  كل الملائكة أنفسهم لأن الله علّمه و حذّره من كل شيء:
ـ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ
ـ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿31﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿32﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿33﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ
 /  / لذلك، ـ لا مكان ثالثا* ـ  بين الجنة و النّار، و علينا* ـ تفاديا للحسابات الخاطئة* ـ أن ندخل إحداههما بجدارة!
ـ * استهتار بعلم الله الغيبي و جزم ما لِبشر باستطاعته الجزم أو النفي بمكان الجنة و النآر فكيف نستطيع التكهن بعدم وجود مكان ثالث ؟!
و عليه نخلص أن هذه الفقرة من ذاكرة الجسد حول خيارات « آدم » و « التفاحة » و كل ما تحمله رمزية الفكرة فإن أحلام استطاعت بشعرية و سحرها  السردي الخاص أن تسوّق ما تشاد حسب مشيئتها كما اعتادت دون التقيّد بمنطق الأشياء .. و سياقها المعرفي  من خلال أفكار خاصة بها  فتتعمّم  و تترسّخ لدى كثير من المُتتبعين لها في الوطن العربي؛ الذين يريدون تفادي ـ الحسابات الدينية و المعتقدات  الخاطئة ـ كالطمع في  الله و في رضاه و الطمع في المغفرة و الرغبة في التوبة .. يجب على الجميع من يؤمن بها ألا يتوقف من عصيانه و تمرّده  و بجدارة!
الله لم يكن عابثا في خلق آدم و لا يريده أن يكون  على عبثٍ  هو كذلك:

-اَفَحَسِبۡتُمۡ اَنَّمَا خَلَقۡنٰكُمۡ عَبَثًا وَّاَنَّكُمۡ اِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُوۡنَ .
-و ختاما عكس معتقد و فكر الشّيخة "مستغانمي" فإن الله لم يُقصّر في إرشاد آدم مذ بداية خلقه لتجنيبه الشقاء و الضّلال بقوله في سورة "آدم"( الإنسان ) آية ٣:
-إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا .. لا سبيل ثالث
و في الآية العاشرة من سورة البلد :
وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ. ..
*اللهم أهدنا و جنّبنا نشر و كتابة الأباطيل و الضلال باسم الكتابة و الأدب و الإبداع و حرية النّصوص المُطلقة.

 

****

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 34 جوان ـ سبتمبر 2021 ـ
https://fr.calameo.com/read/0062335949afd29057ca7

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéro 34’ mois (juin - septembre 2021)
format PDF, cliquez ou copiez ces liens:
https://fr.calameo.com/read/0062335949afd29057ca7

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

 

آخر تعديل على الثلاثاء, 04 كانون2/يناير 2022

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :