wrapper

التلاتاء 30 أبريل 2024

مختصرات :

 بقلم: د. أحمد القيسي | لندن

 

تتمثل أحد الإنتقادات الأساسية الموجهة ضد مفهوم القوة الناعمة عادة في غموض مرحلة التحويل والممارسة وعدم وضوح كيفية بناء القوة الناعمة الفاعلة لدى الأطراف والقطاعات المستهدفة بها ، لا سيما مع وقوع العديد من موارد القوة الناعمة خارج السيطرة المباشرة للحكومات والدول ، سواء نتيجة ارتباطها بسياقات تاريخية وتفاعلية معينة أو ب أدوارًّا لفاعلية أدوارهم . فاعلين غير حكوميين تمثل استقلاليتهم عادة شًرطا أساسي تضاف إلى ذلك حالة الغموض والتداخل في أدبيات القوة الناعمة بين التركيز على ميكانيزمات و آليات الجاذبية ونشر القيم

والنماذج في كثير من الأحيان ، والإشارة في أحيان أخرى إلى ضرورة عدم الاقتصار على آليات الجاذبية وضرورة تضمين ميكانيزمات الإقناع والتأطير الإقناعي في أحيان ثانية ، وتحديد الأجندة أو جدول الأعمال في أحيان ثالثة ، فضلاً عن إشارات متكررة لإمكانية إدراج بعض الآليات الإقتصادية  مثل المساعدات التنموية والإنسانية ( بل والعسكرية ) مثل الأبعاد المختلفة لما يعرف بالدبلوماسية الأمنية أو العسكرية ( متى تم توظيفها بشكل تعاوني ضمن آليات بناء القوة الناعمة . وفي مقابل ذلك ، تثير بعض الدراسات وجود أشكال وآليات إكراهية وتلاعبية لممارسة القوة الناعمة وتوظيفها بأشكال ترتكز بالأساس على تشويه صورة الفاعلين الآخرين المنافسين أو حتى صورة الذات لدى الفاعل المستهدف بما يحقق أهداف ممارس القوة الناعمة . وفيما يلي محاولة توضيح لعملية إدارة واستثمار مصادر الحرب الناعمة التي حددت  الموارد والمصادر التي تعزز القوة الناعمة الأمريكية على المستوى النظري وأغفل عن قصد الموارد والمصادر التي يتم تصميمها لضرب الموارد الناعمة للخصم لأنها تبقى على الدوام سرية وجارية التنفيذ من قبل وكالات وأجهزة الإدارة الأمريكية تحدد ، أو قد تظهر بعد إنجاز هذه العمليات ، أو قد يقوم بتسريبها بعض الكتّاب والصحافيين سواء عن قصد واستهداف استخبارتي وسياسي أو لدواعٍ صحفية بحتة ، كالوثائق التي سبق أن أشرنا إليها في هذا الباب ، كما كشفت أحداث فتنة الإنتخابات الرئاسية في إيران العام في 2009 والتحقيقات والإعترافات التي أقر بها بعض الموقوفين جانباً من هذه الحرب الناعمة ، تماماً كما كشفت الصحافة جانباً من الحرب الناعمة على حزب الله في لبنان من خلال تسريب نقاشات الكونغرس الأميركي حول نفقات مشروع جرى تمويله ويصل الى نصف مليار دولار أميركي نفذه السفير الأميركي السابق في لبنان والمساعد الحالي لوزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان تحت عنوان  أضعاف جاذبية حزب الله في لبنان !
وهنا قد حصرت موارد القوة الناعمة الأميركية  في ثلاثة محاور :
١ـ تعزيز القيم والمؤسسات الأميركية وإضعاف موارد 
   ومنافسيها وصدها .
٢-  توسيع مساحة وجاذبية الرموز الثقافية والتجارية  والإعلامية والعلمية الأميركية وتقليص نفوذ منافسيها وأعدائها .
٣- بسط وتحسين وتلميع جاذبية أميركا وصورتها وتثبيت شرعية سياساتها الخارجية وصدقية تعاملاتها وسلوكياتها الدولية وضرب سياسات أعدائها .

كما حدد لها مصادر أخرى وأدوات هذه القوة الناعمة بأنها تستمد مواردها من الكثير من أدواتها المتمثلة ب - 
١ـ مصانع هوليـــود وكل الإنتاج الإعلامي والسينمائي الأميركي .
٢ـ الجامعات والمؤسسات التعليمية الأميركية التي تعمل على جذب الطلاب والباحثين الأجانب الوافدين للدراسة ، فهؤلاء سيشكلون جيوشاً يحملون معهم آلاف النوايا الطيبة والودائع الحسنة عندما يعودون إلى بلدانهم وأوطانهم ويتقلدون المراكز والمواقع وسيصبحون سفراء لخدمة المشروع الأميركي .
٣ـ المهاجرون ورجال الأعمال الأجانب المرتبطين 
    بقطاع الأعمال الأمريكي.
٤ـ شبكات الانتــــرنت والمواقع الأميركية المنتشرة في 
   الفضاء الإلكتروني وبقية المواقع .
  ٥ـ برامج التبادل الثقافي الدولي والمؤتمرات الدولية التي ترعاها وتشارك في تنظيمها أميركا .
٦ـ الشركات الاقتصادية العابرة للقارات .
٧ـ الرموز والعلامات التجارية الإستهلاكية مثل كوكا 
    كولا وماكدونالدز وغيرها من هذه السلسلات  تحت 
   أغطية مجموعة المطاعم  .
  ٨ - وكالات التنمية والمساعدات الدولية الأميركية أو المنضوية تحت  
       لوائها من منظمات وجمعيات  .
٩ ـ برامج التدريب والتعاون العسكري لقادة وضباط  الجيوش الأجنبية .

وبالأجمال ترتكز القوة الناعمة على كل المؤثرات والرموز البصرية والإعلامية والثقافية والأكاديمية والبحثية والتجارية والعلاقات العامة والدبلوماسية ، وكل مورد أو مفردة أو أداة لا تدخل ضمن القدرات والإمكانات والأدوات العسكرية المصنفة ضمن القوة الصلبة ..
ما نجده اليوم في مجتمعنا هو ابتعاد عن الهوية الإيمانية والعادات والتقاليد التي تربينا عليها وذلك بالخروج عن المألوف وتقليد الفتيات لما يعرض عليهن في قنوات التلفاز ومواقع التواصل الإجتماعي التي غزت أفكارهم وتأثرن بقدوات تسير بهن نحو الهاوية قدوات تخترق عالمنا المسلم المحافظ فتبدأ الفتيات والشباب بالابتعاد عن الحشمة وارتداء ما لا يناسب من ملابس ، براعم يقمون بتقليد الغرب فنجدهن يخرجون من ثوب الحشمة إلى ثوب الفحش والعري لاعتقادهن بكمال شخصيتهن حتى يصابن في عفافهم بدس أفكار مسمومة بأنهم يواكبن الموضة والتطور من خلال التلفزيون ومواقع الهدم وتنتهي بالمنظمات التي هدفها أن تزرع عوامل الهدم الأخلاقي بين الفتيات  .
تعتبر الحرب الناعمة بوابة الفاحشة وطريقها منكر يجب التنكر له والابتعاد عنه والوقوف في وجهه فان التخاذل والتفريط في نصرة الحق وإنكار المنكرات التي تحل بشعب بأكمله والابتعاد عنها هي من أكبر المعاصي التي ستدفع ثمنها الأجيال القادمة .
انّ موارد و أدوات الحرب الناعمة التي تصوغ شخصية الإنسان وتحدد مصيره متعدّدة حسب المؤثرات التي يتأثّر بها الانسان وذلك انّ الانسان ليس ذا بعد واحد بل هو متعدد الأبعاد يتأثر بالأمور العقلية والحسية والعاطفية وغيرها وهذه المؤثرات هي التي يحاول العدو التأثير عليها لصناعة ما يحلو لهم من إنسان ومجتمع .
ولمواجهة هذه الحرب الناعمة التي تغزو أرضنا ومجتمعنا وأبنائنا يجب توعية وتثقيف الناس وكشف هذه الأهداف أمامهم". ومعرفة  أننا في حالة حرب دائمة والتي تتطلب المواجهة المستمرة من خلال العمل الدؤوب . حيث ان الغرب فشلوا في تحقيق أهدافهم في الحرب العسكرية حتى لجأوا إلى حرب ناعمة هدفها تمييع الأسس التحتية الإيمانية والأخلاقية والتي أساس ركائز كل مجتمع حصين فيجب العمل على إفشال أهدافهم فيها .
كما يجب علينا الإهتمام وتكاتف الجهود في كل مراحل هذه الحرب المفروضة علينا لمواجهة التحدِّيات التي قد تطال كل المستويات.
وبناء عليه فكل مورد للقوة وكل مصدر للقوة لدى الخصم يصبح هدفاً في إطار الحرب الناعمة ، ويجب على هذا الأساس إعتبار " الطلاب ورجال الأعمال ورجال الإعلام والكتاب والشباب ورواد الإنترنت وعلماء الدين وبالعموم كافة نخب وفئات المجتمع والرأي العام أهدافاً محتملة شاخصة هي هدف للحرب الناعمة . 

 

 

****

 

 

*مختصرات صحيفة | الفيصل | باريس لمختارات من منشورات الأشهر الأخيرة ـ أفريل 2023
* تتمنى لكم (الصحيفة) عيد فطر سعيد 2023
Aperçu de dernières publications du journal « elfayal.com » Paris , en ces derniers mois. Avril 2023

https://youtu.be/dn8CF2Qd_eo
Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://youtu.be/zINuvMAPlbQ
https://youtu.be/dT4j8KRYk7Q

https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :