wrapper

الأحد 05 ماي 2024

مختصرات :

الفيصل ـ نشرـ باريس:

إيمانا منها بأهمية الفكر و الإبداع الأصيل و المتميّز و الهادف البناء و الإختلافي في الرؤى لإثراء النقاش الثقافي الأدبي ككل، تواصل " الفيصل" بنفس النوايا و الإصرار لمد يد العون لكل من يفتقد إلى الصوت النزيه للتعريف بقدراته و ملكاته الإبداعية في مختلف الأجناس الأدبية العربية.

و ها نحن نقدم بهذه التجربة في سبيل دفع متميزينا من الأدباء الذين غيبتهم من جهة ظروفهم الخاصة و من جهة أخرى سياسات التعتيم و الإبعاد و الإقصاء لخيرة أفراد المجتمع الذين يسكنهم هم واحد ، و هو الارتقاء بالمجتمع و تهذيبه و توعيته من خلال الإبداع و الفكر النيّر.

ـ انطلقت عملية تشجيع الأدباء و المبدعين العرب من كل قطر دون ميز أو حساسية في نشر تسلسلي لكل من يرغب لمخطوطات أعماله الروائية و القصصية و الشعرية، مصحوبابغلافمنتصميمالفيصل بغية شد انتباه " دور النشر العربية" النزيهة التي تتأصّل و تتنصَّل متبرئة  من تلك الدور المشبوهة و الشبيهة بدكاكين " النشر للرداءة  و النصب و توزيع الاحتيال!". " باب الشمس" هي رواية جيدة و جديرة بالقراءة و المتابعة من قبل القراء و المهتمين و كذلك المبدعين كتبت و وثقت في أواخر القرن الماضي من قبل المؤلف . ننشر حيثياتها في أجزاء إثراءا للطرح الأدبي المتنوع و تشجيعا من القلب إلى الأستاذ " حسين الباز" ـ المغرب ـ على ما يقدمه من أفكار جديرة باحترام الجميع.

ـ نتمني لكم قراءة ممتعة مع رواية " بــــــــــــــــاب الشـــــــــمس"  لـ حسين الباز.

 *كل الحقوق محفوظة للفيصل و للمؤلف، و كل جهة تودّ استغلال هذا العمل الأدبي أو التقدم بعرض نشر لطبعه ورقيا أو إلكترونيا الاتصال بالصحيفة و بالمؤلف لمدارسة ذلك. 

الفيصل  ـ  باريس

****

رواية : "باب الشـــــــ9مس

بقلمحسين الباز/المغرب

.. هناك في الشاطئ ، فوق تلك الصخرة المطلة على البحر، كان ساسي يجلس شاردا دأبه كل يوم منذ نزوله بالرابطة، هذه البلدة الحزينة التي لا يسمع فيها غير خرير المياه وثرثرة البشر، يطوف حاسبا خطواته ذهابا وإيابا، يحفر الطريق، يعبر المزارع المغطاة كلها، كلما انبعثت منها رياح ساخنة كالحمامات يفر من وجهها، مارا من البلدية إلى حاناتها أو راجعا أدراجه إلى ساحة المنارة المجاورة لكوخ (باسكال) راعي الخنازير، ثم إلى الكنيسة المهجورة التي اتخذها مقرا للسكن.. من أين يطلع هذا الجن الغريب!؟ سؤال حائر ينتقل عبر الشفاه، لم يجرؤ أحد على التكهن بما يجري بداخل الخرابة، قيل : الخرابة مسكونة بالجن! وقيل أيضا: أصحابها الميتون يأتون لزيارتها، لكن ساسي كان ينتظر قدوم آدميين أحياء لهدم عشه الذي بناه، لا يشتغل إلا حين يفرغ جيبه، ولا يعود إلا وهو في حالة يرثى لها، منهكا، قذرا، يبلل قميصه بالماء ليستحم به، يمرره من بين جوانبه وتحت إبطيه كيما تتلاشى رائحة العرق، فالماء كالجليد في ليالي الشتاء القارسة، ينطرح على فراش قديم جثة هامدة لو قطعوها قطعا صغيرة ووزعوها في عشرات الحفر المنتشرة داخل أطلال الكنيسة.. من سيعثر عليها!؟ وكيف يمكن للحرس المدني التعرف على بصماتها بدون هوية؟ 
أفكار باتت تطارده في لياليه الأولى، سرعان ما تعود عليها وأصبح مستعدا لانتظار المجهول! 
من أجل ذلك تحرى الأماكن حجرة حجرة، وأما التي اختارها فهي تنم عن براعته الهندسية بحيث تحوي على سقف باستثناء كل الحجرات المجاورة التي كانت أعمدتها على وشك الانهيار وجدرانها مفحمة من أثر حريق قديم نزل بها. هناك طابق علوي لكن السلم المؤدي إليه مهدوم.
..ينطلق ساسي كالسهم، قافزا فوق درج ضيق من الأسمنت، نازلا إلى الشاطئ ثم إلى حانة (ميكل) حيث يغسل وجهه ويحلق ذقنه، ويحدث نفسه في المرآة.. اشتقت إليك .. لم أرك لفترة.. والمفلس الوحيد مؤنسك ..لكنه يتحاشاك خوفا من العقاب! آه.. والكهل النحيف صاحب الحانة يلاطفك مادام جيبك ملآنا.. غير أن الناس يعتبون عليه ذلك ، ويشمئزون من بخله، ومن إذلاله للمورو .. (يضحك) وأما أنت فسوف تفرط في الشرب إفراط ميكل في معاملته لك كإنسان!
..يخرج من الحمام، تنسحب الزبائن ساخطة ودونما أي اهتمام من صاحب الحانة مادام منشغلا بزبونه المترف إلى أن ينفض جيبه، يخاطبه برفق:
- حسنا.. معذرة .. يقولون عنك إنك بهلوان!
- كل فنان بهلوان في زمننا البهلوان، لكنني الأفضل!
- (مستغربا) الأفضل! ..كيف؟
- أنا أحس بالسعادة .. وهم لا!
-قل لي إذن، لم هم في بيوتهم آمنين وأنت لا!؟
- (باستهزاء) لأني لا أتقن لعبة الشطرنج!
- صدقت، كانت الفلاحة أهون!
- الصوم تحت الحرارة المفرطة بداخل (برناديرو)* انتحار تدريجي!
- في هذه الأيام، نقلوا إلى المستشفى واحدا منكم.. قيل إنه سقط مغما عليه بسبب الجوع! قيل إنه لا يأكل طيلة النهار.. وبالليل يكتفي بوجبة البيض والطماطم!
- رمضان ليس وسيلة للإقتصاد!
..فإذا بساقيه يبكي ضاحكا، يشد بطنه بيد ويمسح دمعه بأخرى، وإذا بصاحبنا يستغرب من طريقته في التعبير عن عنصريته، فيتركه لحركاته الهستيرية عله يضع حدا لمهزلته لوحده، لكنه كلما تذكر الكلام الذي أضحكه راح يخبط قدميه على الأرض متأوها.. أوف!
يسترجع أنفاسه من الضحك ويعود للتأفف من جديد، ألى أن تلاشى صوته، سأله ساسي عن سبب ضحكه واقفا أمام شخصين عريضين عيناهما تكنان له الكراهية، فانسل بينهما متمتما بصوت يكاد يسمع:
- من الأفضل أن أكمل سهري.. بالقرب من داري.. هناك عند جاري.. إنه في انتظاري!
..وهو يتجول في الأزقة الضيقة، سمع صوت الراهبة الرخيم المعروف عنده برقته ونبراته:
- لو أردت دجاجة ...مر علي غدا ..
- أين؟ بالكنيسة!
-لا.. الكنيسة ستكون مغلقة! في داري!
..تختفي الراهبة بين الدروب لتخلفه في حيرة من أمره..!
(يتبع)
* برناديرو: بالأسبانية ومعناها المزارع المغطاة بالبلاستيك

 ******

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien:

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :