wrapper

الأحد 19 ماي 2024

مختصرات :

ـ بقلم: ميسون السعدي

*


وضعت المشط من يدي ، أزحت بعض ما تراكم على طاولة مرآة الزينة أبحث عن دبابيسي الصغيرة أثبت بها خصلات شعري ، كانت عيونهم باسمة، يحدق بي بعضها ، تركت

البحث ... أخذتهم بين يديي ، حدقت بهم ... حاولت التذكر ... متى التُقطت تلك الصورة لأفراد عائلتي وأقربائي ؟ . لا أعرف لماذا أطلت النظر فيها ، هل كان الشوق مبعث ذلك !؟ .
نعم ، ببساطة ، أشتقت لهم .
حدقت بهم ، بين الجالسين على المقاعد ، استقر كرسيان من الخيزران خاليان من قاطنيهما ، عُلقت بذراع أحدهما سبحة من الأحجار الخضراء تذكرت كيف كان يغلق قريبي يديه عليها مناديا علي كي أختبر مزاياها ، عندها اقترب ُخجلة ، أثبت ُعيوني الصغيرة على فتحة يصنعها لي بين أصابعه المتشابكة لأرى توهج الحبات الفوسفورية .
إحدى المرات سألني : ماذا ترين ؟ . وعيونه تنضح بالترقب والسعادة
لا أعرف ماذا خالط مشاعري تلك اللحظة !!.أجبته : لا أرى شيئا ، بينما الحبوب الخضراء تلمع في عيوني وقلبي أشد لمعانا لدهشته .
همستُ باسمة وأنا أغرس الدبابيس في شعري :ما زال الجميع يشيد ببراءة الصغار .
عدت أحدق بها ، كان حلم صاحبها يتكىء عليها ، محاولا جر حباتها على خيط تحاول ذراته الهروب من زمن ننسى أنفسنا ونحن نقارعه و لا نعيشه .
أفزعتني أحلامه الأخرى وقد أسندت ظهرها على الكرسي الخالي بعنجهية موجهة بسمات قاسية نحوي ، والآخرون يتسامرون برضى حولها .
مسحت الصورة بيدي مما علق بها من غبار ، باحثة عن جسدي على كراسِ استقرت بينهم .
تحت النافذة المتطرفة الكبيرة بدا كرسي صغير، نعم ذاك كان كرسيي ، كنت أشارك من بقى ومن رحل تلك الأيام جلساتهم .
كان سطحه لامعا وأذرعه خالية .. عدت وحدقت بكراسي من رحل عنا وقد تشابكت أحلامهم المؤجلة عليها واستقرت زرقاء باردة .
ردد قلبي خائفا :ما كان علي تركك هناك خالٍ ، لن تستقر أحلامي دوني عليك أبدا وأرحل حتى لو وعدني الآخرون صنعها .
أغمضت عيوني أسحبها إلي بينما الكراسي الفارغة الهازئة تحيط بها تمنعها عني . وأحلامي تحاول التسلق عليها دوني ...

آخر تعديل على السبت, 25 آذار/مارس 2017
المزيد في هذه الفئة : « الراصد الأستاذ عروة »

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :