wrapper

الأحد 05 ماي 2024

مختصرات :

‎*حوار : سعاد طاهر/ محفوظي

*
‎ تُعدُّ ضيفتنا من الأصوات السردية الشابة المتميّزة التي تعنى كثيرا بالأوضاع المتردية التي وصلت لها الجزائر نتيجة التعصب الديني الذي اجتاح البلاد في عقد

التسعينات، تكتب لتقترب من قلوب ومعاناة الآخر عبر أسطر من الإبداع ومساحات من المغامرة... اقتربت من ‫"‬الفيصل‫"‬ وكان لنا معها هذا الحوار الشيّق .

*الفيصل: لو يسأل القارئ وبالأخص المتتبع لموقع "الفيصل" من هي فضيلة بودريش؟ 


‎ـ الكاتبة والإعلامية فضيلة بودريش: هي إعلامية وكاتبة جزائرية، تكتب الرواية والقصة وفي رصيدها روايتين منشورتين، والعديد من القصص المنشورة في مواقع عربية، وحظيت بالكثير من الإعجاب خاصة من قراء لا تعرفهم ويتواجدون في دول عربية، وبالموازاة مع ذلك تحترف مهنة الصحافة، حيث تعمل صحافية بجريدة "الشعب" العمومية، واختارت القسم الاقتصادي بعد التمرس في جميع الأقسام ويتعلق الأمر بالقسم الثقافي والسياسي والاجتماعي وكذا الرياضي وإلى جانب قسم التحقيق والريبورتاج، والتحقت بمهنة المتاعب منذ نحو 15 عاما..بدأت الإبداع في الطور المتوسط والثانوي، وعندما التحقت بالجامعة، كتبت قصصا للأطفال،حيث مازالت تحتفظ بالعديد منها.

* الفيصل: يقول "ماركيز": أنا أكتب حتى يحبني الناس وأكسب الكثير من الأصدقاء "، لماذا تكتب فضيلة؟‏


‎ - وأنا أكتب لألمس الحياة.. لأتحسس ما يدور حولي، لأتأمل أكثر في كل شيء، لأكتشف الإنسان الذي أعيش معه وبقربه أو ألتقيه عندما أسافر.. أكتب لأقدم تجاربا لمن يقرأني حتى يكون بعمر صغير وتجربة أكبر..أكتب لأقترب من قلوب ومعاناة الآخر عبر أسطر من الإبداع ومساحات من المغامرة التي لا أدري كيف تبدأ عندما تولد الفكرة الفجائية المطاردة بمواقف الخير والشر، ولا أعرف بعد ذلك أين يستقر بها المقام.. عندما تنتهي مساحات البياض.. أو هكذا يخيل إلى ذهني.. ربما في كل مرة أكتشف أعذارا جديدة للكتابة.. وحتى ماركيز لو يسأل مرة ثانية لاكتشف أن لديه نوافذ متعددة تدفعه إلى الكتابة..
 
* الفيصل: ما هي أهم رواياتك المنشورة، وما هي الرواية التي ترينها أكثر تعبيرًا عما يدور في عقلك؟

- أول رواية كتبتها منذ حوالي عشر سنوات وسميتها بـ"ليل مدينة" وشاءت الصدفة أن تصدر في مناسبة ثقافية خاصة، ويتعلق الأمر "بتظاهرة بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013"، وتناولت جانبا مما عاشه الجزائريون خلال الأزمة الأمنية أي أثناء العشرية السوداء، والملفت للرواية والمهم فيها أنها تمثل ليلا لمعاناة أي مدينة في العالم عصف بها الإرهاب وسكنها الخوف وفقدت الآمان، أي قد تنطبق كذلك على مدن بعيدة عبث باستقرارها الإرهاب الدموي، وروايتي الثانية صدرت مطلع عام 2017 عن دار بن رشد للنشر المصرية و المشاركة في معرض القاهرة الدولي ، أي منذ عدة أسابيع فقط وانطلقت من حيث انتهى ليل مدينة، كونها ترصد سلوكات وحياة الجزائريين عقب الأزمة الأمنية، أي كيف أثر الإرهاب على نفسية الإنسان الجزائري وحياته الاجتماعية وكذا عاداته وأعرافه، واخترت في ذلك مدينة عاصمية أحبها كثيرا وهي متميزة، حيث انطلقت منها أحداث روايتي وتتمثل في مدينة "باب الوادي"، وإلى جانب ذلك في درج مكتبي أحتفظ بمخطوط رواية عن الثورة الجزائرية لازلت أتفاوض من أجل نشره وأنهيت كتابة هذا المخطوط الروائي عام 2012، وكنت أود نشره في خمسينية الثورة التحريرية المجيدة، وبالإضافة إلى كل ذلك نشرت العديد من القصص بمجلات ومواقع عربية أذكر من بينها "موسم جني الرمان" و"قنبلة في سيارة الإسعاف" التي نشرته في موقع مجلة "سيدتي" بدبي.. ومازال لدي العديد منها لم أنشره وأتأهب لمواصلة نشره..قريبا.


* الفيصل: في روايتك " شاطئ الثلج" ما لذي دفعك لكتابة هذه الرواية النفسية والاجتماعية ؟

- كل ما يهم المجتمع ..يغريني.. يجذبني.. يحاصرني بلذة الكتابة وبالتالي الاقتراب منه بحميمية.. كل ما يؤثر فيه يجعلني أتأثر، لذلك رأيت بأن التحولات التي عرفها المجتمع الجزائري بعد انتهاء عشرية اللاأمن..تحتاج مني الاقتراب..أكثر من خطوة، لألبس تغيرات الزمن فيها.. على مستوى المساحة النفسية وكذا الاجتماعية..إنها رواية لم تتعمد أن تتلون بالروح الفلسفية، لكن تعقيدات النفس البشرية التي تتكهرب عند تصادم الخير والشر هيأت كل شيء بشكل تلقائي..لكن طبيعة الموضوع المعالج كان يحتاج إلى كل ذلك وإلى جميع الأعذار.. ومن يقرأ "شواطئ الثلج" من الأسطر الأولى يقرر إنهاء قراءتها والبحث عن المزيد مما يشبهها..هكذا أخبرني من وقف على أولى صفحاتها..


* الفيصل:فماذا تريدين إيصاله من رسائل للمجتمع؟

- أنا لا أقدم رسائل للمجتمع لأنني لست هنا لأقدم مواعظا، أن أعرض تجاربا مثيرة تستحق التذوق بمرها وحلوها،أمزج فيها بين الخيال والواقع، وتكون زبدة ما عاشه الكثير ممن التقيت وأستقي كذلك من حياة الكثيرين، ومن منطلق وقناعة أن المجتمعات تستفيد من تجارب بعضها..أتمنى أن لا يعيش غيري ما تجرعت من ألم ومرارة ..وأقصد بذلك الإنسان حيثما كان..لأنني أكتب للجميع ممن هم على وجه الحياة.. سواء اليوم أو غدا أو حتى أرحل سوف يسعدني أن يستفيدوا مما استقيت وحللت من تجارب واستعرضت من أحوال الناس..ولا تظنين بأنني أستعين بمرحلة تاريخية لأن روايتي ليست تاريخية..

* الفيصل: هل ثمة كتاب تذكرين أنك قرأته في طفولتك وكان له أبلغ الأثر عليك ؟
‎ـ أذكر أنني أحببت الكتاب والمطالعة في عمر السابعة أو الثامنة من عمري.. أي منذ تعلمي للقراءة وتحكمي في الكتابة، وصرت أوفر نقود العيد والحلويات لأقتني قصتين أو ثلاث قصص في السنة، وكنت أتمنى أكثر من ذلك حتى أكتشف ما تحتويه القصص من حكايا ورسوم جميلة، كثيرا ما حاولت إعادة رسمها في الطور الأول الابتدائي، في كراس الرسم ..والطور الإعدادي كان بمثابة الانطلاقة الحقيقية في الكتابة حيث "التقيت" ب"محمد حسين هيكل" لأول مرة في رواية "زينب" عندها فقط اكتشفت الرواية في سن الثانية عشر أو الثالثة عشر..بل وتلذذت بها وأدركت أنني كلما قرأت انفتحت عيناي على عالم لا أعرفه وينبغي أن أطلع عليه، ولدى خوضي لرحلة البحث عن الرواية قرأت للمنفلوطي وأحمد أمين ومصطفى العقاد و..و..، وعندما لامست روايات نجيب محفوظ أغراني رواقه الروائي من أول بوابة عبر رواية "الطريق".. ومازالت لحد اليوم أحب هذا الروائي العربي الكبير الحائز على جائزة نوبل للآداب، وفي الطور الثانوي انفتحت على قراءة الأدب الروسي وأمريكا اللاتينية..و..و وصرت أقرأ باللغتين العربية والفرنسية.

* الفيصل: هل عندك أي طموح سياسي؟
‎ـ لا لا..ولا أتوقع أن يحدث ذلك مستقبلا..رغم أن فرصة ذهبية جاءتني لكنني مازلت أصر أن أمنح كل وقتي وحياتي للكتابة ولن أندم على ذلك..الكتاب بالنسبة لي الوحيد الذي يستحق مني الاحتراق والسهر والسفر والمغامرة .. وأي مغامرة تطلب مني من أجل الكتابة لن أتردد وأركب أولى موجاتها المغرية.

* الفيصل: لا بد من سؤال لا يمكن في العادة تجاوزه: ما هي عاداتك الكتابية؟ 
‎ـ أحب كثيرا الكتابة ليلا..أو بعد صلاة الفجر..لأنني أكتب عندما ينام الجميع.. عند ذلك أشعر بأنني في حالة من التأمل، يمكنني أن أصل إلى أبعد نقطة من النفس البشرية وأبعد مكان من العالم وأبعد مرحلة زمنية وأتنقل من دون مشقة أو أعذار بين مختلف المحطات المكانية والزمانية والمساحات المحظورة أو المسموح اختراقها..أشعر بالحرية عندما أبدع مساحات قوية وراقية وأصل في تحليلي بعد نهاية الحوار بقناعات لم أكن أعتقد بأنه يمكنني بلوغ سقفها.
* الفيصل: في الأخير.. ما هي مشاريعك الأدبية المستقبلية ؟ 
‎ـ أفكر في كتابة رواية رابعة أحرص أن تكون رواية متميزة، على اعتبار أنني أطالع كثيرا وأستفيد من كل ما كتبت في السابق من أجل تحقيق حلمي المتمثل في العمل على الارتقاء بالنص الروائي..لأنني أحلم أن أكتب رواية كبيرة..ينبهر بها القارئ تفرحه وتحزنه ترفعه وتنخفض به.. تجعله يتعاطف مع الخير ويبتعد بخطوات عن الشر بعد اكتشاف لعنته، يمرض ويشفى.. يحب ويكره..يعيش كل شيء لأنها ببساطة الحياة التي تغريك برغم معاركها التي يريدها البعض أن تكون شرسة.

آخر تعديل على الإثنين, 10 نيسان/أبريل 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :