بصدمة، لا أعرف إن كان تخلص من آثارها حتى الآن، ولكنني أدركت أن ما لدينا من نظام لا يلد سوى تلك الهزيمة، وكان قراري البحث في التراث العربي الذي بني على مدار 4 قرون، لأبني حلمي بحضارة جديدة نستند عليها كعرب في حاضرنا، لأنني أيقنت أن النكسة كانت هزيمة حضارية لا عسكرية.
ولا يمكن الحديث عما يحلو للبعض تسميته بـ«العقل العربي» بدون معرفة متمحصة ودقيقة بالتراث. فعندئذٍ سنعرف أن هناك «عقولاً» أو على الأصح «عقلانيات» تتابعت وتعددت خلال بحث جاد ومجدد دام عدة قرون على أيدي فحول من علماء وفلاسفة الإنسانية، ألفوا كتبهم وأبحاثهم بالعربية وعاشوا وعلموا في المدينة الإسلامية. «فلا يمكن بحال فهم ما أتى به الكندي بدون معرفة ما ألفه في علم المناظر الهندسية والرياضيات، ولا نستطيع إدراك ما قام به الفارابي بدون معرفة ما كان عليه علم الجبر في عصره، وكذلك حال الفلاسفة الآخرين، مثل ابن سينا وابن رشد وغيرهما. وعلينا أن لا نفصل بين نقل الأصول وتجديدها، فلا يمكن القول إن هناك ثلاث مراحل: الترجمة ثم التمثل ثم الإبداع. فالإبداع بدأ قبل الترجمة ومع الترجمة وأثناء الترجمة وبعد الترجمة. ولا يمكن فهم نقل الأصول العلمية من رياضية وغيرها، وكذلك الأصول الفلسفية بدون الأخذ بالاعتبار ما تم في العلوم الإنسانية، من كلام وفقه وتفسير وتاريخ.
ولا يقتصر تكوين العقل العلمي العربي على العلماء، وطالبي العلم. مثال ذلك أقدمه لك في حلاق من حكايات «ألف ليلة وليله» يقول: "ستجدني أحسن حلاق في بغداد، مجرّب، وصيدلي عميق ومنجّم لا يخطئ، ضليع في النحو والبلاغة، ومؤهل في علوم الرياضة في الهندسة والحساب وكل مسائل الجبر، في التاريخ أعرف الممالك في العالم، بالإضافة إلى ذلك أعرف جميع أبواب الفلسفة وأحفظ في ذاكرتي كل القوانين والتقاليد، وأنا أيضاً شاعر ومهندس!".
مختصرات :
أرجوكم .. كفانا نكساتا..!!!
- الأربعاء, نيسان 12 2017
- نخبة
- مدير الموقع
*بقلم: يسري عبد الغني | مصر
*
عندما أطلب منك أن تذهب إلى تاريخ العلوم والفلسفة العربية هرباً من الحاضر العربي، بل هرباً إليه. كارثة هزيمة 1967 أمام إسرائيل أصابت جيلي كله
من أحدث مدير الموقع
- الحرب على غزة: تحقيق لـ"نيويورك تايمز": أين كان الجيش الإسرائيلي يوم 7 أكتوبر؟
- « السندباد و الملكة »: إصدار جديد للكاتب المصري « محمد عزام »
- الوضع في الأراضي المحتلة: اليوم التالي لانتهاء العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين
- الجزائر تجدد رسميا تمسكها بالحق المشروع لإفريقيا في العضوية الدائمة بمجلس الأمن
- متى سنزيل النقطة عن الــ (غ)؟
وسائط
El-Fayçal Météo طــ الفيصل ـــقس
 
- سخرية الفيصل
- أعمدة الفيصل
-
الحرب على غزة البطلة: صور النصر المفقودة وأماني العدو المستحيلة
بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي La guerre contre l’héroïque…
-
عد انتهاء مدة الهدنة الإنسانية توقعات واحتمالات/ نبل المقاومة وخسة الاحتلال في ملف الأسرى والاعتقال
بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي نبل المقاومة وخسة الاحتلال في…
-
رأي: تعثرٌ عسكري في الميدان وتخبطٌ سياسي في الكيان أمّا نتنياهو فهوَ مُستهزئ من القمة العربية الإسلامية و بقراراتها!
رأي بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي Opinion: Essoufflement militaire sur…
-
الاستعادة الخلدونية:
مولاي عبد الحكيم الزاوي ابن خلدون علامة فارقة في مُنجز…
-
/عرب إسرائيل الجدد! / The new Arabs of Israel!/ Les nouveaux Arabes d'Israël !
بقلم: أحمد القيسي | لندن هل سقطت الغيرة والنخوة…
-
*ما هذا الخجل يا كُتّاب و يا مبدعين.. يا قامات الاِفتراض!
ـ كتب: لخضر خلفاوي Pourquoi cette timidité, ô…