28 تشرين2/نوفمبر 2023
0 Comment
" ـ الفنان الجزائري يفتقد التخصص والتكوين والسعي وراء البحث والتجديد
ـ الإنتاج الجيد قليل مقارنة بالجرائم المرتكبة في حق الإبداع الجزائري
ـ أفضل المسرح كثيرا لأنه يعيد اكتشاف الممثل لجسده ومهاراته، واحتكاكه مباشرة مع جمهوره
ـ يجب أن نسلم زمام الفكر والتعليم والفن لأهله ، كفى تلاعبا بفكرنا ومستقبلنا.."
*
الفيصل: نضال معروفة لدى الجمهور الجزائري كوجه تلفزيوني في عدة مسلسلات درامية، هلا عرفت نفسك لجمهورك خارج الجزائر في بضعة كلمات؟
ـ نضال: نضال خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، و أول أدواري كان في مسلسل كيد الزمن، بشخصية (بختة ) الاسم الذي عرفني به الجمهور، وتوالت الأعمال الدرامية، والمسرحية، وآخرها وليس الأخير إن شاء الله العمل المسرحي الجديد " بهيجة" الذي كتبه واقتبسه المخرج زياني شريف عياد للمسرح الوطني، عن رواية للوزيرة السابقة ليلى عسلاوي .
الفيصل: مع كثرة القنوات الجزائرية إلى جانب الفضائيات العربية أين هي نضال وأعمالها؟
نضال: بعد أن صبرت كثيرا ، جاءني الدور الذي انتظرته كثيرا في المسرح، بهيجة مسرحية اقتبسها زياني الشريف عياد عن رواية لليلى عسلاوي بعنوان "دون نقاب دون ندم"، وكتبها ارزقي ملال ، ترجمة سعودي.
ـ الفيصل: كلمتنا قبل بداية دردشتنا عن عملك الجديد هلا أطلعتنا عن تفاصيله؟
نضال: المسرحية تدعو لضرورة كتابة التاريخ وتأريخه، حتى يتسنى لأولادنا وأحفادنا التعرف عليه، والاعتبار منه، وحتى لا نكرر أخطاءنا... بهيجة الشخصية الرئيسة في العمل وهي التي تسلط الضوء على أحداث العشرية الظالمة التي كانت هي ضحيتها، وأمها وأختها، بمعنى معاناة المرأة آنذاك، تشرفت ولأول مرة بالعمل مع المايسترو صاحب الانجازات المسرحية الخالدة في القاموس المسرحي ، الكبير زياني الشريف عياد.
ـ الفيصل: هل تواجهك صعوبة في طريقة تجسيد الشخصيات؟
ـ نضال : الصعوبة في تجسيد الشخصية، قد تكون في البداية لكنها لا تأخذ وقتا طويلا معي، بمجرد ما تستفيق أدواتي المهنية تكون الشخصية في قبضتي،لا تنسي أني دارسة للتمثيل، وعندي استعداد للعب كل الأدوار والتحكم في الشخصيات المنوطة بي، ثم كوني كاتبة أطفال أملك مفاتيح كل الشخصيات والحمد لله.
الفيصل: أين تجد نضال نفسها في التلفزيون أم المسرح؟
نضال: أنا شخصيا أفضل المسرح كثيرا لأنه يعيد اكتشاف الممثل لجسده ومهاراته، واحتكاكه مباشرة مع جمهوره، والمسرح يبحث دائما في العمق والتجديد والفكرة الرائدة والحرة.
الفيصل: ما هي مشاريعك المستقبلية غير هذا العمل الجديد، خصوصا لهذا الشهر الفضيل؟
نضال: في الحقيقة لا جديد يذكر في المسرح لحد الآن، غير العرض المسرحي "بهيجة" الذي مازال متواصلا بالمسرح الوطني، أما التلفزيون والسينما فلا جديد في الأفق.
ـ الفيصل: كيف ترى نضال مستوى الفن أو الأعمال الدرامية في الجزائر ؟
ـ نضال: الساحة الفنية اليوم خالية تماماً من الأعمال الدرامية، أغلب الممثلين الذين ألتقي بهم يعانون من الركود الذي تشهده الساحة هذه الأيام، وهذا الفراغ أصبح هاجسا يؤرق كل الممثلين. فمشكلة الركود المضموناتي لا الكم، يعود لغياب المستوى الفكري والأخلاقي عند أغلب المسيطرين على الحقل الفني، خاصة المنتجين المتطفلين على رقي ورفعة الإبداع والفكر، وأيضا تهميش التخصص.
ـ الفيصل: هل صحيح أننا نفتقد في الجزائر إلى الإرادة التي تنمّي أداء الممثلين كما قال أحد كتاب السيناريو؟
ـ نضال: ما نفتقده في الجزائر ليس الإرادة أو حب الفن في كل مجالاته، إنما التخصص والتكوين والسعي وراء البحث والتجديد، معهد واحد للتكوين لا يكفي، ثم أن الفنون رسم، موسيقى، تمثيل يجب أن تدرس في المدارس ابتداءا من الأطوار الأولى، حتى الجامعة ثم التخصص، وهذا ما تنتهجه دول غيرنا.
ـ الفيصل: في رأيك سيدتنا الكريمة، هل مواقع التواصل الاجتماعي تخدم الفنان؟
ـ نضال: من الجيّد أن يثبت الفنان وجوده ويروّج لما يقدّمه بانضمامه إلى عالم مواقع التواصل الاجتماعي وتحديد المسار الذي سينتهجه في هذا العالم للتواصل مع جمهوره، وينتقي ما يراه يخدم مصلحته الفنية والشخصية.. ورغم مساهمة هذه المواقع بشكل كبير خلال السنوات الماضية في التقريب بين الفنانين وجماهيرهم، إلا أن الوجه الآخر من هذا العالم الإلكتروني يكلف الفنان الكثير عبر تزوير الحسابات أو نسْب أقوال لهم لا أساس لها من الحقيقة.إلا أني لا أنكر أنه المنبر الحر الذي يستطيع الفنان أن يعبّر عن رأيه من دون أي شروط أو قيود.
الفيصل: هل تعتبر نضال نفسها نجحت أخيرا من الخروج من فخ النمطية فيما يتعلق بالأدوار التي تسند إليها؟
نضال: أنا لا ألعب الأدوار النمطية، بدليل تقديمي للكوميديا، وأدواري متنوعة، وحتى أدوار المرأة القوية أو الشريرة، كانت تختلف عن بعضها البعض، وعلى مدى مشواري المتواضع صنعت ومازلت التحدي، في التنويع، والتجديد، وأعمالي تُبرز هذا للناقد المتمرس المحترف، وأنا شخصيا أميل إلى الكوميديا، باعتبارها الأصعب كتابة وإخراجا وآداءا، لكنني شديدة الحذر في اختياراتي،خاصة وأن الإنتاج الجيد قليل مقارنة بالجرائم المرتكبة في حق الإبداع الجزائري.
ـ الفيصل: ما هو الحل برأيك في رفع مستوى الفنان الجزائري إلى العالمية؟
ـ نضال: في الجزائر هناك فن وهناك فنانين مهووسون بجمال الفن الذي يبدعونه، فالجزائر بلدي وافتخر به، لكن لا يمكن أن نستمر بدون دعم مادي ومعنوي للفنان ...وحتى نذهب إلى العالمية، ونحن لا ينقصنا شيء، إلا ثقة الوصاية واهتمامها ووقوفها بجانب الإنتاج المحلي ماديا ومعنويا، وتفتح أمامنا بابا للتسويق، مثل الذي فتحته على مصراعيه للاستيراد، وأحيانا أعمال رخيسة تستوردها بمبالغ باهظة،
يجب أن نسلم زمام الفكر والتعليم والفن لأهله، كفى تلاعبا بفكرنا وإحساسنا ومستقبلنا.
ـ الفيصل: كفنانة كيف ترين واقع الإعلام الجزائري، فيما يتعلق بقطاع الفن؟
ـ نضال: للأسف الشديد الساحة الإعلامية، أضحت اليوم تكرس الرداءة في الساحة الفنية وتبالغ في تقديم الأسماء الواعدة، فحين يقال لي مثلا فنانة قديرة فكأنما قيل لي "اعتزلي الفن" لأنك بلغت إلى قمة عطائك واستنفذت تجربتك الفنية، بينما أنا في أولى بداياتي، لذلك نجد أن الصحافة لا تتمتع بالمصداقية في الوقت الراهن فأنا اشتغلت في الصحافة لمدة أربع سنوات.. وهناك علاقة وطيدة بين الفن والعمل الصحفي، فأنا كفنانة لدي الحس بالواجب المهني في الأعمال الفنية .
