للإشارة فإن تمثال " عين الفوارة" تم " نحتها و انجازها في العهد الاستعماري من قبل النحات الفرنسي " فرانسيس دو سانت - فيدال عام 1898 . رغم ضربه و رميه و رجمه بالحجارة و العصي من قبل الناس و المارة إلا أن الرجل واصل بهيتسيرا عجيبة بمطرقته و معوله في تحطيم التمثال بكل غضب و تعصب شديد.. و بسرعة فائقة انتشر خبر تشويه " عين الفوارة" عبر كل فضائات التواصل الاجتماعي و وسائل الإعلام و وصلت المسؤولين بما في ذلك وزارة الثقافة التي عبرت على لسان وزيرها " عز الدين ميهوبي " عن أسفها و استيائها الكبير لـ " السلوك الهيستيري " لهذا الشخص و ذكر نفس بيان الوزارة أن العدالة ستكشف عن هوية و دوافع هذا الشخص الذي أقدم على هذا التصرف المشين". للإشارة فإن الرجل الهيستيري بمطرقته و معوله تم القبض عليه و السيطرة عليه من قبل رجال الأمن بمساعدة المواطنين الذين كانوا في عين المكان. و نشير أيضا لمن لا يعرف قصة تمثال " عين الفوارة" للنحات الفرنسي " فرانسيس دو سانت"؛ أنه تعرض في السابق لتفجير و تهديم شبه كلي في العشرية السوداء ( التسعينيات ) من خلال عملية إرهابية إجرامية تخريبية ثم تم ترميمه فيما بعد!
السؤال المطروح : هل كان هذا الشخص الذي أعطى إنطباعا عاما أنه متطرف ديني في كامل قواه العقلية أو هناك خلفيات أخرى نجهلها إلى غاية اكتمال التحقيق الأولي.
عموما :
ـ إما أن هذا الرجل مجنون و مختل عقليا ( علما أننا نعتبر التطرف هو اختلال عقلي أيضا!) ، أو أنه أعلم من الجميع و استغل ظروف إعلان ترامب الأحادي في اعتبار القدس عاصمة لليهود ، فأراد أن يبدي رفضه لهذا القرار من جهة و يذكر الشعب الجزائري بحلقة تاريخية يجهلها و هي : مرور 119 سنة عن أحداث الـ 20ـ25 يناير 1898 أين خرج الشعب الجزائري في مظاهرات عارمة ضد التواجد اليهودي في العاصمة الجزائرية و المطالبة برحيل الحاكم العام " لويس ليبين" الذي لم يجد خيارا غير الامتثال لمطالب المواطنين و رحل في جويلية من نفس السنة.
يؤسفنا أن هذا التمثال تعرض لهذا التخريب المجاني، و يؤسفنا أكثر ازدواجية السلوك لدى المواطن الجزائري و العربي و الإدارات بشكل عام؛ عندما يتعرض شخص ما لاعتداء في الشارع، منهم العجوز، الطفل ، المرأة، لا نجد تجاوبا كبيرا أو ردة فعل كبيرة تنصر المعتدى عليه و توقف المعتدي! منذ عقود زمنية نرى كل يوم عمليات تخريب و هدم متعمد للإنسان الجزائري و العربي من قبل أنظمة فاسدة و متعجرفة و متخلفة دون أن يتدخل أحد و يقول: كفى تهديم للإنسان، لهذا الكيان الحي و مزيدا من الكرامة و الحقوق الأساسية، فللأسف صرنا نثأر للأصنام في وضح النهار و هي إرث المستعمر الفرنسي و نرجم الإنسان بسبب تعرضه لها و هي لا تنفع و لا تضر و لا تقدم و لا تؤخر من عجلة التنمية البشرية و الاقتصادية و الثقافية في البلد.. حتى و لو كان هذا الرجل يحمل فكرا متطرفا أو متخلفا و يفتقد إلى أدني شعور التسامح الثقافي و الفكري و التاريخي فإنه نتاج سياسات تهديم البنية الجوهرية و الوجودية للإنسان !
في بلادنا واسعة البلادة كل شيء يمشي على رأسه و نخشى قول الحق و نصرة المُحقين حتى و لو كانوا مجانينا!
ـ الفيصل الساخر
ـــــــــــــــــ
طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها:
: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner cliquez sur ce lien: