wrapper

الإثنين 29 أبريل 2024

مختصرات :

*بقلم: يسري عبد الغني | مصر

 

*
 عندما أطلب منك  أن   تذهب إلى تاريخ العلوم والفلسفة العربية هرباً من الحاضر العربي، بل هرباً إليه. كارثة هزيمة 1967 أمام إسرائيل أصابت   جيلي  كله

بصدمة، لا أعرف إن كان  تخلص من آثارها حتى الآن، ولكنني أدركت أن ما لدينا من نظام لا يلد سوى تلك الهزيمة، وكان قراري البحث في التراث العربي الذي بني على مدار 4 قرون، لأبني    حلمي بحضارة جديدة نستند عليها كعرب في حاضرنا، لأنني أيقنت أن النكسة كانت هزيمة حضارية لا عسكرية.
    ولا يمكن الحديث عما يحلو للبعض تسميته بـ«العقل العربي» بدون معرفة متمحصة ودقيقة بالتراث. فعندئذٍ سنعرف أن هناك «عقولاً» أو على الأصح «عقلانيات» تتابعت وتعددت خلال بحث جاد ومجدد دام عدة قرون على أيدي فحول من علماء وفلاسفة الإنسانية، ألفوا كتبهم وأبحاثهم بالعربية وعاشوا وعلموا في المدينة الإسلامية. «فلا يمكن بحال فهم ما أتى به الكندي بدون معرفة ما ألفه في علم المناظر الهندسية والرياضيات، ولا نستطيع إدراك ما قام به الفارابي بدون معرفة ما كان عليه علم الجبر في عصره، وكذلك حال الفلاسفة الآخرين، مثل ابن سينا وابن رشد وغيرهما. وعلينا أن لا نفصل بين نقل الأصول وتجديدها، فلا يمكن القول إن هناك ثلاث مراحل: الترجمة ثم التمثل ثم الإبداع. فالإبداع بدأ قبل الترجمة ومع الترجمة وأثناء الترجمة وبعد الترجمة. ولا يمكن فهم نقل الأصول العلمية من رياضية وغيرها، وكذلك الأصول الفلسفية بدون الأخذ بالاعتبار ما تم في العلوم الإنسانية، من كلام وفقه وتفسير وتاريخ.
    ولا يقتصر تكوين العقل العلمي العربي على العلماء، وطالبي العلم. مثال ذلك أقدمه لك في حلاق من حكايات «ألف ليلة وليله» يقول: "ستجدني أحسن حلاق في بغداد، مجرّب، وصيدلي عميق ومنجّم لا يخطئ، ضليع في النحو والبلاغة، ومؤهل في علوم الرياضة في الهندسة والحساب وكل مسائل الجبر، في التاريخ أعرف الممالك في العالم، بالإضافة إلى ذلك أعرف جميع أبواب الفلسفة وأحفظ في ذاكرتي كل القوانين والتقاليد، وأنا أيضاً شاعر ومهندس!".

آخر تعديل على الأربعاء, 12 نيسان/أبريل 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :