wrapper

الخميس 09 ماي 2024

مختصرات :

*بقلم: د. يسري عبد الغني | مصر

 

 

*


إن المشروع الحضاري العربي منذ بداية القرن و الذي حمل لواءه الكواكبي و الأفغاني و غيرهم أعتبر العلم و التربية و الوحدة و الحرية السياسية اللبنات

الأساسية للنهضة. و الثقافة العربية تزخر بأصول لتوليد المعرفة العميقة من أجل التحرر الإنساني، و من هذه الأصول المساءلة و الشفافية و العدل و المحاججة و الدليل و تقديم الحجة و الإقناع و إعتماد المنهج الرصين للتحقق من المعلومة و فهم عالم الأسباب و السنن الإجتماعية و فهم طبائع العمران لأنها مرتبطة بطبائع الإستبداد و لأن الإستبداد في التعليم هو الذي يقفل بوابة الإبداع و الريادة. و للتحول من مجتمع المعرفة إلى مجتمع الإبتكار نحن بحاجة لتطوير المدن الذكية لشحذ الذكاءات المتعددة، لأن فضاءات التعلم تشمل التعلم من المحيط الخارجي مثل الحدائق العامة و المتاحف و ترتبط بحاجات الإنسان و هموم العالم.

و هذا التحول بحاجة إلى تجاوز حالة المثقف المقاول في علاقة المثقف مع السلطة الحاكمة و التحلي بثقافة "صديقك من صَدَقك لا من صَدَّقك"، و لا بد من تجاوز حالة الثقافة و الإعلام الذي يقدس السلطة و يحتكر الحق و الحقيقة لأن لدينا الكثير من المثقفين لكن الندرة منهم هم المفكرون و العلماء و الفقهاء لأن الدور الهام للمفكر هو نقد و تصويب حالة المجتمع.

إن العطاء الفني الرفيع لأدباء و علماء المهجر أمثال جبران خليل جبران و أيليا أبو ماضي و أدوارد سعيد و أسماعيل الفاروقي و زويل كان سببه وجود البيئة الممكنة للإبداع و توفر مناخ الحرية اللازمة الذي يساعد المفكر على الإنسجام مع النفس و فهم الواقع و حركة التاريخ و تداول الأمم، و لعل تراجع التعليم من أجل المواطنة و التعليم من أجل الإبداع و توليد المعرفة و تكوين المؤسسة المتعلمة هو الذي أدّى إلى الغربة و الإغتراب في الوطن العربي، و هذا بدوره أدّى إلى فقدان المشاركة الفاعلة في المجتمع و فقدان السيطرة و المعنى و المرجعية الأخلاقية.

و من نتائج الإغتراب (حالة اللامنتمي) ضمور دور المجتمع المدني و العمل التطوعي و هيمنة و وصاية السلطة على نوافذ العمل الإبداعي و الفني و الثقافي.

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :