لقد تعرض الكثير من الأدباء إلى البحث في الحياة والموت وتغير العالم، وأبدية الله ولا نهاية الكون، ونظروا إلى كل ذلك نظرات صادقة جمعت بين العمق الفلسفي والأسلوب الأدبي، مما جعلهم أدباء وفلاسفة في آن واحد. إن الأدب العربي يزخر بنماذج كثيرة من الأدب الفلسفي، حيث يعد عمل ابن طفيل ( حي بن يقظان) من النتاجات الأدبية الفلسفية الأولى، كما تفيض إبداعات أبي العلاء المعري بالفلسفة والتأمل الفكري كذلك لم يكن المتنبي بعيداً عن تأمل الكون، بيد أنه لم يبلغ في الفلسفة شأن أبي العلاء. فضلاً عن عبثية طرفة، ووجدانيات لبيد، وحكم زهير، وغير ذلك كثيرا. أما في العصر الحديث، فقد توطدت العلاقة بين الأدب والفلسفة حيث خرج أدينا العربي الحديث إلى فسحة التأمل الفلسفي بفيض من حرية التفكير منذ مطلع عصر النهضة، حيث تجد في شعر المهجر ثراء في التفكير الفلسفي، عند جبران وأبي ماضي وشعراء الرومانتيكية ).

الفلسفة ظهرت الرواية الفلسفية نوعاً روائياً حديثاً، يعكس عمق التداخل بينا والأدب، وهي نوع ، روائي فرعي نشأ في أحضان الفلسفة الوجودية، ويطلق عليها أيضاً مصطلح الرواية الوجودية، وتعالج مواضيع مخصوصة، كالحرية والذات والالتزام والمسؤولية وعبثية الوجود القصدية، ومفهوم التاريخ، وغالباً ما تتضمن نقداً للحياة العصرية، والتفاؤل الإنساني. ويقدم هذا النوع من الروايات أفكاراً ذهنية، أو دينية أو واقعية اجتماعية، وقد تكون نفسية اجتماعية، أو مذهباً اعتنقه الأديب ويحاول إرسال قواعده أو إيصاله للآخرين، عن طريق الرواية ، إذ نجد بعض هذه المواقف الفكرية والفلسفية في أعمال الكثير من الروائيين العرب أمثال نجيب محفوظ، ومصطفى محمود، وجبرا إبراهيم جبرا، وسهيل إدريس ، ويبدو أن الروائيين العرب قد تأثروا بالروايات الفلسفية الغربية كالغثيان لسارتر، والغريب الألبير كامو، والمحاكمة لكافكا .

جاء نجيب محفوظ ، فكان الروائي العربي الأبرز الذي قدم أدباً فلسفياً خالصاً، ناقش فيه علاقة الإنسان بالله مستفيداً من عناصر المأساة الدينية ليؤكد في النهاية أن الإنسان هو المعجزة الكبرى ) . ووظف الفلسفة توظيفاً واعياً وبرؤية واعية تجاه ضرورة التفلسف والتفكير في الواقع الاجتماعي، فأصبح نجيب محفوظ كما نعته جورج طرابيشي الروائي بالأصالة والفيلسوف بشكل لا يمس المعتقدات الدينية المقدسة، فأشار محمود أمين العالم إلى فلسفة هذه الرواية بالقول: «إن أولاد حارتنا ليست كما يقال تأريخاً للبشرية، وليست كذلك تاريخاً خاصاً لمصر، وإنما هي ببساطة - فيما أعتقد، توكيد للمعنى الإنساني الصرف للأديان توكيد أن جوهر الدين هو العدالة، هو الأمن هو الكرامة، هو الحرية، هو المحبة، هو الخير، هو التقدم للإنسان با ).

أما (اللص والكلاب) فإن سؤالها الفلسفي هو، هل يستطيع الإنسان أن يجابه الشر ويقضي عليه، وسرعان ما تطرح الرواية موضوعاً أكبر، وهو موضوع عبث الحياة .. لقد اندفع البطل (سعيد مهران للبحث عن المعنى المفقود، والعدل السليب فاتم بالتمرد، ويبدو أن تمرده الفردي لم يحقق اهدافه إلا بالثورة العامة الشاملة، وقد لعبت المصادفة السيئة دورها في مأساة البطل، فالأعداء يفلتون، ويصاب الأبرياء. إن اللص والكلاب صراع بين إرادة الفرد الذي فقد اتجاهه والمجتمع، فبات البطل محصوراً في الزاوية تتعاوى عليه الكلاب .

الانتماء وفي السمان والخريف تبرز مفاهيم الاغتراب الوجودي وعدم والضياع والانفصال عن الواقع وتتوارى هذه الرؤى الفكرية خلف صورة البطل عيسى الدباغ) فالصورة المحلية للقصة هي ازمة عيسى الحربي القديم الذي تلوث ولم يستطع أن يتلاءم مع العالم الجديد، لأنه من (الجيل الزائل)، ولكن هذه الصورة تخفي وراءها الجانب الشامل الإنساني العام با

وتصيب جرثومة القلق بطل رواية (الطريق)، فيبدو (صابر) مضطرباً بفعل ثنائية الروح والجسد، فشخصية (إلهام) ترمز إلى الروح، أما (كريمة) فتحيل على المادة والجسد، إن روح (صابر) الهائجة تحن بكل شغف إلى البحث عن (الأب) المبدأ الأول الذي ينير كل شيء أمام البطل، ويخرجه من الظلام المتكون حوله، فالبطل يسلك (الطريق) إلى (الأب)، النبع الأساسي لحياة هذا البطل الحائر الضائع ()

أما رواية ( ثرثرة فوق النيل). فتؤكد الأفكار العبثية والتهكمية، وتحاول عبر حوارات شخوصها في عوامة فوق النيل الغوص في أعماق المجتمع وهم يتناقشون في أمور حياتهم وهموم مجتمعهم حتى بانت حواراتهم وخلواتهم الليلية على النيل سرداً جماعياً لمشاعرهم ورؤاهم تجاه حياتهم الاجتماعية، ويبقى دور البطل (أنيس زكي) بمنزلة الراصد الصامت لتعثره الوظيفي والاجتماعي، وتدوير (الجوزة) وذكر (العوامة) من الثوابت التي تخللت تلك الحوارات، وقد استمرت مناقشات المتحاورين، على الرغم من دهس سيارتهم أحد المارة .

وتجمع رواية (ميرامار) شخوصها في إطار مكاني ضيق (الفندق)، حيث تضم نماذج مختلفة الأفكار والنفسيات، ليصبح كل شخصية راوياً، إذ تعبر كل شخصية عن وجهة نظرها (تعدد وجهات النظر بيد أن التسلسل الروائي في "ميرامار الذي يبدو للوهلة الأولى ممزق الأوصال بين قصص أربع مستقلة لا يتحقق تكامله إلا باعتباره حواراً متتابع الحلقات حول قضايا فكرية خلافية. وشخصية (زهرة) التي تعمل في الفندق ترمز إلى فئات الشعب الكادحة، ويبدو أن علاقة بقية الشخصيات بها متضاربة، فقد اختلفوا في مشاعرهم نحو (زهرة) وعلاقتهم بها، كما نلمس تنكّر الحاضر لرمز الماضي (عامر وجدي)، إذ أصبح لهذا الحاضر رجاله. لقد كانت (ميرامار) خاتمة لروايات نجيب محفوظ الفلسفية ، وفيها يظهر محفوظ اهتماماً متزايداً بالفرد، وبدوره في المجتمع الذي يحيا فيه، وبحثه عن معنى الحياة وغايتها .

أما رواية (الشحاذ) التي هي موضوع أطروحتنا فيمكن عدها البؤرة الدالة لروايات نجيب محفوظ الفلسفية، فهي تأكيد وتركيز لكل خصائص هذه المرحلة من أدب نجيب محفوظ، التي بدأت بأولاد حارتنا يا . لقد أودع نجيب عصارة تجربته الفكرية والفلسفية في هذه الرواية ليفصح فيها عن المسائل والرؤى العميقة التي تخص الوجود والخلق وما وراء الطبيعة، إن أهمية رواية الشحاذ تكمن في أنها من النماذج البليغة لهذه المرحلة من تجربة نجيب محفوظ الفنية ) وتتفتح الرواية على أزمة البطل ( عمر حمزاوي) الصحية، بيد أن مرضه لم يكن جسدياً بل روحياً، ورأى الحمزاوي أن كل الشخوص قد أغرتهم الحلول الجزئية. ولم يخضعوا نظرتهم للحياة إلى الشك، وأمعن بطل (الشعاذ) في العبث بالموجودات وحاول التطهر من أعباء الماضي والكشف عن أسرار الوجود

يبدأ قلق ( عمر الحمزاوي مع مطلع الرواية، ففي الحوار الذي دار بينه وبين صديقه (الطبيب) يُستشف عمق أزمة (البطل) الفكرية والنفسية، حينما وجه سؤاله المفعم بالرؤية الفلسفية إلى صديقه فقال له: ألم يخطر لك يوماً أن تتساءل عن معنى حياتك ؟؟).

إن التطورات الفكرية التي يثيرها ( عمر) لم تقف عند السؤال عن معنى الحياة والموجود بل اتسعت إلى قضايا فكرية أخرى، ومنها جدلية الدين والعلم والفن وهذا ما نعرفه من الحوار الذي دار بين (عمر)، وصديقه الآخر (مصطفى) في بداية أزمة ( عمر ).

إن هذا القلق الفكري والنفسي الذي أصاب البطل) ، جعله يعيش مرحلة الرفض لكل ما يتعلق به وما يحيط، لا يحب الماضي، وأيام الجهاد تحولت إلى ذكريات محنطة، ويتهرب من حياته التي ظل يعيشها سنوات، فزينب غريبة في عينيه، غربة مستحدثة، وتلاشى الحب القديم .

يظهر أن شحاذ الراوية ( البطل) من طراز خاص، إذ له المال والجاه والثروة والزوجة. بيد أنه يسأل لا عن المال، بل عن حقيقة الحياة وسرها، وجوهر الأشياء والوجود في شعاذنا في رواية "الشحاذ ليس أعمى وليس متسولاً، ولكنه عبر الرواية يفقد شيئاً فشيئاً رؤية الظواهر، ويكف عن التعلق بالجاه والمال والعمل وترتفع مدائحه شيئاً فشيئاً، بحثاً عن الحقيقة ونشوة اليقينيا .

لقد عذب السر المغلق للوجود والحياة (عمر)، فراح يبحث عن مفاتيح لفك المغاليق فجرب مختلف الوسائل وتسول المعرفة في كل مكان، ولهث وراءها في مختلف الزمان، فيئس من العقل، وحاول أن يجرب القلب . وقد فشلت تجربة العاطفة والقلب للوصول إلى اليقين وتفادي الفلق، كما صرح الراوي بالقول: « نشوة الحب لا تدوم ونشوة الجنس أقصر من أن يكون لها أثري. وحاور البطل الحائر نفسه في (الصحراء) متأملاً الكون والوجود : « وقال بعد صمت اليقين بلا جدال ولا منطق.. ثم بصوت مسموع أكثر أنفاس المجهول وهمسات السريا.

ويستمر قلق ( عمر الحمزاوي)، ولم يصل إلى حل سوى الاضطراب والشك. إذن «لقد أصبح الشحاذ في هذه الرواية رمزاً للبحث عن الحقيقة، التي لم يصل إليها، أو يخفق في الوصول إليها، فيقضي عمره بلا جدوى، فلا هو وصل إلى الحقيقة، ولا هو واصل العمل ).

وفي الختام تحققت المتعة الجمالية لإيقاع الأحداث في الرواية بوساطة كسر النسق الحدثي الرتيب، حينما ترددت الأحداث بين الشدة والرخاوة، اللتين تآزرتا مع تردد حال البطل، وتحوله بين الانفراج والنازم. واستمد إيقاع الأحداث في الرواية خصوصيته من تردد بعض الأحداث بين الظهور والخفاء.. كما أن قطع سير الأحداث عبر توظيف الوصف والتأمل وتيار الوعي والمونولوج الداخلي والحلم كان ملمحاً بارزاً في إيقاع الأحداث. يقابل إيقاع الأفكار الطاغي على الرواية إيقاع الأحداث الساكن أو المتوقف. وقد أسهم ترديد ثيمات معينة في بلورة الخصوصية الإيقاعية للأفكار وهذه الثيمات توحي بالإلحاح على أفكار ورؤى، لعل من أبرزها الفن والعلم، فضلاً المتازمة والمتضارية. تبلور إيقاع الزمن الموضوعي عبر المفارقات السردية والتقنيات السردية إذ حصلت جمالية من كسر نسق الزمن من الماضي إلى المستقبل، عبر رؤية مترددة بين التشاؤمية والتفاؤلية، كما ظهرت دلالات الاستئناس بالماضي المشرق في خضم الحاضر المؤلم بوساطة الاسترجاع الزمني المحقق لجمالية المفاجأة، وحصول الصدمة للمتلقي.

عن التساؤل الوجودي والاغتراب. . أسهم الزمنان النفسي والموضوعي في تشكيل إيقاع الزمن في الرواية، وقد تبدل إيقاع الزمن النفسي، وتضارب بين الازمنة الثلاثة عاكساً نفسية البطل.

 إن إسقاط حالة البطل النفسية على الأمكنة في الرواية، أدى إلى تغير إيقاع الأمكنة، وترددها بين الأماكن المنفتحة تارة، والمنغلقة تارة أخرى، بحسب عوالم البطل الداخلية.
برز إيقاع الشخصية البطل، عبر تحرك هذه الشخصية بين عالمي الحلم (اللاوعي)، والواقع (الوعي)، إذ تغير عالم البطل الداخلي بتغير عالمه الخارجي. لقد مثل التحول في إيقاع البطل من حبه لبعض الأشياء، إلى كرهه لها جانباً آخر من التحول الإيقاعي للبطل تميز عالم الشخصية (عثمان) الداخلي بالثبات.. على الرغم من تغير العالم الخارجي، ليتبلور إيقاع مناقض لبقية إيقاعات الشخصيات الأخرى، موحياً بالاستقرار الفكري العقائدي والنفسي لهذه الشخصية تنافر إيقاع البطل مع إيقاع الشخصيات الأخرى مصطفى عثمان زينب). ليعكس الاختلاف الرؤيوي والفكري بين البطل من جهة والشخصيات الثانوية من جهة أخرى، كما أن تحوّل إيقاع الشخصية (بثينة) من العلم إلى الفن لم العاطفة، قد عكس تطلع الكاتب إلى الجمع بين هذه الثيمات إن ارتفاع نسبة المدى في لغة الراوي، كان مؤشراً إلى تنوع أسلوب الراوي وعدم خضوعه لسطوة الكاتب. وحصل هذا التنوع من التردد بين الحركية (أفعال كثيرة عند حال الشدة والسكون أفعال) (قليلة عند حال الانفراج الوقتي والهدوء، أي بحسب أجواء الرواية وأحوال شخصياتها . عكست لغة الراوي رؤى صوفية عميقة، كما عبرت هذه اللغة عن أفكار عبثية تحمل دلالات التمرد والحيرة حيال أسرار الوجود، مظهرة قوة التواشج والترابط بين اللغة والفكر.

بعد مقاربة لغة الراوي، ومعاينتها أسلوبياً، ظهر اقتراب هذه اللغة من لغة الشعر بتوظيف الرموز، فضلاً عن الصور السردية التي منحت الجمالية والطرافة للغة الراوي، عبر إسناد اللفظ إلى غير معناه. كما أن التفات الضمائر وتحولها، قد أدى إلى حصول جمالية الخلخلة الحاصلة من الانزياح اللغوي وقد عزز الإجراء الإحصائي هذا الملمح الأسلوبي البارز في لغة الراوي، المتمثل في اللغة القريبة من الشعر.

تميز أسلوب الراوي بمزج لغة الراوي مع لغة الشخصية البطل مما برز تيار الوعي في الرواية على نحو لافت للنظر، حينما تركز السرد على الحياة الداخلية (النفسية) للبطل، إذ تداعى الكلام على نحو غير منطقي. وقد تأزرت البنية اللغوية غير المتماسكة، بفعل الأسلوب غير المباشر الحر مع عدم : تماسك أفكار البطل ونفسيته. وقد عزّز هذا الأمر من طغيان الطابع المونولوجي على الرواية. . بعد اختيار اسم مركب للبطل خصوصية لأسلوبه، إذ أضفى هذا الاختيار التميز على اسم الشخصية البطل، فضلاً عن تطابق معنى (عمر) المعجمي مع رؤية البطال المتمثلة بالتطلع إلى الحياة والوجود وأسراره، وجاء الاسم الثاني مطابقاً حال البطل الشدة والقبض، ويقابل هذا التطابق تخالفاً في جانب المرجعية التاريخية - الدينية، مما أدى إلى حصول المفارقة والتهكم. وكل ذلك اكد القيمة الأسلوبية لاختيار اسم البطل. . طفحت لغة البطل بالشعرية حيث تداعت العبارات المجازية ووردت مع تراكيب لغوية منزاحة وغير معيارية تعكس علاقة اللغة بحال البطل، ورؤيته المضطربة. كما برزت في أسلوب البطل اللغة غير المألوفة والغرائبية، لاسيما عندما عاش البطل في أوج أزمته.. إن الإجراء الأسلوبي على أسلوب البطل قد أكد عدم تطابقه مع أسلوب الراوي، حيث لوحظ تفاوت نسب ن ف ص والمدى بين الأسلوبين، ليتأكد لنا ان الرواية مهما كانت ذات طابع مونولوجي، لابد ان تختلف أساليب شخصياتها وتتنوع فلا تطابق بين أسلوب الراوي وأسلوب البطل. تعكس لغة البطل أفكاره ورؤاه، فضلاً عن تناسب هذه اللغة مع المستوى الاجتماعي والثقافية للشخصية البطل كما تذبذبت هذه اللغة يتذبذب أحوال البطل، فترددت بين اللغة السياسية والشعرية والعاطفية والصوفية. . إن اختيار اسماء الشخصيات قد ورد مطابقاً لاختيار اسم البطل إذ تحيلنا هذه الأسماء إلى مرجعية دينية مما تبرز المفارقة، يفعل عدم التطابق بين هذه المرجعية وفعل الشخصيات، فلم يكن اختيار اسماء الشخصيات اعتباطياً، بل كان اختياراً أسلوبياً، أعطى قيمة أسلوبية لهذه الأسماء، حيث انسجمت معانيها المعجمية مع حال هذه الشخصيات.
لقد تناسبت لغة الشخصيات الثانوية وأسلوبها مع مستوى تلك الشخصيات الاجتماعي والمهني والثقافي فكانت أساليب الشخصيات ولغاتها مرأة عاكسة لحالاتها الاجتماعية والفكرية والثقافية، إذ تطابق الأسلوب مع طبيعة الشخصيات وحالها ومواقفها مما عزز هذا الأمر التنوع اللغوي والأسلوبي للشخصيات.

إن أسلوب الشخصيات الثانوية قد أفصح عن وجهات النظر لتلك الشخصيات ليتضع تنوع الأفكار، وتقابلها في الرواية مما برزت الحوارية والتصادم الايديولوجي، على الرغم من طابع الرواية المونولوجي. وظف الراوي (التهجين) في روايته حيث تداخلت لغة الشخصية المشخصة مع ن لغة الشخصية المشخصة فتولد التعدد الصوتي والحوارية، فضلاً عن التصارع الايديولوجي بين الوعي المشخّص والوعي المشخص، وكثيراً ما تلمس (التهجين) في حوارات البطل الداخلية. إن الحوارية الحاصلة من (التهجين) قد ركزت على تحاور البطل مع الشخصيات الأخرى عاكساً الاختلاف في وجهات النظر بين البطل والشخصيات الأخرى. وردت (الأسلبة) في الرواية معبرة عن توافق أو تضاد فكرتين، ومبرزة تفاعل الوعي المؤسلب مع الوعي المؤسلب. كما استخدم الراوي نمط الأسلية البارودية المفعمة بالتهكم. - اسهم الحوار بنوعيه المباشر والداخلي في تعزيز الأسلوبية الحوارية، حيث عبرت الحوارات المباشرة عن مواقف فكرية متباينة. كما عبرت الحوارات الداخلية عن جدلية فكرية اجتاحت دواخل البطل، فتشطت الذات البطلة بين ذاتين، مثلتا رؤيتين متضادتين.

. لقد كان النظر إلى المكان نفسه بزوايا مختلفة من الملامح البارزة في إيقاع الرواية المكاني، إذ تغير المكان نفسه بتغير حال البطل، مما ولد حساً جمالياً.

*****

 *مختصرات صحيفة | الفيصل | باريس لمختارات من منشورات الأشهر الأخيرة ـ أفريل 2023
* تتمنى لكم (الصحيفة) عيد فطر سعيد 2023
Aperçu de dernières publications du journal « elfayal.com » Paris , en ces derniers mois. Avril 2023

https://youtu.be/dn8CF2Qd_eo
Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://youtu.be/zINuvMAPlbQ
https://youtu.be/dT4j8KRYk7Q

https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)