wrapper

الجمعة 26 أبريل 2024

مختصرات :

 بقلم  د. أحمد القيسي

 

مفهوم الحوار : 

إذاً الحوار في اللغة ، هو الرجوع عن الشيء ، والارتداد عنه ، وحار عن الأمر وإليه (رجع عنه ، أو إليه). أما الحوار في الاصطلاح : (مراجعة الكلام ، وتداوله ، بين طرفين ، لمعالجة قضية من قضايا الفكر، والعلم ، والمعرفة.

 

تعريف الحوار :
 يعرف الحوار بأنه محادثة لفظية تتم بين شخصين أو أكثر، ويتم خلالها تبادل الأفكار والآراء ، وإجراء المناقشات أو المشاورات أو غيرها ، ولا يشترط في الحوار أن يكون الأطراف متشابهين في الآراء فقد يختلفون فيه ، ولكن بإمكانهم أن يتنافسوا ويستمعون لبعضهم البعض حتى يصلوا إلى نقطة مشتركة ، مع الإشارة إلى أن عدم وصولهم إلى رأي مشترك لا يعني تخليهم عن احترامهم لبعضهم البعض ، وقد يشتمل الحوار على التوترات والمفارقات ، وفي الحوار الصحيح يبعد الأطراف مخاوفهم وأفكارهم المسبقة ورغبتهم بالفوز؛ ويأخذون وقتًا لسماع أصواتٍ وإمكاناتٍ أخرى ، ويحاولون تقبلها أو رفضها بأسلوبٍ جيد . 
إذ تعزو أهمية الحوار بالهدف الأساسي للحوار هو إنشاء نقطة تواصل جيدة بين الأفراد ، وإدارة الاختلاف وتوجيهه بطريقةٍ جيدة ، وبالتالي فهو وسيلة للوصول إلى الذكاء والقوة المنسقة لمجموعة من الناس ، عوضًا عن تفرقهم ، وهو وسيلة جيدة لإنشاء الأفكار ، والآراء ، والمشاعر ، والاستماع إليها ، وتحسين العلاقات والصلات بين الناس على اختلافهم ، وتسهيل تعرفهُم على بعضهُم البَعض واستفادتهم من بعضهم البعض أيضًا ، فبدون الحوار سيواجه الناس صعوبة في بناء الدوائر الاجتماعية ، أو بدء أعمالهم التجارية ، أو تطوير حياتهم المهنية . 
آداب الحوار : فيما يأتي مجموعة من أبرز آداب الحوار التي يجب اتباعها والتحلي بها للوصول إلى حوارٍ ناجح وبَناء بين الأفراد والتفكيرأولًا قبل الحديث تفكيراً جيدًا ، والتفكير يعمل على ترتيب الأفكار وتمحيصها والتأكد من صحتها قبل قولها ، وهو يساعد على اختيار الكلمات الصحيحة وأسلوب الطرح الأفضل ، وذلك لضمان عدم الوقوع في الأخطاء أثناء الحوار قدر الإمكان . وأن الأستماع الجيد للمتحدث هو من آداب الحوار وحُسن الاستماع إلى الشخص الآخر عندَ كلامه وعدم مقاطعته ، والإنصات إليه بكافة الحواس ، مع التفكير بكلامه ، فحسن الاستماع يعني أن يفهم الشخص وجهة نظر محاوره مما يؤدي إلى الوصول إلى حوارٍ ناجحٍ وفعال ، كما أن هذا ينعكس على الآخر أيضًا فيحسن الاستماع إلى الشخص نفسه عندما يتكلم ، وهكذا يأخذ كل واحدٍ فرصته الكافية في طرح وجهة نظره دون مقاطعة وتشتيت من الآخرين . وأن التواضع والاحترام أثناء الحديث يجب أن يكون أثناء الحوار والحديث وتجنب التكبر والغرور ، وعدم إشعار الشخص الآخر بالدونية ، أو أن المتحدث أفهم وأعرف منه ، فكل شخصٍ لديه نوعٍ من المعرفة في مجالٍ ما ، والتي يمكن الاستفادة منها أثناء الحوار ، ويجب احترام الشخص المقابل واحترام رأيه ، وتجنب الإهانة والسخرية أثناء الحوار ، لما لها من آثارٍ سلبية بالغة . والإنتباه إلى لغة الجسد ونبرة الصوت أثناء الحوار من آداب الحوار كذلك الانتباه لحركات المقابل ، فمثلًا يمكن الانتباه للغة جسد المستمع كأن يتثائب الشخص أو تململه في الجلسة أو إرجاع ظهره للخلف قد يعني أن يشعر بالملل من الحديث ؛ وعندها يجب على المتحدث الاختيار قدر الإمكان ، كما يمكن مراقبة نبرة الصوت إذا كانت تشير إلى الغضب أو الحزن مثلًا ، وبناءً على جميع العلامات يمكن للمحاور اتخاذ الأسلوب المباشر لتجنب إزعاج من يحاورهم .
ويَعُد الحوار من أرقَى وسائل التواصُل مع الآخرين ، وهو فنٌّ من فنون الاتصال الهادف مع الغير ، ولا يُحسِن هذا الفنَّ إلا أهلُ الحكمة والخبرة والثقافة العالية أو من متمرس في أسلوب الحديث . 
إذًا فالحوار مهمٌّ في حياتنا جميعًا ، فهو السبيل الوحيد للتواصُل والتفاهم بين الناس ، وهو من أهم وسائل التعارف والتآلُف بينهم ، ومنهج من مناهج الدعوة والإصلاح في المجتمع ، ومبدأ ناجح في التربية والتعليم لتنشئة الأجيال القادمة ، ويؤدي إلى التقارب والالتقاء فيما بيننا ؛ لذا يجب علينا جميعًا الالتزام بآداب الحوار كالتَّحلِّي بالأخلاق الحسنة بإخلاص النية لله في أتباع الصواب ، والحديث بعِلْم وحُجَّة قوية وليس بالهوى والانتصار للذات ، وضبط النفس ، والحلم ، والصبر، والرفق واللِّين ، والاحترام والتواضع ... وغيرها من الأخلاق التي تُزيِّن الحوارَ وتجعلُه مُثمرًا.

شروط الحوار :

استخدامُ اللغة الراقية المُعبِّرة عن رأيِكَ بكل هدوء ، فالحوار يهدف إلى إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك أوالأقتناع بوجهة نظره هو ، وهذا يحتاج إلى أسلوبٍ مهذَّب وأفكارٍ مرتَّبة ومتسلسلة ، واختيار الكلمات التي لها وَقْعٌ في نفوس أطراف الحوار للوصول إلى الهدف المرجو ؛ فالأسلوب المناسب والأمثل للحوار يدلُّ على مدى تحضُّر أطراف الحوار ، فالحوار باللين والإقناع تكون ثماره طيبة وأثره واضح على الجميع .
ولا يمكن إطلاق مصطلح الحوار على النقاشات الحادَّة التي يسودها العنف ومواجهة الأفكار الأخرى بشدة وقساوة والتركيز على الصدِّ وعدم استقبال رأي الطرف الآخر ، فهذا يؤدي إلى العداوة والبغضاء بين المتحاورين .
• ومن الضرورة في الحوار :
1- احترامُ التخصُّص وفكر المحاور ، فمِن غير المقبول التحاوُر بموضوعاتٍ ليس لها علاقة بفكرك واهتماماتك ، وليست من صميم تخصصك .
2- المحافظةُ على طلب الحق بعيدًا عن العاطفة ، فالغرض من الحوار هو الوصول إلى الحق والصواب ، فهي ليست مسابقةً مَن يفوز في النهاية ويُقنع غيرَه ويؤخَذ برأيه ؛ لذلك لا بد من البحث عن الصواب بتجرُّدٍ عن العاطفة تمامًا وأقبله حتى لو كان عند غيري ، والأبتعاد عن الأنفعال الزائد الذي يشوش الأفكار ويؤدي إلى ضياع الحقيقة .
3- التركيز على نقاط الأتفاق فذلك يزيد من نجاح الحوار، وكذلك التركيز على نقاط الأختلاف بهدف الوصول للصواب وتوضيحه .

• إيجابيات الحوار في حياتنا :
1- تحقيق التماسك بين أفراد المجتمع الواحد وبناء جسور التعاون ؛ فالحوار يولِّد لدى الفرد الراحة ، وعدم الشعور بالكبت ، ويُشعِره بالاطمئنان لاتباع الصواب .
2- الحوار هو أفضل الطرق لتحقيق العدالة ؛ فهناك قضايا لا يمكن اتِّخاذ أي إجراء فيها دون محاورةِ جميع الأطراف من أجل تجميع أكبر قدرٍ ممكن من المعلومات للقدرة على اتِّخاذ الإجراء المناسب والصحيح ، فغياب الحوار معناه غياب جزء من الحقيقة ومن ثَم عدم اتِّخاذ القرار الصائب على الأغلب .
3- اتباع أسلوب الحوار مع أطفالنا في المراحل الأولى من حياتهم يجعل هذا النمطَ هو السائدَ في حياتهم في المستقبل ممَّا يُنتج لنا جيلًا واعيًا مثقفًا وقادرًا على الاستماع للصوت الآخر واحترامه .
4- يعمل الحوار على تقريب وجهات النظر بين الناس ، وكذلك تنمية مهارات فن التواصل في ما البين ؛ حيث إنَّ الحوار يعكس رُقِيَّ الأفراد بشكل خاصٍّ ، ومن ثَم رُقِي المجتمع ، ورقي الأمة بشكل عامٍّ .

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الحكمة والحلم والعلم ، وأن نكون موفَّقين لكل خير ، وأن يؤلِّف بين قلوبنا ويُصلح ذات بيننا إنه على كل شيء قدير .

 

****

 

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://youtu.be/dT4j8KRYk7Q

https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew


‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

      

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :