wrapper

الأربعاء 08 ماي 2024

مختصرات :

 *انطباع ذوقي: لخضر خلفاوي.

ـ أعرف أنّي لن أغَيّر شيئا من الواقع السائد و لن استطيع إقناع الناس بفضل الفضائل و بقبح الرذائل و الفواحش ما ظهرَ منها و ما بَطنْ.. لكن ضميري و تربيتي و مبادئي و رسالتي يُحتِّمونَ عليّ جميعهم عدم ادّخار أدنى جهد في محاربة ( الضلال ) و الفساد أينما وُجدَ .. أعرف أنّي لَنْ أُبدّل تبديلا و مع ذلك لن استكين و لن أهادن و لن أُداهن هكذا ظواهر و أوجه الفساد المتفشية في المجتمع العربي الإسلامي المحافظ .. فحراكي الفكري الأدبي و الثقافي و الإعلامي متواصلا عسى أن يكون ( مكتوبا في صحيفتي ) و مدوّنا كتبرئة لذمّتي و ذمّة قلمي فالكتابة ( مسؤولية أمام العباد و ربّ العباد ) و سنسأل عن ما كتبته أيدينا يوم الحساب .


و لأني أؤمنُ بأن "كل فكر يجب مناطحته بفكر مضاد ، فإذا انعدم الفكر المُضاد مات التفكير و عمَّ الفساد في الأرض".. من هذا المنطلق و المبدأ أواصل عبر كتاباتي في التعرّض لكل ما هو ( معول هدم و ناشر للفاحشة و الآثام في المجتمع) بحجة حرّية التفكير و التعبير و الكتابة و تقديس ( المُبدع و تحرير النّص) و وضعهما فوق كل الاعتبارات مُقدّسة كانت أو ثوابتا مجتمعية متوارثة منذ القدم ..
 سألتُ صديقا فرنسيا ذات يوم في نقاش ودي مفتوح على كل المواضيع سؤالا استنكاريا عن « كيفية إغواء و إغراء الشيطان للإنسان ؟ » فاجابني بما يلي بعدما انفجر في وجهي ضحكا من سؤالي المباغت:
-Il  (le satan) enjolive les actes et les attitudes pervers entrepris par l’homme (l’individu), d’une façon qu’il juge ses attitudes comme de meilleurs actes …
ترجمة رده هي كالتالي : الشّيطان يُزيّن للإنسان السلوك السيّء و الأعمال الفاجرة ، فيراها من أحسن أعماله ».. ذكَّرني هذا الرد و هذا الموقف بما فعلته و تفعله بعض أجناس الأدب العربي في إحدى تياراتها المستحدثة و هي الرواية التي تحمل « الخطاب القَحْبَوِي -العهري» أو الإباحي و السفاحي أو الماركسي اللاديني و المُرغّب في الإلحاد للذين عندهم قصور ( فكري ، أخلاقي و تربوي و معرفي ) .. هكذا فكر كُساحي عقيم مريض عليل موجه  لعقل القارئ المكبوت قليل التجربة 
أعمال  - آثمة- كثيرة تناولتُ بعضها في السابق ، أعمال وصفت بالرواية التي عملت على ضرب (المنظومة الأخلاقية ) و اختراقها من خلال هشاشة و كبت  شريحة من الشباب العربي ( قرّاءًا و مبدعين ) ؛ المكبوتين عاطفيا أولئك الذين عندهم -نهم و هوس" بالخطاب الجنسي و المهيّئين لتبني هكذا خطابات كخطاب  " الإلحادية " و إثارة  الشك في العقيدة و الايمان و بث السخرية منهما و إبداع تجسيد كتابيا السخط المبرح و النقمة على الدين و المجتمع  ، توجهات كتابية جعلت إما لـ استثارة الاستمناء أو لتوسيع نطاق الشك العقائدي أو لتبرير الزنا و العهر بحالات الفقر و التطرف للمجتمع الديني و نفاق أفراده .
ـ تابعوا بعد هذه الأسطر  المصحوبة بقراءات انطباعية ذوقية - في غاية الموضوعية - دون الضحك على عقل المتلقي بـ - حشوات - اصطلاحية نقدية محدثة كتوظيف ما يسمى بـ » السيميائية السّردية " أو التطرق للنص "ابستمولوجيا"؛ فلا داعٍ لتتويه المتلقي في زوائد - انطباعية و ليست نقدية - استحداثية جُعلت من خلال المؤلفات لتبرير الخطابات " الإديولوجية " على مختلف مشاربها، أنا أذهب و أحاكم النص من حيث " لسانه الصريح و المبطن " و أحاول فك شفرة مراميه الفكرية و الأدبية ..لنرى ما إن كان هذا العمل الذي تناولته و الذي كرّمه و رفعه العالم الغربي بكل مؤسساته الثقافية و حتى السياسية ينتمي إلى قائمة الأعمال الأدبية   « الآثمة »  أو إلى الأعمال البنّاءة . و هل هذا العمل يعتبر نفاية أدبية فكرية أو هو خارج تصنيفي المعتمد .. لنرى إذن ما تخفيه رواية عربية ذاع صيتها غربيا و منه عادت فاتحة/غازية للفضاء العربي الثقافي و تصدرت أعمالًا روائية في مبيعاتها و نالت جوائزا .. علما أني شخصيا لا أثق في الجوائز الغربية الأدبية و العالمية بحكم عادة إذا ما اشتهر عمل في الغرب و تجندت له جيوش إعلامية -تبشيرية - إلا و كان هذا العمل لصالح الرؤى الغربية و -حتما - يعمل بشكل صريح على إثارة الشكوك و الريبة و التقزيم لثقافتنا الأصلية الأصيلة المحافظة ؛ لا تلقى الأعمال الروائية العربية رواجا و لا تأييدا إعلاميا واسعا إذا كانت -هجومية - و كانت تشجب و تقبّح ثقافة الغرب الاستعمارية و تعرّي فساد أخلاقه و تفضح " أجنداته " السياسية في تخريب الموروث الثقافي و الديني لمجتمعاتنا .. هكذا مؤسسات ثقافية و إعلامية لا تؤيّد أي عمل و لا تبشّر له إلا إذا حمل الأفكار المتمردة و الطاعنة في هويتنا - الإسلامو/عربية " و مُطبّعة بشكل واضح مع الثقافة و العقلية الغربية ، تُمنح الجوائز و ترفع شؤون أصحابها و تقدم أعمالًا و تؤخر أخرى حسب قناعات لجان التحكيم التي تبقى دائما مشبوهة تعمل دائما حسب عقلية استعمارية قديمة/ حديثة.!

ـ الرواية تحمل اسم " التِّبْر " ( مرادف للذهب) لمؤلفها الكاتب الليبي إبراهيم الكوني -إصدار ١٩٩٢ إصدار أول 1989 .
*أفكار من جهة تبطن لهجات باطنية و ظاهرية تبشيرية تضليلية رئيسية و من جهة أخرى ساخرة و ناقمة يعتمد عليها منجز " التّبر" في كتابة إبراهيم الكوني المستعمل في معظم روايته القصص الميثولوجي mythologique . الميثولوجيا مشتقّة من كلمة mythe و تعني الأسطورة و أيضا " الكذب ".. الافتراء و يقال في اللغة الفرنسية cette personne est vraiment mythomane أي هذا الشخص مصاب بالكذب و الافتراء؛ أي هي - مرض- بحيث يؤلف "الميثوثمان" قصصا و خرافات و يصدقها فيما بعد . الميثومانيا مصنفة كمرض ذهني ، و كذلك -يفعلون - الكتّاب عند انجاز أفكارهم! :
ـ ( لعن الله الأنثى ! لعن الله الأنثى ! / لعنهما الله معا: الشيطان و الإناث ، بل من هي الأنثى إن لم تكن شيطانا رجيما ؟ / ثلاث أشياء تفسد البشر ، الثروة ، السلطة و المرأة/ المرأة ! إنها الوهق الذي خلقه إبليس ..كي يجرّ به الرجال من رقابهم / الإنسان بلا هوية إنسان "…/ ليس للإنسان مزية على البهيمة لأن كليهما باطل /أنهم ما فتح أحد منهم مدينة من مدن الذّهب و نشأ بها - الإسلام- و نطق بها - الآذان -إلا و قلّ وجود الذهب/ الأنثى أكبر مصيدة للذّكر . سيدنا آدم أغوته امرأة* فلعنه الله و طرده من الجنة *و لو لا تلك المرأة الجهنمية لمكثنا هناك ننعم بالنعيم/ لماذا يخلق الله الخلق إذا كان الموت بالمرصاد ؟لماذا يتعذّب المخلوق قبل أن يموت ؟/ -أمام الصّنم رمز الوثنية و الشّرك الآلهة -تانيت يصلي صوت الكاتب الرئيسي أوخيد :"يا ولي الصحراء ، إله الأوّلين، أنذر لك جملا سمينا ، سليم الجسم و العقل ،أشفِ أبلقي من المرض الخبيث و احمه من جنون آسيار.. أنتّ السّميع ، أنتَ العليم" /عبد لا يرى عبوديته ، عبودية الروح . ليس عبدا لعبد و لكنه عبدا للشيطان / في اللعنة خلاص عندما تكون أبدية. …). هذه بعض النقاط الجوهرية الفكرية المفصلية في إديولوجيتها ( المتمردة على الثقافة و البيئة الأصلية ) كتوطئة لتنوير القارئ و أنا أتناول محتوى هذه الرواية . ما لم يتم تداوله حول الكاتب الليبي الشهير الجدلي المتمرد هو تكوينه المعرفي الأدبي ، فلمعرفة أسباب جدلياته المتطرفة لا بدّ أن أشير إذن إلى ثقافة الكاتب الأساسية "الشيوعية " حيث تكوّن هذا الأخير و تربّى فكريا و إديولجيا في روسيا - موطن و محراب الإلحاد و الفكر الشيوعي المقدّس و في ذات الوقت حضور بالموازاة الديانة المسيحية الأرثوذكسية - تحديدا في معهد "غوركي للآداب " التابع وقتها لـ الاتحاد السفيتي قبل حلّه و تشرذمه. هذا المعهد الهام أُسس لتدريب العاملين الأدبيين عام 1933. فإبراهيم الكوني خرّيج هذا المعهد حيث تدرّب جيدا فيه لكي ينتقم من بيئته و ثقافته و يصفّي حساباته مع ذاكرته ، مع الرّيح و الرّمل و الصخر و القفار و الحر، و الشقاء و الجفاف ، مع مجتمعه و معتقداته . الكتابات ( أدب السيرة الذاتية ) الانتقامية المصَفِّية للحسابات الخاصة تبقى عقيمة مهما ذاع صيتها ، لأنها لا تقدم رؤى حلولية ، بل تطرح و تفضح من باب شخصي /شخصاني ضيق بهدف إلى السخرية و العبث دون اجتهاد موازٍ نزيه لفهم معضلات السلوكات النقيضة للبشر .
- الأبلق : شخصية رئيسية في الرواية ، اسم الجمل صديق البطل "أوخيد". الأبلق هو اسم عصفور صحراوي من فصيلة الطيور الصائدات للذباب. و تعني أيضا حضور البياض و السواد في لون جلد الحيوان بانسجام جميل كانسجام الرُّخام .
**
*السياق التاريخي - الجغرافي :


ـ تقع أحداث الرواية في الصحراء الكبرى و معظم أحداثها في صحاري ليبيا . الصحراء الكبرى توجد في شمال أفريقيا و هي ثاني أكبر صحاري العالم الحارة حيث تبلغ مساحتها 9 ملايين كم مربعًا . عشر دول مشتركة في هذه الصحراء أهمها صحراء الجزائر و ليبيا ، و الدول الأخرى كالمغرب ، مصر ، تونس ، السودان، موريتانيا ، مالي ، النيجر ، و تشاد . كما تشترك هذه الدول ( دول الساحل الصحراوي ) إن شئنا فإنها تشترك أيضا في التباين و التقارب الجنسي للسكان ، حيث تنتشر على هذا الامتداد
قبائل ترحالية أغلبها بربرية و أهمها الطوارڤ- Touaregs
و يختلف تعداد و حضور هذه القبائل البربرية الأمازيغية للرجل ( الأزرق ) من بلد لآخر ففي الجزائر يتجاوز عددهم ال ٧٠٠٠٠ نسمة ، في المالي حوالي ٥٠٠٠٠٠ نسمة و يحتل النيجر أكبر تعداد لهذه القبايل حيث يصل عددهم المليونين. السياق التاريخي لهذه الرواية يعود لفترة اللااستقرار في المنطقة من القرن الماضي ؛ حروب مشتعلة بين القبائل و النزاع على المملكات الرملية و الزعامة الجهوية في أدغال الكثبان الرملية و أهم عنصر عدم الاستقرار هي موجات الجوع بسبب شح الطبيعة القاحلة و القفار إلى جانب عدم الاستقرار بسبب الحرب مع الغازي الإيطالي (الطليان)… و انتفاضة السكان الأصليين لتحرير أرضهم و صحاريهم من الاستعمار الغربي.
أحداث الرواية تتحدث طويلا عن " الحمادة " فيها جرت و دارت أغلب التفاصيل لحياة أكثر من قاسية و قاهرة تواجه الرجل " الأزرق " و أوخيد حيث مسلسل الصراع من أجل البقاء ضد الجوع و الحاجة و الحرب ؛ فالحمادة هي جزء من الصحراء الكبرى لكنها تختلف عنها :هي مناظر و امتدادات طبيعية صحراوية تتكون من هضاب قاحلة صخرية شديدة الصلابة ، حيث اختفت فيها الرمال بسبب « الانكماش ».
يقول الكاتب مستندا على ثقافته الكنيسية العامة المكتسبة في مستهلّ عمله حسب منظوره و فكره:
« ما يحدث لبني البشر يحدث للبهيمة ، و حادثة واحدة لهم. موت هذا كموت ذاك . و نسمة واحدة للكل. فليس للإنسان مزية على البهيمة لأن كليهما باطل ". -من كتاب - العهد القديم ، الإصحاح الثالث -سفر الجامعة :(…) l’ancien testament.." و هذا تضليل كبير و تحريف لطبيعة ـ الخلق ـ ؛ لأنه لا توجد تسوية بين بني آدم أي الإنسان و الحيوان الذي سخره الخالق لخدمة الإنسان و الخالق عزّ و علا الذي يؤكد مكانة الإنسان و مدى تكريمه من قبل الله :"وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ".. يستمر في سرد رؤيته الخاصة :"في طاعة سلطان هذه المملكة بلاد مفازة التِّبر ، يحملون إليه التّبر كل سنة ، و هم كفّار همج، و لو شاء أخذهم ، و لكن ملوك هذه المملكة قد جرّبوا أنهم ما فتح أحد منهم مدينة من مدن الذّهب و نشأ بها - الإسلام- و نطق بها - الآذان -إلا و قلّ وجود الذهب ، ثم يتلاشى حتى يُعدم ، و يزداد فيما يليه من بلاد الكفّار ". فالخطاب واضح لدى الكاتب كلما انتشر الإسلام و علا صوت المآذن انتشر الفساد و الاستغلال لسلطة هذا الدين على عكس في بلدان الكفار !.
**
" جاءوا بالنّاقة النّاصعة و أناخوها في العراء ، عقلوا قوائمها الأمامية و الخلفية ثم قادوا إليها الأبلق*(*الجمل) الهائج و تكأكأكوا حولهما . برك فوقها حتى خُيّل لـ " أوخيد " أن ضلوع الناقة المسكينة قد تكسّرت . ترغي و تستغيث و تتقيّأ كتل الزبد المنفوش. أعرف الذيل المهمة فأمسك أحدهم به ، و رفعه إلى أعلى. تصدّعت البيوت بالعويل ، فخرج الأطفال و النساء للفرجة . اصطفوا في طوابير كثيفة أمام البيوت . بين الحين و الآخر يضحك العجوز*(*حكيم و شيخ القبيلة التي أوقفت أوخيد و جمله الأبلق لما كان متلبسا في إحدى ممارساته في غزوة من غزواته لخيام و بيوت معشوقاته الطّالبات للأنس و الحضور الذّكري الخاص لإطفاء حرهن في تلك الفلوات !)؛ الذي كان يلوّحُ بهكّاز السّدر في الهواء و يردد :"إذا أفلت الفارس فلا يجب أن يفلت الأبلق*). حادثة كانت تذكّر و تثير لدى المُغامر أوخيد - المُؤتَر كعادته بهوى فرجه، بطل هذا الحكي - الغثيان و الخجل .ص ١٧.
لم يكن يتصوّر " أوخيد" أن مهريه الأبلق سيلقى هذا المصير مرض ، هوان ، ضعف بعد ضعف ، و لا يدري ما يفعله لإنقاذ صاحبه و رفيقه الأبلق .. و هو الذي كان يعتقد أن لا مهريا أبلقا في الدّنيا يضاهي و ينافس و يعادل " أبلقه" الشجاع و الثائر جنسيا الذي لا يكلّ من غزواته و صولاته في نكاح و جماع " نوق المراعي في تلك البيئة الصحراوية " التي تعاني على الدوام العطش الشمولي على مختلف الأصعدة.
كان الشيخ موسى ، إمام النجع و حفاظا للقرآن ( دون زوجة و لا ولد ) نصح أوخيد بضرورة أخذ في الربيع القادم أبلقه المتهالك إلى قرعات ميمون يتركه يرتع يوم أو يومين حيث يحصل على - آسيار*-*بقايا السلفيوم أين يعتقد أنه نبات أسطوري منقرض في ليبيا يصنع المعجزات بإعطاء ( مستهلكه ) طاقة خرافية تقلب كل الموازين . كان نصح " موسى" لا يخلو من التكرار و هو يشدد على عدم إهمال ( الأبلق ) بتركه دون ( عقال ) :" يجب أن تعقله جيدا" ؛ أسيار حسب الأسطورة القبلية هي المرادف ل ( الجنّ )و من استهلكه حتما سيصاب بالمس أو الجنون أنسانا كان أو حيوانًا . الكل في تلك القبائل يخافون و يخشون أسيار "قرعات مينون " هي شفاء لكل داء و لكنها تفقد العقل !.. يتساءل الراوي :" ما فائزة أن تُشفى من داء و تفقد عقلك ؟ ».
سرّ الشيخ موسى المُسرى لأوخيد أرعبه و جعله في حيرة من أمره ، و فتح في أدغال تفكيره و نفسه مطلق الحيرة و الفضول للسفر في عوالم الميثولوجيا الصحراوية و القلق عن مصير " فحله " الأبلق المتهالك بالهوان و الجرب مذ أن وطأ تلك الناقة التي مررت له من خلال فرجها العدوى فهلكته !. ص ٢٠/٢١.
**
آثر - أوخيد - مرافقة في محنته صديقه الغالي المحبوب الجمل الأبلق لكنه يقسو عليه احيانا و يوبخ تهور جمله الجنسي و مغامراته الانتحارية لنيل المتعة مع نوقه في غزواته الكثيرة :" هذه نتيجة طيشك ، ماذا كسبت الآن من مغامراتك ؟ ألم نسمع الكلام الشيخ موسى ؟ الأنثى أكبر مصيدة للذّكر . سيدنا آدم أغوته امرأة* فلعنه الله و طرده من الجنة *و لو لا تلك المرأة الجهنمية لمكثنا هناك ننعم بالنعيم و نسرح في الفردوس في الحفر تختبئ دائما الأفاعي و العقارب .تلدغ كل مستهتر (يحشو عضوا من أعضائه هناك )* . لكن هذا تعبير غريب ! فلا يوجد بالمنطق مخلوق بأعضاء تناسلية متعددة حتى يختار واحدا منها لحشو مهبل أنثاه ! هذا التعبير خاطئ سرديا لكن كيف وقع فيه السّارد في هذه الرواية !." فماذا فعلت بك ناقتك الناعمة ؟هي أيضا أفعى ، ناعمة و لكنها تلدغ .العدوى هي الثمن ، فتحمل الآن و اصبر " يواصل السّارد الراوي نقل محادثة الجمل مع صاحبه أوخيد المؤنّب الآسف و يمنح الشخصنة و صفة الذكاء و الفهم للجمل الأبلق الذي يرد على ملاحظات سيده و صاحبه اللائمة مسبلا جفنيه بخجل كبير ناطقا بإجابة الندم و الحسرات :" أو .و .ع.ع.ع" فيفهم أوخيد منطق الأبلق فيبتسم. يحاول الكاتب وضع وجه الشبه و خط المقارنة السردية فيتضح أن الحيوان على دين صاحبه و العكس صحيح ، تربط الإثنين خاصية - الحيوانية- عند اتباعهما للهوى و اختيارهما الحرية و التمرّد ، فقدان العقل و طفح سيل الشهوات و الملذات دون الأخذ بالحسبان الحدود العقلية و التشريعية و العرفية ..فهل ينطبق القول الإلهي عليهما وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} [الأنعام: 38] ، و قوله تعالى :"أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا "، فيعترف البطل في هذا السّرد الروائي : " كنتُ أنا نفسي مثلك أحتاج إلى من يعينني على تنوير عقلي ؟ و يقر لحيوانه من خلال هذه السردية بثبوت " الغشاوة " و الابتعاد عن الصواب : "الغشاوة قدرنا و المصائد هي التي تُعلّم الحيلة .. آه! . الغفلة .. لا يهمك .. لا تكترث يعيرك -الحمقى* - بالجرب ، لا تعرهم اهتماما . سنجد حيلة ، لا بُدّ أن نجد حيلة . اصبر فقط … لا بدّ أن تصبر كثيرا إذا أردت أن نخرج من الورطة ". ص٢٢.
-في هذا الممر يحاول السّارد على لسان بطله نعت غير المرضى بالجرب ، المتطهرين ، الذين لم يعبثوا في وضع و حشو ( أعضاءهم و فروجهم بأعضاء و فروج ( سائبة و متاحة مماثلة دون وجه حق شرعي و عرفي ) بالحمقى ، المتعففون ، المتطهرين، الحافطون لحدود الله في نظر البطل و الشخصية الروائية حمقى ( حدّيون و متزمتون )!. مواصلا ككل خطّاء و عابث بالحدود و تابعا لهواه تقديم ( الحيلة ) كبديل لمجابهة و -تضليل - مجتمع حاكم بالفضيلة و التعفف . الحيلة هنا حسب هذا المنطق هي حيلة لمن لا طهر و لا عفة له يستطيع تقديمها للمجتمع كقناع تنكري و مراوغة سلوكية لتفادي الأحكام القاسية المُدينة و الفاضحة للسلوكيات الشاذة !.
-يواصل الكاتب في الدفاع عن " البهائمية السردية في روايته هذه و الاستشهاد بكتب المسيحية " العهد القديم ، سفر الأمثال الإصحاح الثاني عشر ":" الصّديق يُراعي نفس بهيمته .. أما مراحم الأشرار فقاسية " ص ٢٤.
**
و كعادتي فإني لا أختار إلا الكتب التي تزخر فيها الأفكار الجدالية المقيتة المتعلقة بازدراء الألوهية و الشك في تصرفات الخالق أو تقرّ بعدم الإيمان به على الاطلاق أو بلادينية الفكر الذي كتب به المنجز أو لعهر أخلاقي بواح تتسم به صفحات هكذا روايات آثمة و ناشرة للتضليل الفكري ..
يتساءل الكاتب من خلال " أوخيد ":" لماذا يخلق الله الخلق إذا كان الموت بالمرصاد ؟لماذا يتعذّب المخلوق قبل أن يموت ؟" ينظر إلى حال حيوانه المتهالك بالجرب و المرض فيبتئس أكثر فيعلق :" لعن الله الأنثى ! لعن الله الأنثى !" .. و هذا تطرف في الحكم على الأنثى و لا ندري إن كان يعني الأنثى " البغي الزانية " السّائبة المتاحة للجميع في كل المناسبات و بمختلف الطرق (واقعا و افتراضا ) و باقي أساليب اتاحة نفسها للذكور أو الإناث جميعهن بما في ذلك المتطهرات ، المؤمنات ، الحافظات لفروجهن ، المتعففات ، المؤمنات ، القانتات ..!؟ . ص٢٦.
**
لم تعد لديه حيلة عدا حيلة و سر الشيخ موسى ، بعد سفره باتجاه الحمادة العربية توجّه إلى النصب - الوثني - القديم القائم بين الجبلين و هو لا يعلم أنه لو تأخّر غيابه و طال سفره سيُقتل ذاك الحيوان المتهالك المريض ف والده كان " يخطط لأنهاء آلام الحيوان بإطلاق رصاصة - رحمة - على رأس المهيري الأجرب . ».
و عند وصوله المعبد الوثني المجوسي ، "كان في صدر ربوة وحيدة ، كان ذلك الصّنم معبدا و مزارا للجميع . حتى - مما وصفهم الكاتب في هذا التفصيل - بالفقهاء المسلمين أقروا أنه ضريح ولي صالح وقت الفتوحات الإسلامية "!. و لتكثيف التوجيه و التضليل الروائي و الاسطوري و إثارة الشك أضيفت نقطة اسطورية أخرى تدعي أن هذا المقام الماجوسي هو ضريح " صحابي جليل جاهد في سبيل الله و التوحيد " قضى في هذا المكان عطشا !. تُنحر له القرّابين و يسفحون دم النُّذُر ". الزنجي المشعوذ في الرواية يقر بأنه - إله صحراوي قديم - حيث وجد هذا الزنجي الفضولي ميتا تحت قدم ذلك الإله و لم يتسنى له فك طلاسم و رموز الحروف " التيفيناغية*" / البربرية . لتموت أسرار النصب الماجوسي و الوثني و طاقاته الخارفة حسب معتقدهم.
يستمر السّرد الروائي في روي سلوك بطل الرواية أوخيد في وصف شركه و ضياعه مصليا للآلهة القديمة من خلال هذا النصب الصنمي و هو ينيخ أبلقه الأجرب المتهالك :"يا ولي الصحراء ، إله الأوّلين، أنذر لك جملا سمينا ، سليم الجسم و العقل ،أشفِ أبلقي من المرض الخبيث و احمه من جنون آسيار.. أنتّ السّميع ، أنتَ العليم ».
**
« خاطب نفسه : العجائز تؤكد أن الجنّ ليس كالإنس لا خبث و لا و حيل للجن ، الاختلاف في النبل . الجنّ أنبل من الإنس في المبارزة ، إذا أسأت له أساء لك و إذا أحسنت له أحسن إليك. الجنّ لا يعرف الخيانة ، الجنّ يلتزم بقوانين اللعبة ، المهم أن تعرف ما أنت مقدم عليه ". يتحدّث الكاتب بكل ثقة عن شخصية و خصال الجن و كأنه عاشرهم و يعرفهم حق المعرفة ، كونه صدّق الميثولوجيا و بنى عليها رأيه الضال في السّرد.
**
ـ و لكي يصفّي حسابه مع الأنثى من خلال رؤيته السلبية المتحاملة - تعمدا لاستعطاف القارئ اللاعربي و حمله على مناصرة المرأة ضد عقلية ذكورية متحجرة صحراوية يواصل تمرير الرسالة من خلال صوت أوخيد في الرواية :
« مسكين الأبلق، لو رأته أنثاه بهذه الحال لأنكرته إلى الأبد . تفعل فعلتها ثم تنكر و تقول لا أنتَ مني و لا أنا منك . كما يفعل الشيطان الرّجيم مع البشر تماما ، لعنهما الله معا: الشيطان و الإناث ، بل من هي الأنثى إن لم تكن شيطانا رجيما ؟". ص ٤٦.
**
ـ يواصل في الرواية من خلال سرد فكر و سلوك شخوصه المهمة الاستخفاف و السخرية و التهكم على الدين و تفصيل كيفية استعمال النفاق و التضليل للمجتمع بهدف الوصول إلى المآرب الخاصة :"و قد دعّم الوالد موقفه بترديد الحديث حول النساء ، فقطع الطريق على رجال الدين و ضمن اتقاء شرّ المتفقهين و مؤيدي الاحتكام إلى الشرع في فصل المنازعات . تعلّم بعض آيات القرآن على يد فقيه أعمى ".
**
ـ يحاول أوخيد المتعطش للحرية مستعملا العصيان على والده و على الطريقة الموروثة، فيتحداه بعدم الزواج بالتي اختارها له ، و لا سيادة لرأي سوى رأيه الشخصي حتى و لو كلفه ذلك الطرد من قبيلته و من عائلته ، مما جلب له السخط و الغضب :" لا بارك الله لَكَ فيها ، فأحرق بهذا الدعاء قلبه …لم يكن بحاجة إلى مواعظ ، كي يعرف معنى دعاء الوالدين " يواصل مستهزئا بسلطة الدين و تحيزها دون عدل مع الأبوية :"فكل فتى في الصحراء يعرف أن السّماء تشرع أبوابها كل صباح لاستقبال مثل هذا الدعاء . و لكن العناد - التمرّد و العصيان - ورثه أيضا عن أبيه . ..أخذ منه العناد و ترك له الزعامة . العناد أنفع لمعاندة الصحراء" .. ص ٧١.
ـ في هذا المقطع تحديدا و كأني أقرأ أحد الفصول المتمرّدة العاقة لفضيلة الفاروق أو بالأخص لـ " لمليكة مقدم " و علاقتها بوالدها و مجتمعها و مقتها الشديد لبيئتها و للصحراء .. كأن هذا هو المقطع بالذات الذي أوحى إلى هذه الكاتبة الضالة الآثمة ..فنبرة التهكّم و الاستهزاء بالوالدين و بالعادات و بالدين و ازدراء التشريعات هي العلامة المميزة لهؤلاء.
راح ضاربا عرض الحائط عدم رضا والده و فعل ما يمليه عليه عناده و عقوقه متسترا بـ ( نفسه المريضة المنافقة ) وراء حديث نسب للرسول الكريم :"أُحبّ إليّ في دنياكم ثلاث : النساء ، الطّيب ، و قرة عيني الصلاة .. - اختار الأنثى …" نعم اختار من هذا الدين الذي يسخر منه ما يصلح له و يتوافق مع هواه ، كفر ببعض الكتاب و آمن ببعض الذي يتوافق و نزواته الدنيوية .. هذا حال النفاق و المنافقين يحفظون عن ظهر قلب كل الأحاديث و الآيات التي تصب في اتجاهاتهم ليجادلوا بها من يعترض على نفاقهم و ضلالهم في كثير من الأمور الفقهية الدنيوية!.
**
« و الأنثى التي جلبت البلاء للأبلق هي التي دفعته لأن يعد و يخلف ، يحلف و يحنث ، أن يخلف وعدا في حياته ، و ها هو يسهو و يفعلها ، مع من؟مع رموز الأولين ، مع الآلهة -تانيت- نفسها .. ليته يعلم أن النصب نصبها و إلا لما نسي ، و لكن الحقيقة لا تمثل أمامنا إلا بعد فوات الأوان ". ص ٧٨.
**
« لا تحتقر المرأة شيئا كما تحتقر الرجل الخائب.. الرجل الفاشل .. الرجل الذي -تعتقد - أنه فاشل . تناصبه العداء حتى و لو كان أقرب الناس . ما أقسى المرأة؟.. يا ربي أين الجاذبية ، أين الشّعر ؟ أين الشّرر؟"ص ٨٤.
ـ مع الحرب و جائحة الحاجة و الجوع في الصحاري بدأ أوخيد يندب حظه و ضيقته و الكرب يدكه و يدك أهله من زوجة و ولد :"بكاء الأولاد - جوعا- في البيوت هو الذي يجبر الفرسان على بيع مهاريهم في السوق ، هكذا يقولون "، ص ٨٥.
-يحدث نفسه بأسى و حسرة و هو عائد من عند الذي تصدق عليه بأربع تمرات و نصحه ببيع " الأبلق " ، جمله الذي يرفض التنازل عنه و التفريط فيه بحكم اعتباره صديقه - إنسان في جلد جمل - و ليس حيوانا و لا جملا بل الناس متوهمون… و يتساءل كيف بأنثاه انقلبت على عقبيها و زال شغفها و انجذابها و عشقها و شعرها و شررها و صارت تحتقره !.فتلبسه الغل على المرأة و العيال و على الدّنيا كلها .
**
"كيف أعمته المرأة إلى الحد الذي أعماه عن رؤية عمله البشع ؟ نعم هي ..المرأة . لو لاها لما حلت اللعنة التي أعمته عن رؤية فعله . لو لاها لما جاء الولد إلى الدنيا .. ".. و " كيف يتخلى عن نصفه الإلهي و يقايضه بوهم الدّنيا ؟ و من هي … المرأة ! إنها الوهق الذي خلقه إبليس ..كي يجرّ به الرجال من رقابهم . و من هو الولد ؟إنها اللعنة التي يتلهى بها الأب معتقدا أن فيها الخلود و الخلاص في حين تحمل فناء عمره و خراب ماله . و ما هو العار ؟أنه وهم آخر اختلقه أهل الصحراء كي يستعبدوا أنفسهم و يكبلوا رقابهم بمزيد من القيود و الحبال، و اذا كان العار هكذا فإن الحربة هي النبل … ".ص ١١٢.
**
« إذا كانت المرأة وهقا و الولد دمية و العار وهما فهل يرضى أن يسلم لهم نفسه و يبيع الأبلق ؟هل يرهن نفسه في قبضتهم بمجرد أن كل الناس تفعل ذلك و بيتخلى لهم بالمقابل عن صديق الدنيا و الدين ؟ هل يرتكب هذه الخيانة دون أن يحتقر نفسه ؟. " ص ١١٥.
**
« و عندما يئس من الموعظة*( *موعظة القاضي الشرعي ) أمام إصراره لجأ للحيلة .. لضرب العاطفة و الهوى ، طلب شاهدا ، خرج أوخيد ، و جرّ أول فلاح قابله في السّاحة ، و أدخله على القاضي ، زفر - هذا الأخير - بخيبة و قال :"إذا عزم إبليس على أمر ظل يسهّل - على صاحبه - و يزيح الأحجار عن طريقه حتى يدفع به إلى الهاوية ، الله غالب !". ثم أعطاه ورقة - الطلاق - المشؤومة .ص ١٢٣.
**
يستمرّ الكاتب عبر صوت أوخيد في تمزيق الحدود و تكثيف سطوة العصيان و الهرب إلى الأمام و حيثما ولى وجهه يقابله الفشل و صار الفشل بالنسبة له هو ثمن الحرية و نتيجة مرضية لطالب الحرية الرافض للعبودية و القيد تزيّنت في عينيه الضلالة و الضياع و أخذته العزة بالفشل :
« كل سكان الواحات عبيدا.. لا يقيم وراء جدران أو كوخ إلا عبد .و هو عبد فريد لأنه أعمى .. عبد لا يرى عبوديته ، عبودية الروح . ليس عبدا لعبد و لكنه عبدا للشيطان قبض روحه بالسلاسل . عبيد الشياطين أسوأ من عبيد الناس ، هذا هو العبد الذي يثير الاشمئزاز .. عبد العبيد يثير الشفقة ، أما عبد للشيطان فيثير الشفقة ..الأبلق أنقذه من القيد .. الأبلق رسول ، الأبلق روح بعثه الله كي يحرر قلبه المقيّد بالأصفاد .. لو لا الحيوان الطاهر …رحمة الغافلين الذين و رثوا الأعباء عن الآباء ، الوهق و الدمية و الوهم .. الأبلق رسول النجاة . سفينة النجاة ..سفينة الحرية … وداعا للقفص …" ؛ يقول أوخيد كل هذا بعدما باع و سلّم في زوجته و ولده لغريب مقابل " حفنة ذهب "!. ص ١٢٧ /١٣٠ .
**
« في اللعنة أيضا يوجد سر ..في اللعنة أيضا خلاص .. في اللعنة خلاص عندما تكون أبدية ؛ لأنها تدفع إلى المنفى .. و النجاة في المنفى ..و لكن اللعنة لم تتوقف عند حدود المنفى ..". ص ١٤٤. لكي يقنع نفسه بكل علو و كِبْر أخذ مصدقا تبعات الفشل و راضيا باللعنة كجزاء و كشهادة على أنه حر على المدى ، مدى السّراب الصحراوي، حرّا إلى درجة أنه صار عبدا لحيوانه "الأبلق" الأجرب !.
**
*تتمتع الرواية بسرد عال المستوى و بلغة رفيعة مميزة و بدقة كبيرة في رسم الأحداث بإبداع شديد .
« قل لي لمن تقرأ أقول لك من تكون و من أنتَ ! ": عبارة قلتها و أكرّرهها باستمرار عن قناعة و يقين.
ـ الكتابة هي فعل و ها أنذا  أكتبُ ردة فعلي و قراءتي للمشهد  بكل حرية و موضوعية و حيادية.

***
ـ عنوان الرواية : التّبر
المؤلف : إبراهيم الكوني
عدد صفحاتها ١٦٠ ص.
دار التنوير للطباعة و النشر .
أول إصدار :١٩٨٩.
الطبعة الثالثة : ١٩٩٢.
-من مواليد :١٩٤٨ بغدامس الليبية ، من طوارق الصحراء الكبرى
صاحب رواية ( المجوس). الشهيرة ١٩٩٠.
مدرسته الأم معهد "غوركي للآداب " في الاتحاد السفيتي.

 

****

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

آخر تعديل على الثلاثاء, 26 تموز/يوليو 2022

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :