wrapper

الأربعاء 08 ماي 2024

مختصرات :

 بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

 

 « يعقوب ليتسمان » وزيرٌ موبوءُ وجليسٌ نحسُ
رغم أن التحليلات الطبية أثبتت أنه مصابٌ بفيروس كورونا وزوجته، إلا أنه ما زال مصراً كطائفته الحريدية على مواصلة حياته الطبيعية وكأنه غير مصابٍ وغير معدي، فمضى في تسيير أعماله ومتابعة مهامه، والتنقل في وزارته وبين مكاتبه، غير آبهٍ بالتحذيرات، أو مهتمٍ بالمخاطر التي بات يحملها ويوزعها كيف يشاء على غيره من مسؤولي الكيان ومستوطنيه، رغم أنه المعني الأول بسلامة مستوطنيه وصحتهم، والعمل على راحتهم ومنع انتقال الفيروس إليهم،

ذاك هو وزير الصحة الإسرائيلي الحاخام يعقوب ليتسمان، الذي يصر رئيس الحكومة المكلف بنيامين نتنياهو أن يحتفظ به إلى جانبه وزيراً للصحة في حكومته الجديدة، رغم اعتراض شريكه الجديد بيني غانتس عليه، مما دعا نتنياهو إلى تقديم تنازلاتٍ أخرى مقابل الاحتفاظ به وزيراً للصحة، وبحزب يهوديت هتوراة الذي ساهم في بنائه وإعلاء أسواره شريكاً في الائتلاف.
 
انتشر خبر إصابة ليتسمان وزوجته بفيروس كورونا، وأعلن النبأ للعلن، ودخل وزوجته في حجرٍ منزليٍ قسريٍ، إلا أن أخطاره لم تتوقف بحجره نفسه، وعدواه لم تنتهي باحتجابه عن المسؤولين ومباشرته عمله من منزله، وتوقفه عن الاحتكاك والاختلاط بالآخرين، بل إن دخوله الحجر الصحي أطلق موجةً كبيرةً من الاشتباهات القلقة، والهواجس النفسية المتعبة، وأخذ كل من التقاه وصافحه، أو جلس معه وقابله، يظن أن العدوى قد انتقلت إليه، وأنه أصبح مصاباً، وأخذ المسؤولون الإسرائيليون يتحسسون رؤوسهم، وسكن القلق قلوبهم، وغدا كل واحدٍ منهم يشك في نفسه، فهو قد التقى الوزراء جميعاً في مجلسهم، وقابل رئيس الحكومة مراراً واقترب منه هامساً، واجتمع بالأطباء ومسؤولي الصحة العامة وكبار موظفي وزارته وغيرهم، وهو الأمر الذي جعل دائرة الاشتباه بالمرض تتسع وتكبر.
 
بات اسم يعقوب ليتسمان لعنةً تلاحق المسؤولين الإسرائيليين، الذين ما فتأوا يلعنون أنفسهم إذ التقوه، ويعضون أصابعهم ندماً إذ اقتربوا منه وصافحوه، فقد أصبح في نظرهم مصدر الوباء وأحد مصادر انتشاره وانتقال عدواه إلى الطبقة السياسية الحاكمة، والنخبة العسكرية والحزبية الإسرائيلية عامةً، مما دفع بعضهم إلى رفع الصوت عالياً والدعاء عليه بالموت والفناء، وأن يأخذه الله ويرتاحوا منه، فهو فضلاً عن كونه عقبة سياسية أمام الائتلاف الجديد، فهو وزيرٌ مستهتر، يقدم المفاهيم الدينية على المصالح السياسية، ويقدس النصوص التوراتية ولو كان فيها هلاك شعبه ومقتل أهله، ويريد للتعاليم الدينية اليهودية أن تسود في المجتمع كله رغماً عن أنفه.
 
يصفه العلمانييون بغضبٍ شديدٍ، أنه أصوليٌ منبوذ ورجعي مكروه، فليعد إلى الكنيس والمدارس الدينية، وليترك تسيير حياة الشعب لأصحاب الخبرة والكفاءة، وفضلاً عن أنه غير طبيبٍ ولا مختص بالصحة العامة، فقد دعا إلى استثناء الكُنس والمناسبات الدينية من الحظر، والإكثار من الصلاة وسؤال الرب بتعجيل نزول المسيح المخلص لينقذ شعب الله المختار من الوباء، وهو ما دعا النخبة العلمانية الإسرائيلية إلى اتهامه بأنه ساهم في انتشار الوباء لا في حصاره واحتوائه، وأنه لا يصلح أبداً أن يكون سياسياً فضلاً عن أن يكون وزيراً للصحة.
 
أما الذين جندلهم ليتسمان وأوقعهم معه في شباك كورونا، فهم يزدادون كل يومٍ عدداً، ويتنوعون اختصاصاتٍ ومجالاتٍ، وينتشرون في مختلف المدن والمناطق، إذ لم تقتصر عدواه على رئيس حكومته بنيامين نتنياهو الذي أسرع إلى عزل نفسه للمرة الثانية، بعد أن تأكد له أنه التقى ليتسمان بينما كان مصاباً مراتٍ كثيرةٍ، وربما يكون هو من نقل العدوى إلى مستشارته للشؤون البرلمانية، بعد أن اتهمها بأنها هي التي نقلت العدوى إليه، الأمر الذي يعني أن موظفي ديوانه وأعضاء فريقه بالكامل، باتوا جميعاً في إطار الشبهة بالإصابة، مما حدا بالأجهزة الأمنية إلى إجراء تحقيقاتٍ واسعة لمعرفة جميع من التقى بليتسمان أو اقترب منه وتعامل معه.
 
لم تتوقف دائرة الاشتباه بالعدوى في الذين التقاهم ليتسمان واجتمع معهم، كمدير عام وزارته موشيه بار سمانطوف، الذي تعهد بتعميم العدوى ونشر الفيروس في أوساط وزارة الصحة، بل انتقلت منه إلى الجيش وقيادة أركانه، وإلى جنوده وثكناته، وما زالت دائرة العدوى العسكرية تتسع وتكبر، وليس من المستبعد أن تتوقف اجتماعات قيادة الأركان وكبار الهيئات العسكرية، بعد أن بدأت أخبار الإصابة في صفوف الجيش تتزايد، التي امتدت لتشمل رئيس هيئة أركان جيش الكيان الجنرال أفيف كوخافي، ومعه قائدي شعبة المعلومات والجبهة الداخلية وغيرهم من كبار الضباط الذين أصابتهم لعنة ليتسمان الموبوءة.
 
وكانت من قبل قد انتقلت العدوى إلى رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، وهو الذي ترأس لجنة السرقة وفريق السطو على المعدات الطبية الضرورية واللازمة لمواجهة فيروس كورونا، ونجح عبر شركائه في الجريمة والعالم السفلي في توفير عدة آلافٍ من المعدات التي قالت عنها وزارة الصحة أنها غير مناسبة، ولا تتطابق مع الشروط المطلوبة، مما اضطره بعد إعلان خبر إصابة ليتسمان إلى عزل نفسه والانكفاء عن العمل، في الوقت الذي تزداد احتمالات نقله العدوى إلى الفريق المرافق له واللصيق به، حيث أعلن عن إصابة شريكته في جريمة السطو والسرقة البروفيسور سيجال صدتسكي رئيسة خدمة صحة الجمهور.
 
 لايتوقف عداد المشتبه بهم من لعنة الإصابة بمرض كورونا عن طريق وزير الصحة، فقد لحق بهم رئيس مجلس الأمن القومي مائير بن شبات، وكبار مسؤولي وزارة الصحة، وغالبية أعضاء الكنيست الذين شارك معهم في جلسة انتخاب بيني غانتس رئيساً جديداً للكنيست الإسرائيلي، وما زالت الأسماء تتوالى تباعاً والحالة تزداد قلقاً، فعما قريب ستتعطل كل مرافق الكيان العسكرية والأمنية والسياسية، ومن قبل الاقتصادية والتعليمية والسياحية والفنية وغيرها، الأمر الذي يعني أن الكيان الصهيوني ينحدر نحو المجهول، ويسقط في قعر الهاوية، وسيكون في عين العاصفة وعلى بداية سكة الزوال والنهاية، إذا زاد عدد الموتى وتضاعفت أعداد المصابين، ونضبت عيون المهاجرين وقلَّ عدد المستوطنين.


 
****

 

الموساد من اليورانيوم المخصب إلى أجهزة التنفس الصناعية



يبدو أن عمليات جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" لا تقتصر فقط على عمليات التجسس والمراقبة، وجمع المعلومات وزرع العملاء، وتنفيذ المهام وتصفية الشخصيات في الخارج، وخلق البلابل وصناعة الفتن، وإشعال فتائل الحروب الأهلية والصراعات الطائفية، وتوريد الأسلحة وتدريب المليشيات، وسرقة المعلومات ونشر المخدرات، ومحاربة العلماء وقتل الطلاب النجباء، ­­وغير ذلك من العمليات الأمنية التي تختص بها أجهزة المخابرات الخارجية لمختلف الدول القوية، التي تتشابه تقريباً في مهامها، ولكنها تتمايز في قدراتها وتختلف في إمكانياتها، إلا أن اهتماماتها تكاد تكون واحدة، وقد تتقاطع جهودها وتشترك فرقها الأمنية ومجموعاتها التنفيذية، وتتعاون جميعاً فيما بينها لإتمام مهامها، أكثر بكثيرٍ من منافستها لبعضها البعض.
 
لا تقتصر عمليات المخابرات الخارجية الإسرائيلية "الموساد" على المهام التقليدية السالفة الذكر فقط، وإن كانت قد برعت ونجحت في كثيرٍ منها، حيث تنشط خلاياها الأمنية في مختلف الساحات القريبة والبعيدة، والعدوة والصديقة، بصورةٍ سريةٍ غالباً وعلنيةٍ أحياناً، بل أخذت على عاتقها تنفيذ عشرات العمليات النوعية الأخرى المختلفة، التي تحدد الحالةُ الراهنةُ والمرحلةُ الزمنية مستوى خطورتها ودرجة أولويتها ومدى أهميتها، ومدى حاجة الكيان الصهيوني العاجلة لها، وقد لا تكون المهام أمنية في طبيعتها، أو سريةً في حاجتها، ولكن تنفيذها ليس سهلاً أو قد لا يكون ممكناً.
 
لهذا يلجأ رئيس حكومة الكيان الصهيوني وفق تقديره الشخصي، في حال عجز المؤسسات الرسمية المختصة، إلى تكليف جهاز الموساد بها، لما يتميز به عن غيره من المؤسسات الحكومية من قدراتٍ كبيرة وعلاقاتٍ أمنية واسعةٍ، وتجربةٍ عمليةٍ عميقةٍ، ودرايةٍ فنيةٍ غير قليلة، فقد أشرف جهاز الموساد على عمليات ترحيل آلاف اليهود الأفارقة واليمنيين وغيرهم، وتمكن من خلال عقد جسورٍ جويةٍ مموهةٍ تمر في أكثر من دولةٍ، من نقل المهاجرين اليهود بأمنٍ وسلامٍ إلى فلسطين المحتلة، ومن غير المستبعد أن يكون قد تعاون في هذا الشأن مع أجهزة مخابرات دولية وأخرى عربية لضمان نجاحه في مهمته، وفي المقابل فإنه يزود المتعاونين معه بالمعلومات التي يريدون، وينقل إليهم الخبرة والتجربة التي يحتاجون.
 
اليوم وفي ظل تفشي فيروس كورونا وتزايد مخاطره واتساع نطاقه، الذي اجتاح الكيان الصهيوني بصورةٍ مخيفةٍ، وتسبب في إصابة قرابة أربعة آلاف مستوطنٍ إسرائيلي، توفي ما يزيد على العشرة منهم، في حين أن إصابة عشراتٍ آخرين حرجة، ظهرت الحاجة الماسة في مختلف المستشفيات والمراكز الطبية والصحية الإسرائيلية، إلى أجهزة تنفس اصطناعية، وأجهزةٍ ومعداتٍ ومستحضرات فحص المرضى المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، وهو ما لا يتوفر بالكميات الكافية لمواجهة الوباء والتصدي له، ما أدى إلى عجز المستشفيات وشكواها، فلجأت حكومة الكيان إلى تكليف جهاز الموساد بشخص رئيسه يوسي كوهين، بتوفير المطلوب للمستشفيات من مختلف الأجهزة والمعدات، وهو ما تم بالفعل بسرعةٍ كبيرةٍ وخلال فترةٍ قصيرةٍ، بغض النظر عن  مدى ملائمة الأجهزة والمعدات لشروط الفحص الطبي الدقيق، إلا أنه تمكن من توفيرها من مصادر مختلفة، ذكرت بعض وسائل الإعلام أن أغلبها من دولةٍ خليجية.
 
لا يستبعد المراقبون الإسرائيليون للأجهزة الطبية التي جلبها الموساد الإسرائيلي بطائرة خاصةٍ، سرقها أو هربها، أو يكون قد تعاون بشأنها مع عصاباتٍ دولية، وشبكات الإجرام العالمية، لضمان حصوله على ما يريد من أجهزةٍ ومعداتٍ، وهو الأمر الذي يذكرنا بشحنة اليورانيوم المخصب التي هربها الموساد الإسرائيلي من أوروبا منتصف خمسينيات القرن الماضي، التي تعاون بشأنها مع عصابات المافيا الدولية، بالإضافة إلى صفقات الأسلحة التي اشتراها من تشيكوسلوفاكيا بالتعاون مع العصابات الدولية، وعناصر أجهزة المخابرات الأوروبية التي تعمل بالمال وتنفذ بمقابلٍ مادي.
 
يدرك الإسرائيليون أنهم يعيشون مأزقاً حقيقياً يستهدف وجودهم أكثر من غيرهم، ويضر بهم أكثر من سواهم، فهم يخافون على حياتهم في فلسطين المحتلة، ويقلقون على سلامة مستوطنيهم، ويدركون أن جائحة كورونا قد تقضي على المئات أو الآلاف منهم، وفي حال وقع هذا المحظور فإن مشروعهم الاستيطاني سيكون في خطرٍ شديدٍ، وسيتعرض كيانهم لهزةٍ عنيفةٍ وسقطةٍ كبيرة.
فكيانهم الاستيطاني يقوم على المستوطنين، وبغيره لا يستقيم حالهم ولا يطول وجودهم، وهم في المنطقة والعالم كله أقلية غير كبيرة، ومجتمع مغلق على نفسه وغير منفتحٍ على غيره، وأي اهتزازٍ أو اضطرابٍ في التمثيل السكاني، أو زيادة في عدد الموتى من الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية، سيلحق بهم ضرراً كبيراً وبكيانهم خطراً يفوق الحروب بكثيرٍ، ويمهد حسب اعتقادهم في العقد الثامن الملعون، الذي فيه يزول حكمهم، ويتفكك كيانهم، وتنتهي أحلامهم التوراتية والتلمودية.
 
لا يستنكف الموساد الإسرائيلي عن القيام بأي مهمةٍ تمليها عليه حكومته، ويشعر أنها تخدم مصالح كيانه، وتحفظ أمن وسلامة مستوطنيه، ولا يتردد في اللجوء إلى كل الوسائل القذرة والآليات المحرمة، أو السبل المشبوهة والعصابات المأجورة في سبيل الوصول إلى غاياته وتحقيق أهدافه، ولو كانت على حساب الآخرين أو تضر بهم ولا تنفعهم، فهذه هي طبيعتهم العنصرية التي عرفوا بها، وفطرتهم الخبيثة التي جبلوا عليها.

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
 
بيروت في 2/4/2020

****

روابط لتحميل الملحق الشهري العدد 16 فيفري 2020
https://pdf.lu/3Rba
https://www.fichier-pdf.fr/2020/03/17/------16--2020/
‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
‎لتحميل الملحق الشهري العدد 16 فيفري 2020
‎و مشاركته عبر التويتر أو الرسائل القصيرة هذا الرابط الخاص:
https://pdf.lu/4AJK
‎المسنجر و البريد الإلكتروني و واتس آب استعملوا هذا الرابط :
Fichier PDF ‎⁨ « ملحق الفيصل الشهري العد16فيفري 2020 »⁩.pdf
‎لمشاركته على موقع أو مدونة يجب نسخ هذا الرابط و لصقه على محرك البحث:
Pour télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéro 16 en 
format PDF, cliquez ou copiez lien au-dessus :
*****
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
@elfaycalnews
: journalelfaycal
‎ـ أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الإثنين, 06 نيسان/أبريل 2020

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :