wrapper

الجمعة 26 أبريل 2024

مختصرات :

ـ انطباع موضوعي ذوقي:لخضر خلفاوي *

 



-أعرف أنّي لن أغَيّر شيئا من الواقع السائد و لن استطيع إقناع الناس بفضل الفضائل و بقبح الرذائل و الفواحش ما ظهرَ منها و ما بَطنْ.. لكن ضميري و تربيتي و مبادئي و رسالتي يُحتِّمونَ عليّ جميعهم عدم ادّخار أدنى جهد في محاربة ( الضلال ) و الفساد أينما وُجدَ .. أعرف أنّي لَنْ أُبدّل تبديلا و مع ذلك لن استكين و لن أهادن و لن أُداهن هكذا ظواهر و أوجه الفساد المتفشية في المجتمع العربي الإسلامي المحافظ .. فحراكي الفكري الأدبي و الثقافي و الإعلامي متواصلا عسى أن يكون ( مكتوبا في صحيفتي ) و مدوّنا كتبرئة لذمّتي و ذمّة قلمي فالكتابة ( مسؤولية أمام العباد و ربّ العباد ) و سنسأل عن ما كتبته أيدينا يوم الحساب .

 


و لأني أؤمنُ بأن "كل فكر يجب مناطحته بفكر مضاد ، فإذا انعدم الفكر المُضاد مات التفكير و عمَّ الفساد في الأرض".. من هذا المنطلق و المبدأ أواصل عبر كتاباتي في التعرّض لكل ما هو ( معول هدم و ناشر للفاحشة و الآثام في المجتمع) بحجة حرّية التفكير و التعبير و الكتابة و تقديس ( المُبدع و تحرير النّص) و وضعهما فوق كل الاعتبارات مُقدّسة كانت أو ثوابتا مجتمعية متوارثة منذ القدم ..
 سألتُ صديقا فرنسيا ذات يوم في نقاش ودي مفتوح على كل المواضيع سؤالا استنكاريا عن « كيفية إغواء و إغراء الشيطان للإنسان ؟ » فاجابني بما يلي بعدما انفجر في وجهي ضحكا من سؤالي المباغت:
-Il  (le satan) enjolive les actes et les attitudes pervers entrepris par l’homme (l’individu), d’une façon qu’il juge ses attitudes comme de meilleurs actes …
ترجمة رده هي كالتالي : الشّيطان يُزيّن للإنسان السلوك السيّء و الأعمال الفاجرة ، فيراها من أحسن أعماله ».. ذكَّرني هذا الرد و هذا الموقف بما فعلته و تفعله بعض أجناس الأدب العربي في إحدى تياراتها المستحدثة و هي الرواية التي تحمل « الخطاب القَحْبَوِي -العهري» أو الإباحي و السفاحي أو الماركسي اللاديني و المُرغّب في الإلحاد للذين عندهم قصور ( فكري ، أخلاقي و تربوي و معرفي ) .. هكذا فكر كُساحي عقيم مريض عليل موجه  لعقل القارئ المكبوت قليل التجربة 
أعمال  - آثمة- كثيرة تناولتُ بعضها في السابق ، أعمال وصفت بالرواية التي عملت على ضرب (المنظومة الأخلاقية ) و اختراقها من خلال هشاشة و كبت  شريحة من الشباب العربي ( قرّاءًا و مبدعين ) ؛ المكبوتين عاطفيا أولئك الذين عندهم -نهم و هوس" بالخطاب الجنسي و المهيّئين لتبني خطاب  إثارة  الشك في العقيدة و الايمان و بث السخرية منهما و إبداع السخط المبرح و النقمة على الدين و المجتمع  ، توجهات كتابية جعلت إما لـ استثارة الاستمناء أو لتوسيع نطاق الشك العقائدي أو لتبرير الزنا و العهر بحالات الفقر و التطرف المجتمع الديني و نفاق أفراده .
؛ تابعوا بعد هذه الأسطر  المصحوبة بقراءات انطباعية ذوقية - في غاية الموضوعية - لنرى ما إن كان هذا العمل الذي تناولته ينتمي إلى قائمة الأعمال الأدبية   « الآثمة »  أولا . هل هذا العمل يعتبر نفاية أدبية فكرية أو هو خارج تصنيفي المعتمد .. لنرى إذن ما تخفيه رواية عربية ذاع صيتها و تصدرت أعمالًا روائية في مبيعاتها و نالت جوائزا ؛ و أنتج مسلسلا تلفزيونيا كويتيا رمضان 2016 .. علما أني شخصيا لا أثق في الجوائز العربية الأدبية و العالمية بحكم ابتعادها عن الموضوعية و تدخل حسابات و سلوكات غير أدبية و لا أخلاقية تقدم أعمالًا و تؤخر أخرى حسب قناعات لجان التحكيم التي تبقى دائما مشبوهة !.
الرواية تحمل اسم " ساق البامبو " لمؤلفها الكاتب الكويتي سعود السنعوسي -إصدار ٢٠١٢. الرواية من ترجمة « إبراهيم سلام ».
« ساق البامبو » دون أي شك و لا لبس هي رواية سردية فائقة الوصف للمأساة الإنسانية المعاصرة.. تحكي الأوجه الحديثة للعبودية و لاستخدام و استغلال ضعف و ظروف المرأة  في مجتمعات هامشية هشة لتحولها إلى سلعة أو بضاعة و منه يتم أشيأة إنسانيتها .
ـ ما لفت انتباهي في تفحص عن قرب هذه الرواية الموزعة على ٤٠٠ صفحة هي اشتراكها المتلازم الشبه التام مع الأعمال السابقة التي تعرّضت لها من باب انطباعي ذوقي -ساخر-  التشاوبه في كثير من الثيم الفرعية للثيمة العامة و هي : الدعارة و الزنا ، الفقر ، الضياع الإيماني العقائدي ،سلطة الذكر، المخدرات و الخمر .
- *أدرج هنا في هذا العمل  عيّنة من المحطات السردية المهمة لرواية "ساق البامبو " ص ٤٠٠ ص- الطبعة الأولى عن  .- الدار العربية للعلوم ناشرون  - . للوهلة الأولى ندرك جليا أن هذه الرواية جد جدلية و  متميزة في سردها عن باقي الروايات التي تناولتها بانطباعاتي ، حيث اتضح مذ البداية الأسلوب الخاص خارج التصنيف الذي وضعته للكتاب و الكاتبات الذين تطرقت إلى أعمالهم . ملخص العمل يتناول ظروف " العمالة " الأسياوية داخل و خارج بلدانهم أي منطقة الخليج العربي و الشرق الأوسط . الرواية ركزت بشكل مكثف و حصري على العمالة الفلبينية في الكويت و تحديدا الظروف الشائكة التي تواجهها النساء في الفلبين بسبب الفقر و استفحال موجة " السياحة الجنسية " و استغلال فتيات البلد و ظروفهن الإقتصادية .. مما سمح بتزايد  ولادات لأطفال يُجهل نسبهم بسبب تفشي ممارسة الزنا مع الأجانب . "هوزيه " هو الشخصية المحورية المسرودة في هذه الرواية ، نتاج زواج - عرفي - بين مواطن كويتي و خادمة فلبينية كانت معجبة به بسبب دفاعه عنها من العائلة فحدث ميول عاطفي و تجاذب أحدثه الحديث عن أفكار الشخصية الفلبينية الوطنية التاريخية «  خوسيه ريزال » .. ومن جانبها كانت تفضل الإستفراد به في مكتبه وقت غفلة أهله ـ ليلا ـ  حتى حدث حملها فيما بعد .. ثم تم طردها من الفلبين و رضيعها من قبل عائلة " راشد " التي ترى ما جرى بمثابة الكارثة الأخلاقية التي لا تغتفر . و دفعت  الخادمة  « جوزافين »  و ابنها ثمن هذا القرار القاسي بعد ترحيلهما إجبارا إلى موطنهما الأصلي ـ الفلبين ـ حيث الفقر المدقع و الآفات المصاحبة لهذه الحياة ، دعارة ، مخدرات ، خمور  و ضياع اجتماعي رهيب ... لكن هذه الأخيرة لم تفقد الأمل في عودة ولدها " هوزيه " يوما ما إلى أرض والده و يسترجع حقوقه كإبن شرعي و كوريث لراشد عيسى . يسرد الكاتب على لسان بطله (هوزيه موندوزا) ببلاغة و إبداع ظروف حياة آبائه و أجداده و إناثه؛ موطن أمّه و موطن ترعره فيه  مع كل تفاصيل حياته :"تتحوّل الفتيات هناك إلى مناديل ورقية يتمخّط بها الرجال الغرباء.. يرمونها أرضا..يرحلون..ثم تنبتُ في تلك المناديل كائنات مجهولة الآباء.ص١٨".(…) فأبناء الفليبينيات من آباء كويتيين ،خليجيين و عرب و غيرهم كثر . أولئك الذين عملت أمهاتهم خادمات في بيوتكم ».
يحاول "هوزيه" تبرئة  ذمة العاهرات أو التعاطف السردي مع الرذيلة و الزنا بالدفاع عن شرف قومه و شعبه و عائلته و إناثه بتجريم المسبب الرئيس لانتشار "سياحة الجنس " و تساهل " الفتاة الفلبينية " في منح شرفها لكل طالب عابر مقابل المال ، فالمشهد ـ حقيقة  ـ ليس متعلقا باغتصاب الأجانب لفروج الفلبينيات و أنما هو اقتصاد سوق قائم بحد ذاته في هكذا مناطق من العالم يخضع لمقياس العرض و الطلب ، حيث حوّلت بعض النساء أنفسهن إلى بضاعة للمتعة و الاستهلاك  فيكتب السّارد: « هناك من يمارس الرذيلة لإشباع غريزته ، و هناك ، مع الفقر ،من يمارسها لإشباع معدته !و الثمن ، في حالات كثيرة ، أبناء بلا آباء. ».
ـ تقول أم البطل على لسان هوزيه: "كل شيء يحدث بسبب و لسبب.. هذا ما تردده أمي دائما ، و إذا ما بحثت عن سبب لما يحدث لا أجد سوى الفقر منتصبًا أمامي"(…) بدأت آيدا*( *خالة أم البطل ) صعودا في عملها إلى القمة ، نزولا في ذاتها إلى القاع . … نادلة في حانة تفترسها أعين السكارى و ألسنتهم القذرة ،ثم نادلة في ملهى ليلي تزاحمها الأجساد المتعرقة و تلامسها الكفوف الوقحة ، ثم راقصة في نادٍ للعراة تلتهمها الأعين الأعين الجائعة ، و هكذا ، إلى أن نالت أعلى المراتب و أدناها في عالم الليل ».
-يسأل  ( الأم ) الكاتب أو السارد من خلال بطله صاحب هذه المذكرات " هوزيه"  :"هل يذهبن إلى الجحيم ؟" يتحدث عن مصير فتيات الليل اللائي يتسللن إلى أرصفة الشوارع ما إن تغيب الشمس كسرطانات البحر التي تعربد في رمال الشاطئ، ما إن تغيب المياه في الجزر. " ، فتجيب أم البطل بشك كبير عدا يقين انزلاق الرجال نحو الجحيم    :"لستُ أدري و لكنهن - حتما - يقدن الرجال إليه" تعني جزاء الشركاء ، الفاعل و المفعول به ، العارض و المستهلك.
ـ بعد تقدّم مرحلة الحمل - أشاعت آيدا خبر حملها لوالديها في وقت متأخر ؛علما أنها أسقطت عن قصد عدد من الأجنة في بداية الحمل من غرباء تجهل هويتهم نظرا لكثافة  ممارستها للزنا  و الرذيلة مقابل مال و مزايا - ، بعد أن طُردت من العمل ، و بعدما أصبح إسقاط الجنين أمرا مستحيلا، و أخبرت كل من والديها بأنها لن تعود للعمل*( *ممارسة البغاء و الدعارة ). يضيف بطل الرواية  تبرير ما آل إليه الحال :"-إثر ذلك ؛ - انقطع العلاج عن جدتي .. ساءت حالتها .. تدهورت ..و بقي جدي منصرفا إلى مصارعة ديوكه." ، يعني أن العائلة  فقدت مُعيلة مهمّة و مُنفقة أساسية و مفصلية و هي ( آيدا)،" أحد أعضائها المهمين في الوقت ذاته تهبهم آيدا ( الحية -المفقودة ) و تضمّ إليهم عضوا جديدا *(*اللقيطة إبنة البغاء و الزنا ) ، و في الوقت الذي تفقد العائلة (الجدة التي لفظت آخر أنفاسها ) تنفّست فيها -ميرلا- بنت آيدا -مجهولة النسب -أوّل أنفاسها … جاءت ميرلا بشكل جديد ، كانت فليبينية الملامح لو لا بشرتها البيضاء المائلة للحمرة ، و شعرها البني ، و عيناها الزرقاوان ، و أنفها البارز . كانت - جوزافين- والدة بطل الرواية بلغت العشرين حيث يُبرّر السّارد :" كانت الاستثمار الأمثل لنيابة آيدا المتفرغة لتربية ( اللّقيطة ) و لضمان استمرار العائلة … في ظل ّ انصراف الإبن الوحيد - بيدرو - عن شؤون أبيه و أُختيه و انشغاله الدّائم في البحث عن عمل .". ص٢١.
  و منه ـ يؤدلج ـ هنا الكاتب بأسلوبه المائز و يفرض وجهة نظرته في تبرير  الرذائل و البغاء و يجد لها باب إقناع لـ التخفيف من درجة قبح الرذائل  . فيحاول من خلال سرده - المتعاطف - وصف عائلة بغي تقتات من البغاء و العهر من كبيرهم إلى صغيرهم ، باستعمال و توظيف بناتها في الدعارة و استغلالهن في الفاحشة و توفير لـ الرجال الأجانب الوافدين  المتعة الجنسية في إطار  "سياحة جنسية مستديمة " تعتمدها بعض جهات و مناطق الفيليبين . و من خلال منهجية السّرد المرتكزة على تجريم ( الفقر و الجوع و الحاجة ) أي تحميل الفقر ظاهرة البغاء و الفسق،  و هي سبُل قديمة و معروفة ، تجارة سهلة لا يلجأ إليها في الغالب إلا البُغاة و الزناة الضعفاء الذين لا يريدون العيش بطرق شريفة و نظيفة .
*
" رغم إدراكي بأني سأسدد نصف ما أجنيه من العمل في الخارج*(*الكويت )إلى جماعة البومباي و سأدفع بالنصف الآخر إلى أسرتي . قبلتُ بالأمر - عن طيب خاطر - طالما أنهم سيتقاسمون أموالي و يتركون لي ( حرّية) التصرف في جسدي .. - أهبُهُ- لمن أشاء ".. تقول معترفة برضاها " جوزافين" أم البطل "هوزيه " و اقتناعها بالمسار و الخيارات التي اتخذتها و لم يغصبها أحد ، بل استدانت مبلغا ماليا كي ترشي صاحب الملفات المرشحة للعمالة الموجهة للشرق الأوسط و الخليج ، جاء انطباعها بعد تأكّد سفرها و حصولها على عقد عمل في الكويت كخادمة في ببيت كبير لأرملة تعيش مع ولدها البكر و بناتها الثلاث.
*
تبدأ غربة الإبن " هوزيه " و تتكاثر في عقله و نفسه أسئلة وجودية عقائدية ، بداية رحلة نحو الاعتقاد و اللااعتقاد ، الشّرك ، الابتعاد ، الاله  لا إله :" .. لكلّ منّا دينه الخاص ؛ نأخذ من الأديان ما نؤمن به، و نتجاهل ما لا تدركه عقولنا ، أو - نتظاهر - بالإيمان (نفاق الناس و الكذب عليهم) ، و نمارس طقوسا لا نفهمها ، خوفا من خسارة شيء نحاول أن نؤمن به ". ص٦٥.  يواصل في السّرد هوزيه متسائلا : « أحب تلاميذ بوذا … أتراني بوذيا من دون أن أعلم ؟ و ماذا عن إيماني بوجود إله واحد لا يشاركه أحد .. صمد .. لا يلد و لم يولد ؟. ماذا أكون ؟. قدري أن أقضي عمري أبحث عن اسم ، عن دين و وطن . ص ٦٦.
ـ كل يوم تزداد الهوة العقائدية اتساعا في عقل و قلب "هوزيه" ، كانت " جوزافين" والدته تشعر به و بضياعه و انشطاره فتسدي له في كل مرة النصح و التوضيح عله يختار ربا من الأرباب المتكاثرة في محيطه :
 « إذا كنت ستختار دين أمك فإنّ عيسى هو ابن الرّب 
، و إن كنت ستختار دين أبيك فإنه*( *عيسى) نبي مُرسل من عند الله . في الحالتين يجب أن تحبّ وأن تعتز باسمك . " ص٧٢.
لكن كلما ازدادت الأوضاع سوادا و المعيشية استياءًا تضيق السبل أكثر و تشتدّ و تتدعّم التنازلات من أجل الحصول على المال هذا هو حال الوالدة  و المولود ( جوزافين و هوزيه):
« لم تستقر أُمّي طويلا ، مع ازدياد احتياجاتنا ، حتى شرعت في التفكير في السفر من جديد ، و بعد أن بلغ أدريان شهره السادس سافرت ( مجددا ) أمي للعمل في البحرين، لتتركني و أخي الصغير في رعاية خالتي آيدا لثلاث سنوات. « الفقر يدفع أما لترك أطفالها لدى امرأة استبدلت حمرة عينيها ببياضهما بسبب افراطها بتدخين الماريخوانا!؟. ».
كانت " جوزافين " لا تبحث عن رجل يؤنس ضياعها و وحدتها بل  كانت في الحقيقة تبحث عن « ذكر » يدفع المال مساهما لسد حاجياتها الشخصية خاصة بعد ميلاد ابنها الثاني من « ألبيرتو » الرجل الآخر ، لهذا يواصل صاحب " المذكّرات المروية و المترجمة " في  تبرير العهر و الدعارة و الإدمان مُرجِعُهُم إلى  الفقر و الحاجة ! "فألبيرتو*( *زوج جوزافين الثاني ) ؛ كما تعرفين لا يحب زيارة بيتنا حيث مضايقات أبي و الحاحه الدائم بطلب المال .لا أحب أن أخسر هذا الرجل ، و إن كان كل الرجال أوغاداً ».
في ظل هذه الدراما المسرودة و المأساة الإنسانية و الضياع على كل الأصعدة يواصل " هوزيه" تكسير و تهشيم " بوندورا" الأسئلة ، محاولا معرفة محله من الإعراب الروحي الديني المذهبي النسبي الجذري الهوياتي ، أسئلة تشبه إلى حدّ كبير كما يصفها هو شخصيا بـ  " طنين " النحل داخل دماغه :"من كان بوسعه أن يقبل بأن يكون له أكثر من أم .. أكثر من اسم.. أكثر من وطن .. أكثر  من دين ..؟!".ص ١٠٢(…) "كنتُ مثل شجر البامبو ، لا انتماء لها ، تقطع جزءًا من ساقها ، تغرسه بلا جذور ، في أيّ أرض، لا يلبث الساق طويلا حتى تنبت له جذور  جديدة.. في أرض جديدة .. بلا مَاضٍ..بلا ذاكرة ..لا يلتفت إلى اختلاف الناس حول تسميته .." حتى تلك القشّة العاطفية التي كان متمسكا بها في أحلامه و المتعلقة بتعلقه بابنة خالته ميرلا ( حب من طرف واحد ) لم تعد قشة من أصل ، كانت مجرد حلم و احتلام ضائع على جميع المستويات في سن حرجة :
« في الأحلام نلت ميرلا ..و في الواقع ماريا فعلت .. رغم ذلك لم استطع طرد ميرلا من قلبي .. لم يُحل الدّين دون رغبتي في الحصول عليها ..و لم يصرفها ميلها لجنسها عن زيارتي في أحلامي ..و .. يقظتي ».
ص١٢٦. مع مرور الأيام و تقدمه في السن شيئا فشيئا  تشتدّ حيرته الوجودية الشاملة يستمر في جدلياته مع المحيط ، مع أفراد مجتمعه مع السماء ، لكن جدله و الشّك في كل شيء  المتواصل يزداد في عمقه و لا أحد يجيبه و يساعده في تجنيبه تيهه الكلي :
*ـ « الشّك في الله يعني الشّك في ضمير المرء ، و هذا يؤدي إلى الشّك في كل شيء"! *خوسيه ريزال. شخصية وطنية و أدبية في الفلبين.
ضلال عيسى… يبدأ في تفاصيل هذا الفصل:
« زعزع إيماني الضعيف . لأول مرة أشعر بأني وحيد ، و بأنني أملكُ مصيري بيدي ، شعوري بالفزع انتابني حين شعرتُ بأنّ لا ملجأ إليّ سِواي".. الكاتب السّارد على لسان بطله هوزيه ":(*عيسى صاحب الأسماء التي توحي إلى شخص المسيح ) يناطح بفنية سردية  المعتقد الإسلامي في الآية الكريمة من سورة التوبة :"وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَاب عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ".. و هو شعور يوحي بعدم الإيمان، سلوك  قريب إلى معتقد اللادينيين و الملاحدة ، تناوب فترات الشك و الضياع في جدلية القادر و المقدور عليه و القضاء و القدر و العابد و المعبود …  لهذا اغتنم خاله -بيدرو - في اسداء النصح له :"حتى تذلل مصاعب العمل ، حسّن علاقتك بربّ العمل ، و كي تذّلل مصاعب الحياة علاقتك بربّك.".ص١٣٢-١٣١
ـ عدم استقرار بطل الرواية "هوزيه "  على شيء و تبعثره و ازدواج أفكاره و رؤاه ، فقبل سفره إلى الكويت كان هوزيه يصلي في كنيسته :"لا أحد يعرف ماذا ينتظرني سواك أبانا الذي في السماء ..في يدي جوازي الأزرق .. و في قلبي شيء من إيمان أخشى ألا أحافظ عليه .. أعني على الإيمان بك .. و ابقِ معي في سفري .. و ارشدني  إلى ما فيه الخير  و بدّد شكوكي .. أبانا الذي في السماء .. هل أنتَ حقّا في السّماء ؟ أجبني .. بحق ملائكتك …بحق ابنك المسيح و العذراء .". ص ١٧٨.
وجب عليّ  التنويه بأمانة لصورة الذنب المقترف في السابق و المُكنّاة بطنين النحل  بسرد إبداعي  جمالي  فني مُلفت :*  « صلّيتُ ، و صلّيتُ كثيرا ، و لكن .. طاب لـ - طنين - النحلة البقاء داخل رأسي طويلا ". ص ٧٠.
*
*كاتب ساق البامبو مبدع في كل التفاصيل و هو يسخر مبدعا أيضا و هو يسرد خطاب بطله من خلال " عيسى/هوزيه " الذي اقتادته  أخته " خولة "  إبنة إيمان لأول مرة إلى مكتب والده المتوفي راشد :"تقدّمتُ نحو  صورة على أحد جدران .صورة بالأسود و الأبيض لرجل عجوز بجبهة عريضة جدا و شعر غير مهذّب و حاجبين كثّين و شارب أبيض و لحية طويلة بيضاء متشعبة تصل إلى منتصف صدره . التفت إلي خولة :
ـ أظنني عرفت هذا الرجل ..
ـ تقدمت إلي أمام الصورة . قالت..
يجب أن تعرفه يا عيسى..
نظرت إليها بابتسامة واسعة :
ـ  هذا جدي عيسى صحيح !؟.
كتمت ضحكاتها..ثم اندفعت نحو باب الغرفة توصده. انفجرت ضاحكة :
ـ  هذا "تولستوي" يا عيسى ..أعظم روائي روسي ..(…) ص ٢٣٤/٢٣٥
* أيضا  هذه الصورة الساخرة العميقة في سرد الكاتب الذي يصف بإبداع مُلفت تعنّت و تحجر و عنصرية عقلية الجدة و عدم تقبل أن راشد ولدها الوحيد المتوفي ترك لها إبنا من زواج مختلط و أصبح وريثا شرعيا - رغم نزعة الرفض - فجيناته ممتزجة بالجينات الفيليبينية؛ حتى أنها تراه دائما كأجنبي حين وجدته  في خلوة مع أُخته خولة و هي نتاج زواج مئة بالمئة عربي كويتي:
« في وقت لاحق أخبرتني خولة أن جدتي لا تثق بي ، و أنها لامتها على وجودي معها في غرفة المكتب لوحدنا و الباب موصد . قالت لها:
« لا يصلح أن تبقيا معا .. أنتما الإثنان .. ثالثكما الشيطان ". انصرفت خولة مع جدّتي ، خرجتُ أنا  الآخر عائدا إلى غرفتي ، تاركا الشيطان وحيدا في غرفة
  مكتب والدي -".ص٢٣٧.
يتحدث "عيسى " ساخرا من حاله و من سخرية القدر عن بروز ليونة جدته مُذ أن بدأ يدلك ساقيها :"يبدو أن قبولي لديها قد بدأ من الأسفل، من قدميها ، مرورا بساقيها ، وصولا إلى ركبتيها .هذا جيد إلى حدّ ما ، كنت أقول لنفسي ، و عما قريب سأتجاوز ركبتيها صعودا إلى قلبها . ليتني استطيع تدليكه ، لعله يلين . لا أريد شيئا أكثر من ذلك." قفلة هذه الفقرة قاتلة !.
ص٢٥٤.
*
يتواصل الشك و الضياع العقائدي لدى بطل الرواية "عيسى" -هوزيه- و حتى بعد التقائه صدفة في المسجد بالكاتب و المراسل الصحفي و المترجم و الداعية إلى التوحيد و الإسلام "إبراهيم سلام" ؛النسخة الطاهرة و السليمة للإبراهيمية و للسلام و الذي أهدى "عيسى "  تحفة سينمائية على صيغة « دي في دي  لفيلم الرسالة من بطولة "أونتوني كوين " لكن لم تتبدد لديه أو تنزع  من تفكيره  حالات لا دينيته أو ضلاله الإيماني و حيرته  فيعمد في كل مرة طرح أسئلة جدّ علمانية جدلية  تبطن سخريتها من تناقض المسلمين مع عقيدتهم بين النظري و التطبيق السلوكي و  التطرّف الناتج عن سوء فهم النصوص المقدسة و يتضح ذلك من خلال سردية الكاتب على لسان بطله الرئيس « هوزيه » :"… متجها نحو سريري و الحيرة في رأسي . أيهما الإسلام ؟أهو الذي شاهدته في الرسالة أم الذي قضى على حياة مخرج الرسالة؟ أهو إسلام  سلطان جزيرة ماكتان؟ أم إسلام جماعة أبو سياف في مندناو؟. الحيرة ، الخوف ، و الشّك بملأونني . ترى هل استوطن الشيطان عقلي في الوقت الذي كنت أُهيء فيه قلبي بيتا لله ؟." ص ٢٧٣.
*
تنقلب مواجع " عيسى " عندما يقرأ رسالة إبنة خالته آيدا المومس و تدعى ابنتها ميرلا ؛ هي ابنة لا شرعية ، لقيطة يُجهل نسبها الذي فيه ملامح أوروبية ، في رسالتها بعدما ضاقت ذرعا بالرذيلة اللصيقة بها تطلب أخبار " عيسى" أو -هوزيه- ابن خالتها جوزافين المقرب إليها قبل مغادرته الفلبينين و سفره إلى الكويت:"لستُ أدري أن كنت اعتنقت الإسلام في بلاد أبيك أم لا تزال  تهيم على وجهك في البحث عن الله في ديانات مختلفة. على كلّ صلّ من أجلي ، أدعُ ربك أن يزيل خطايا ميرلا ، ابنة خالتك التي تحب. أريد أن أكون نقية ، لأن ريزال يقول يجب أن تكون -الضحية - نقيّة لكي تُقبل التضحية ».
/
«  أنا أشكّكَ في معجزاتك الباطلة ! و هل يرسل الله الأمواج تدكُّ بيوت المؤمنين حول المسجد ليصدّقّ من لم يؤمن بالله بأن هذا الدين حق!؟" يواصل " عيسى " أو « هوزيه » بطل الرواية  بلا دين و لا يقين ، تائها و معتمدا بمنطقه العلماني يجادل  النسخة الصحيحة للإنسانية الكاتب المترجم « سلام أبراهيم  » و يسخر من أمثلته…حيث يتمادى في التشكيك في وقائع مسرودة في القرآن و يسخر منها :"البراق ، الدابة التي امتطاها رسول الإسلام ليلة الإسراء و المعراج ، من مكة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس . مجسّم براق و صليب و تمثال بوذا و أنيتو و أشياء أخرى يعزّز الناس إيمانهم بواسطتها و معجزات ـ مُفتعلة - ، لم يكف الناس بمعجزات وقعت في أزمان بعيدة ، كانت حكرا على الأنبياء مع نشأة الأديان ، ليبحث كل مؤمن مفترض عن معجزة لا وجود لها ، يخلقها ، يؤمنُ بها ، و لا يكشف إيمانه عن شيء سوى مقدار الشكّ في نفسه ". ص ٢٠٠٠.
/
يتحدث "هوزيه " عن عدم استقراره على مذهب عقائدي إيماني  و هو يفكر في  صديقه  الكريم معه  « سلام إبراهيم »: « لم أقل له أنّني لستُ متأكدا من كوني مسلماً بعد ،فأنا لا أزال - أتلمّس - طريقي . ».
/
-القارئ لهذه الرواية يشعر مباشرة أنها رواية مئة بالمئة فلبينية بروح تايلندية و  مسرودة -بعد الترجمة - بلغة عربية مبينة »!
*سرد الرواية هو سرد حرّيف و يجعل من بعض التفاصيل الدمغة القاطعة على قوة السارد الإبداعية ؛ إقحام " الببغاء " و كيفية ترحيبه و تسليمه على الداخلين إلى بهو قاعة الاستقبال و ردة فعل الخادمة ، تنمي على ذكاء إبداعي للكاتب في إضفاء سحر السّرد و الروي في منجزه .ص ٢١٧
*
ما لفت انتباهي في كتابات مبدعين كثر مخضرمين و معاصرين و مبتدئين مقلدين أنه  يسهل عليهم مهاجمة الدين أو نقده من خلال سلوك المنتسبين للدين و الغرابة تجدهم في الحقيقة أنّهم  منبثقون و - منحدرون -  من تجارب محشوة بالخطايا و المخالفات الشرعية المرتكبة في حياتهم خلال تجاربهم و خير دليل على ذلك في رواية " ساق البامبو " "هوزيه ، أو عيسى " صاحب مذكرات البطل الرئيسي المروية أين نراه  ناقما على هويته المشبوهة ، تختلط عليه تفاصيل حياته المأساوية و لا يدري إن كان إبنا شرعيا أو مجهول النسب  حيث نتج عن زواج مشبوه  إثر علاقة جنسية تمّت في الخفاء بليل على قارب بعيدا عن أضواء الشاطئ   و الأعين الفضولية تصحبها ورقة تفيد أنه زواج - عرفي - ،  و ترعرع منذ طفولته و أشهره الأولى إلى غاية بلوغه في الفلبين في وكر الفساد و الدعارة و المخدرات و تضارب العقائد في محيطه و تفكيره و  أهم مرحلة في حياته الحساسة عاش تحت كنف أمه حيث  تهب جسدها لمن أرادت -بحجة الفقر و الاحتياج - بعد التخلي عنها و طردها من طرف الكويتي "راشد "  الأسير في الحرب ثم المستشهد ،  تستمر جوزافين  في تحيّن و اصطياد - حسب تفاصيل الرواية-  الفرصة  لتكرار تجربة العمل خارج الفلبين ( البحرين ) و داخله  ..كل الأسرة و العائلة( الوكر )  في غاية الضياع ؛  خالة مدمنة الدعارة و المخدرات ، و إبنة خالة لقيطة ، عاقة و منحرفة أخلاقيا و مثلية و جد منحرف، مقامر و مريض و  غير  مسؤول؛ « الكل العائلي الأسري » في و سط الفقر  المدقع .
*
مآل "عيسى " في الرواية مآل مخزي و مؤسف ، حيث بدا ـ في نهاية التجربة ـ ضعيفا جدا و جبانا ، لأن ما أبداه من أفكار و رؤى إزاء يومياته في الكويت ليس سلوكا ينم عن قدرته على التسامح أو الترفع ، و إنما هو جبن ظاهر بوضوح و ضعف كبير لافتقاره للإيمان الصادق بقضيته .. كل ما فعله كان تمثيلا في تمثيل أنه يريد استرجاع نصف هويته الضائعة في الخليج .. لم يبدِ أي مقاومة و كان عليه أن يتجلّد و يدافع عن وجوده كمواطن كويتي غير منقوص و يتحدى الخطوط الحمراء و القوالب و المكابح  التي وضعتها في وجهه عائلة والده و خاصة جدته و عماته .. سقط في أول اختبار حقيقي لإثبات وجود و استرجاع نصف هويته بقوة ..بل خان إرث والده و تنازل عنه .. كانت لديه كل الوسائل القانونية لكي ينتزع حقه من ورثة والده دون أن يضطر للاستسلام و لكنه فضل الهرب ؛ كل هذا لأن الاقتناع و الإيمان بجذوره الأخرى كانت سطحية لم يتشرب بها و لم تتغلغل في دمه ، فبسهولة غيّر و بدّل قميصه و بزته و من عيسى عاد إلى سيرته الأولى " هوزيه " و لم يقتنع بأسلمة و تعريب كنيته في الضفة الأخرى (الخليج)… من شَبّ على معتقدات و أفكار من الصعب اقتلاعها و اجتثاثها فمن المؤكد أنه يشيب عليها إلى آخر رمق ـ من ضياعه الوجودي ـ  .. لم تفد و لم تجدِ نفعا  تشجيعات والدته و لا علاقاته بالعرب و المسلمين و لا المحيط الخليجي و لا جواريته بدور العبادة و لا بأي عنصر عربي مسلم .. تربيته مُذ النشأة و تعاليم بيئته في الفلبين و ثقافة جده مندوزا الفلبيني و أمه و المنسوج  أو الخلطة الثقافية البوذية ، الكاثوليكية ، متجذرين في كل خلية فيه . لا يمكن أن يكون شخصا مختلفا آخرا عدا أن يكون حصريا الـ " هوزيه مندوزا " تستعمره حتى النخاع أفكار "خوسيه ريزال " فهو أبه كما الملايين الروحي و إلهه و دليله و بوصلته حتى لو كان في قاع الجحيم ، لا يستطيع أن يتأقلم مع بيئة أخرى عدا بيئته محاطا بأغصان " البامبو " . السؤال المطروح هل كان « هوزيه » أهلا لذلك الإرث الكويتي ؟ و هل موقف جدته " غنيمة " و بناتها كان سيئا و ظالما أو كان اختبارا و استماتة للدفاع عن إرث راشد من الوقوع في أيدي عابثة  " قد تكون غير جديرة بتحملها ، أيدي انتهازية و ليست قوية في تحمّل مشعل الشهيد الراحل؟!. * "يتمتع الكاتب كروائي بخصلة ثمينة عالية و هي "ضبط النفس  السردية و الرصانة الروائية   فائقة الجودة ". احترمت فيه هذه القدرة العالية في -تعمّده - "بعدم تعمّد" جرّ القارئ إلى تفاصيل إباحية و جنسية مبتذلة رغم أن الثيمة المركزية للرواية فيها ما قد يقنع الكاتب بتوظيف هكذا - ضرورة فنية - كما يحلو للبعض التذرع بها! في الرواية كثير من المحطات ما كان كاتب غيره قد نأى عن الوقوع في بلورتها ؛ على سبيل المثال تفصيل خلوة " جوزافين " بـ "راشد " على متن قارب في كبد الليل و البحر ، شخصيا لو كنت أنا السّارد فإني بكل صدق لا أضمن نفسي من محاولة التعريج على بعض التفاصيل لهذه الخلوة من باب السّرد و قد أجد نفسي ربّما محدثا و مُثيرا بسردي ثورة موجية ، هرمونية في عالم الأسماك و الأحياء المتاخمة للقارب الذي احتضن كل من جسد " جوزافين و راشد " و هما يختلسان شهوتهما و يستمتعان محتفلان بلذة زواجهما العرفي!. و لربّما أوقعت بمياه البحر كي ترغب في القرب من قاع السفينة التي جمعت "جوزافين براشدها "؛ لكن الكاتب لهذه الرواية  ترفّع كأديب و ليس ككاتب و أشار فقط للقاء باقتضاب و مرور الكرام  و القارئ فهم ما دار بينهما دون أن يكون مجبرا إلى شروحات بيانية مبتذلة أو مباشرة كما يفعله كتاب الإثم المعتمدون اصطياد و أسر القارئ المكبوت و النهم للتفاصيل الفاحشة جنسيا !.
ـ لا أخفيكم أن قراءتي لهذا المنجز خفّف  قليلا  من معاناتي منذ قراءتي لـ « الحي الخطير » للمغربي محمد بنميلود؛ حيث مازالت روائح العفن و الوساخة عالقة  مرئيا في  ذاكرتي الفكرية التي لوّثتها قراءتي لـ« رذائل » بنميلود من خلال عمل ساقط  سافل أسال ـ للأسف ـ  لعاب بعض فروج قرّائه في وطننا العربي.!
*
"قل لي لمن تقرأ أقول لك من تكون و من أنتَ ! ": عبارة قلتها و أكرّرهها باستمرار عن قناعة و يقين .
ـ الكتابة هي فعل و ها أنذا  أكتبُ ردة فعلي و قراءتي للمشهد  بكل حرية و موضوعية و حيادية .
ـــــــــــــــ
*الكاتب الكويتي سعود السنعوسي من مواليد ١٩٨١ . فاز عام ٢٠١٣ عن عمله " ساق البامبو" بالجائزة العالمية للرواية العربية..

ـ باريس في 19 جويلية 2022

 

****

 

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

آخر تعديل على الجمعة, 22 تموز/يوليو 2022

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :