wrapper

الأحد 19 ماي 2024

مختصرات :

جهاد مقلد |  سوريا 


أبِي... أبي، جاء أبي... أهلاً أبي... نورتنا يأاااأبي.
اخترق هذا أذني الأم... تغريد أطفالها لدى دخولهم العشوائي إلى البيت أثناء عودتهم من مدرستهم.
وفاقدة للشعور قفزت كالبرق تنفض يديها الاثنتين لتنثر الماء عنهما
وقفت وتركت طشت الغسيل!


وبقيت حائرة تمضغ لسانها... تتمتم بما لم يتضح من حروف كلامها... تزدرد لعابها ملهوفة...
تبحث براحتيها عن بقعة جافة بين ثنايا ثوبها الأسود المبلل.
ومع ذلك لم يكن يهمها ذاك البلل، حين أخذت تجفف يديها في أي بقعة وصلتا إليها...
كان هذا ما اعتادت عليه كلما قرع زوجها الباب... أي أن تترك كل شيء من يدها...
وها هي واقفة الآن فاقدة للإرادة... تتساءل مع تلقائية التحديق بعقارب الساعة المعلقة على الجدار، المتوقفة منذ زمن...
تتمتم لنفسها مذهولة:
_ اللهم اجعله خيراً... ليس هذا موعده؟!
وتمر ومضة الحاضر... وتنفتح أبواب عقلها.
تراخى جسدها... دمعت عينها الوحيدة الباقية... شهقت ملتاعة...
أفاقت من دهشتها حين عادت إليها ذاكرتها التي سُلبت منها على غير إرادتها...
بعد أن أعادتها لزمن مضى، حين أدرجت سعادتها ضمن كفن زوجها قبل أشهر فقط...
وتتذكر، كيف دفع المسكين حياته شهيداً على إثر شظايا قذيفة هاون خرقت منزلهما، لا يعرف مطلقوها الشرف أوالكرامة.
وكما لم تنسى أنها دفنت إحدى عينيها تحت صفائح لحده، بعد أن فقأتها شظية من القذيفة الغادرة نفسها...
وقد أبت إلّا أن تشاركه ظلمة قبره...
تذكرت كل شيء... فطنت لمأساتها... تأوهت... تنهدت... حمّلت شفتيها ابتسامة باهتة
وتلقفت براحة كفها عينها الزجاجية البديلة، التي لم تلتأم لتستقر في محجرها!
نظرت صامتة نحو أطفالها بعينين إحداهما دامعة، وأخرى دامية،
تحمد الله لأنهم كانوا تلك اللحظة في مدرستهم.
ثم أطبقت بأنملتين جعّدهما ماء الغسيل على إبهام مخشوشن عركته مسؤولية أطفالها حتى غدا كجلد حرباء...
وأمام عيون صغارها وقفت متسائلة بعد أن خذلها لسانها، ولم يعد يسعفها على البوح...
بعد أن شُلَّ للحظات، كما جف لعابها... فعزّ عليها النطق!
وهما توقفت لغة الكلام، وشاركت لفة عجولة من أناملها الثلاثة حاجبيها، وعينها اليتيمة السؤال...
لكنها نست للحظة أنها تنتظر من أولادها الجواب!
وحيية وقفت ترسم الماضي بعقلها لحظة جاء حبيبها ذات يوم خاطباً يسألها:
_ أتقبلين بي عريساً؟
وتفاجأت بجرأة لم تعهدها بنفسها، حين أشارت بالقبول من انحناءة برأسها...
كان ذلك في اللحظة نفسها التي دفعت بجسدها إلى الأمام للهرب، لكن... وا أسفاه...
تعطلت حركة قدميها وارتجفتا... ولم يسعفاها على الفرار من أمامه
فظلت واقفة مكانها دون إرادتها... ترتجف!
وانتقلت الرجفة من يديها إلى صينية الضيافة التي تحمل أكواب الشراب عليها.
ومع اهتزازات جسدها المضطرب؛ تراقصت الأكواب على رتم قلبها المذعور!
عندما لم تتحمل تلك المداعبة الفجة!
فأخذت تتساقط واحدة تلو الأخرى بعد أن فقدت صبرها.
ورمت الصينية وما عليها... هذا إن لم تكن الصينية هي من حررت نفسها من قبضتها...
...................
آن لها الآن أن تغلق نوافذ ذاكرتها القديمة، لتسمح لنهرٍ من الدموع كي ينزلق على خديها... لتتركه يسعى إلى مصبه بين شفتيها!
تشرق بملحه حائرة بأمرها بين مكذّبة وغاضبة!
وبنظرة حانية من عينيها المتألمتين إنتظرت الجواب من أفواه أطفالها.
وهمسة عاتبة:
_ لِمَ جعلتموني، أعيش الذكرى؟ آه منكم... كم نكأتم من جراح في قلبي!
ردت طفلتها الصغيرة ضاحكة:
_ وهل صدّقتِ يا أماه؟! هو نشيد... نشيد يا أماه... علمتنا إياه الآنسة في المدرسة.
جاء أبي... جاء أبي

 

 

 

****

 

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

آخر تعديل على الثلاثاء, 20 أيلول/سبتمبر 2022

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :