wrapper

الأحد 19 ماي 2024

مختصرات :

كلمة مطلقة, مطلقات هي نعوت لم تسثتن أي واحدة ولم تفرق لا بين التي طُلقت قهرا وتعسفا و التي طُلقت بسبب الضرر ولا بالتراضي ولا من خلعت نفسها.
مطلقة هذه الكلمة باتت السهم القاتل المخترق لقلب الملقبة به دون إستئذان أوالرصاصة القاتلة ..

ذلك الكابوس المُسلط عليها كحبل الإعدام الذي لا يرحم بسبب النظرة الغير عادلة الموجهة لهن من قبل المجتمع بمن فيه أقرب الناس إليهن‪ .‬كلمة, صفة, إسم و نعت بعلامة مسجلة بتعريف دولي لا يختلف عليه إثنان ولا يتيه عنه أي أحد. كلمة تعرف بها هاته الفئة المغلوبة على أمرها ـ في بعض الحالات ـ ولا ذنب لها إلا ما رحم ربي في زمن باتت تُعرف وتُوصف وتُنعت به من كل الفئات دون إسثتناء.
مطلقة: كلمة مدوية قاتلة خانقة ,مفقدة للوعي ومتلفة للأعصاب, أصبحت مدونة ببطاقة حياتها الشخصية اليومة وبأوراق ثبوتية بداية من العائلية ومحيطها الأسري إلى المهنية والإجتماعية حيث أصبحت هاجسا يؤرق حياتها وكابوس يلاحق مئات بل الملايين من النساء بكل الأقطار العربية عامة والتي تتفاقم فيها درجات خطورتها وانعكاساتها الكارثية من بلد لأخر ومن مجتمع لأخر خاصة بالجزائر وبمناطقنا المحافظة.
كلمة: يعاني منها العنصر النسوي بمختلف أعمارهن و مستوايتهن وحالتهن المادية والإجتماعية .. مع تفشي حالات نفسية هيسترية صعبة للغاية جراء المضايقات والإستفزازات والأوضاع المزرية وجملة من المشاكل التي تتفاقم وتزداد كل يوم وباتت موضوع إهانة وتجريح ومساس بكرامتهن و شرفهن و التطاول عليهن .
أصبحت الكثيرات منهن منبوذاتا من المجتمع الذي يرفضهمن و يهمشهن و يمنعهن حتى من الزواج دون سبب موضوعي شرعي يذكر و دون مبرر؛ لا لشيء إلا لأنهن مطلقات و غير مرغوب فيهن .. في ذات الوقت و نظرا لانفصامية المجتمع المنافق، فهن مرغوب فيهن كخليلات، مطلوبات للمجون والليالي الحمراء و مشجعات لسلك طريق الحرام والتشجيع عليه.
مكروهات نهارا محبوبات مرغوبات ليلا .
صفة المطلقة كرهته معظم المطلقات وتسعى للتخلص منه ونفيه جملة وتفصيلا بكل الطرق والوسائل و شتى الطرق , منهن من تسرع في إعادة الزواج خاصة صغيرات السن؛ ذوات العشرينيات و الثلاثينيات,و يكون القبول و الرضا في غالب الأحيان بأي عريس كان حسب وجهة نظر بعضهن و تصريحاتهن؛ لا لشيء إلا لأجل محو هذا العار اللصيق بهن و بأهلهن والمشوه لسمعتهن وبمكانتهن والمدمر لحياتهن وحياة أطفالهن و التأثير على نفسيتهن .. فإجبار الكثير منهن على التشرد و جر البعض للإنحراف .. ولأجل إثبات مكانتهن بين أوساط المجتمع و أفراد أسرهن و بناءا علي عدة عوامل نفسية اجتماعية ؛ من جهة تحاول إثبات بأنهن لسن سيئات ولإقناع أنفسهن بأنوثتهن ومكانتهن من جهة ومن جهة لإغاضة مُطَلِّقِيهن والإثبات لهم بأنهن مطلوبات و مرغوبات فيهن و يمكنهن إعادة الزواج و العيش في سعادة و ثبات دون حاجتهن إليهم ومن ثمة إسكات الأفواه المتشدقة المشوهة المحترفة لأحاديث الإفك و القيل و القال.
والبعض منهن من رفضن هذا الطرح والفكرة و هذه الحلول التي لا تجلب لهن سوى التعاسة والمشاكلو تكرار تجارب مستنسخة للفشل .
وفئة أخرى أقسمت وجزمت وحسمت أمرها ونذرت نفسها لخدمة نفسها وأهلها ومجتمعها بعدما جربت حظها و رضيت بنصبيها و مكتوبها حسب تصورها لأنها فقدت الثقة الكاملة في جنس الرجال و باتت لا تأمن لهم مهما كانت العقود و المواثيق و الضمانات و الإغراءات ...
وفئة أخرى فضلت الإنتقام لنفسها ورد إعتبارها بطريقتها الخاصة وخوض بحر التجارب والمغامرات ولكل منهن وجهتها وتوجهها وتصورها والطريق الذي أختارته لنفسها دون إدراك ولا تميز. غير مبالية بالقيل والقال وغير مكتثرة وضاربة بكل الأعراف والتقاليد عرض الحائط.
وتبقى الفئة المحصورة بين إرضاء نفسها وأسرتها وإسكات مجتمعها بين المطرقة والسندان في حيرة من أمرها أتقبل بالتسمية والوصف أم ترفضه وتصمت للأبد أو تدافع بطريقتها التي تراها الأصلح والأنسب.
أما الفئة المثقفة حسب رأيهن و المتدينات الراضيات بالقضاء والقدر ومكتوبهن مفوضات أمورهن للمولى هن غير مباليات ولا مكثترات للأمر ولا تفكرن فيه أصلا ولم تتأثربه. وفئة المحظوظات اللواتي لقين الدعم النفسي والأسري والإحاطة و التكفل من أهلهن و ذويهن و محيطيهن.
تركة إشكالاتية جد ثقيلة على مدار الأعوام في مجتمع لايرحم ولايقدر ولا يأبه بحالة بالمظلومات المهظومات المهدورات الحقوق المستغلات في مجتمع ذكوري طاغي متغطرس, المعرضات للعنف و التسلط و الإستغلال؛ ناهيك عن المساومة والتحرش و ما شابه ذلك بسبب النظرة السائدة والمفهوم الخاطئ من أقرب المقربين الذي زاد للطين بلة, بالإضافة إلى باقي الأوساط المجتمعية التي ترى في المطلقة سهولة السيطرة وإغرائها للنيل منها وقت ما شاءوا , خاصة ذوات الظروف المادية و المالية السيئة و حالة الفقر والعوز كما أثبته و بينته الإحصائيات والمعطيات بالأرقام من الدراسات والملفات المعروضة على أروقة المحاكم و مخافر الشرطة وباقي الجهات الإجتماعية, وما خفي كان أعظم وأثقل.
إن هذا الوضع التي تعيشه المطلقات من معاناة ومآس ومضايقات داخلية و خارجية و التي لا تعد ولا تحصى, أصبح لا يطاق ولا يحتمل ولابد من حل عاجل.

ـ بقلم القارئ بامون الحاج نورالدين
‎‫ستراسبورغ | فرنسا‬

آخر تعديل على الجمعة, 03 تشرين2/نوفمبر 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :