wrapper

السبت 18 ماي 2024

مختصرات :

بقلم: اسماعيل مسعد


أيقظني رنين هاتفي المحمول. الشمس لا تزال خجلى عبر زجاج النافذه، أو لعلها قررت أن تغيب.
طالبت هاتفي بغفوة أخرى، ثم واصلت الأرق مجددا.
لم يتبق على موعد الطائرة

سوى ساعات قليلة، والحقيبة معدة منذ أمس. فوقها جواز السفر، المطبق على تذكرة الطائرة. راجعت بياناتي وطالعت صورتي المرهقة الممهورة بخاتم شعار الجمهورية و قبلت جبين والدتي، التي عادت فاستوقفتني بمنتصف الدرج. 
- هل أخذت شهادة البكالوريوس ( الأصل ) ؟
أجبتها
- أيوه يا حاجه !
- لا إله إله إلا الله 
- محمد رسول الله. 
حرصت إبان الحجز على مقعد مجاور للنافذة، كي أحظى بنظرة من السماء لهذا الوطن. فلعلها تكون الأولي والأخيرة !
إستودعت حقيبتي الصغيرة فى الخزانة المخصصة للمقعد، كانت الحركة وئيدة حول الطائرة، 
وبدا برج المراقبة الباسق فى الأفق مهيمنا على كل شيء !
تشاغلت عن برج المراقبة بكتاب إدخرته ليرافقني الرحلة. للرفيق عبد الرحمن منيف، وقد تناسيت آمالي القتلى وأنا أطالع آلامه بين دفتي رواية شرق المتوسط،
كنت مشدودا بحزام الأمان لأول مرة، فلا شيء أراه جديرا بالأمان حتى أحزمة الأمان..
جاءت المضيفة الشقراء، فى كنزتها القرمزية وبيريه وردي يعتمر خصلات ذهبية. ثم قالت شيئا بلكنة عربية محطمة.
تبين أنها تعيد ما قالته بالإنجليزية، حين كنت مشغولا بمطالعة عينيها الزرقاوتين.
أقتربت أكثر ثم قالت.
- سيدى أنتما مطلوب لدى الجوازات.
نظرت للمقعد المجاور كان لا يزال فارغا..! 
- سيدتي أنا لست أنتما! 
قرأتْ الإسم من ورقة بين يديها . فأجبت
- هذا إسمي.. لكنني لست أنتما...! 
إستعدت الحقيبة ولبيت نداء الجوازات. حين أخبرني أمين الشرطة.
- تلقينا مكالمة توا. أدرجتك في قائمة الممنوعين من السفر...!
إنتهت الغفوة وعاود الهاتف الرنين

آخر تعديل على السبت, 25 آذار/مارس 2017
المزيد في هذه الفئة : « العمر صفقة وجوه »

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :