wrapper

الخميس 09 ماي 2024

مختصرات :

‎ماذا ينتظر ‫"‬ دونالد ترامب‫":‬
*الفيصل | باريس


لا يتوقف " ترامب" عن توقيع مراسيمه المجنونة و القيام بإجراءات استئصالية في أيامه القليلة

من بداية عهدته الرئاسية ، و هو مصرّ على تطبيق برنامجه بكل حذافره؛ في اعتقاده أنه سيعيد للولايات المتحدة الإمريكية قوتها الاقتصادية و هيبتها و تجنيبها وجود " جرذان " الأجانب الذين ينهكون كاهل المجتمع الإمركيمي و يتطفلون على اقتصاده ! بل ألغى جملة من الاتفاقات و القوانين التي تم اعتمادها من طرف إدارات البيت الأبيض المتعاقبة ! رغم موجات الرفض و الاحتقان داخل الولايات من طرف الملايين المساندين للمترشحة  السابقة هيلاري كلينتون ، و الملايين الذين لا ينتمون الى الحزب الديمقراطي ، من الأصول اللاتينية و الإفريقية و الأقليات الأخرى المختلفة من مسلمين و هنود الذين شكلوا منذ زمن بعيد النسيج الاجتماعي المتنوع في الدين و العرقيات ؛ إلا أن " مجنون أمريكا" الجديد مصمم على الذهاب و المضي ضد التيار الداخلي و الدولي و  انتهاج سياسة بدأت ترعب الجميع في الداخل و الخارج ، و بإجماع معظم الملاحظين في " الجيو-سياسة" أن " دونالد ترامب" بصدد جرّ الولايات المتحدة إلى طريق لا يطمئن أي طرف‪.‬  أسلوبه " التعنتي" و " المتسارع " في تطبيق بعض بنود برنامجه الانتخابي اللامنطقية مع الواقع و الديمقراطية و التحولات  الحالية  التي ظلت الولايات المتحدة الأمريكية فيما مضى تتشدق و تفتخر بها منذ عقود من الزمن !
هاهو " مجنون أمريكا" ماض نحو خلق ـ رغم أنف أغلبية أمريكية ـ  أزماتا و ربما كوارثا غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث ، للتذكير أن المترشحة " هيلاري كلينتون" قد تفوقت في العد النهائي على منافسها" دونالد ترامب" بأكثر من مليونين صوت" ، لكن الآجال القانونية حسب الأعراف الأمريكية لا تسمح لـ " هيلاري كلينتون " باسترجاع حقها في رئاسة الولايات المتحدة من خلال المحكمة الدستورية!
    •    قراره الذي دخل حيّز التطبيق و التنفيذ مساء يوم الجمعة في طرد و منع المسلمين من الدخول إلى تراب الولايات، وهو قرار من جانب واحد مع جارته المتمثّلة في الدولة المكسيكية و اختلاق أزمة ديبلوماسية ، و إلغاء امتياز " الحماية الاجتماعية " التي كرسها " أوباما" لصالح محدودي الدخل و الطبقات الفقيرة ، و إلغاء اتفاقيات الـ" transpacifique" أو ـ عبر المحيط الهادي ـ في التعاملات و التبادلات التجارية  و العزم على تطبيق سياسة الانغلاق أو الانطواء الاقتصادي و التركيز على التصنيع و الانتاج مئة بالمئة على الخبرات الأمريكية ؛ كلها إجراءات تضعه في خانة " اللاعقلانية" في إنجاح ما يحلم به !
    •    إيران من بين الدول الإسلامية السبع التي مستها لائحة المنع بالنسبة لرعاياها، و جاء رد الجمهورية الإسلامية الفارسية سريعا ؛ حيث قررت المعاملة بالمثل و حظر لمدة ٣ أشهر دخول رعايا الولايات المتحدة إلى تراب الجمهورية الإسلامية ! فهل سيعيد " ترامب" النظر في الاتفاق الذي وقعته إدارة " أوباما" مع نظيرتها " الإيرانية؟
    •    تبقى الدول الست ( العربية )، و هي : العراق، سوريا ، ليبيا ، اليمن ، السودان ، الصومال التي لم تُبدِ أي ردة فعل إزاء هذه الإجراءات المهينة و الاستفزازية !
    •    أتفهم وضعية الدول العربية المدرجة ضمن قائمة الدول الإرهابية التي تعتبرها الإدارة الأمريكية الجديدة مهددة للاستقرار و الأمن في الولايات المتحدة و تعتبرها مصدرة للتطرف و العنف !
    •    فهذه الدول الشقيقة ، صارت " مجبرة لا بطلة " في ضوء تخاذل و انحطاط أخلاقي و سياسي لما يُسمى بمنظمة " جامعة الدول العربية " ! هذه الدول للأسف الشديد فقدت كامل السيادة و السيطرة على الأمور داخليا ( سياسيا و أمنيا ) بعد ما تمّ تفجيرها و تقزيمها بافتعال حروب و نزاعات لا حصر لها ، و زرع ظاهرة الإرهاب و التطرّف و التشجيع على النزعات الانفصالية مع خيانة الأوطان الأصلية الأم ؛ و كل هذا تم وفق برمة محكمة للإدارات الأمريكية المتعاقبة بحجة حماية الأقليات و العرقيات و تصدير الديمقراطية إلى هذه الشعوب و القضاء على الأنظمة - الموصوفة بالديكتاتورية - التي تهدد مصالح الولايات و حلفائها في المنطقة !  
    •    الآن الولايات الأمريكية تريد أن تقنع العالم بأنها تريد حماية نفسها من وباء التطرّف و الإرهاب الذي أنشأته بالأمس بنفسها و مَوَّلَتْه وساعدته في الاستفحالداخليا  في كل المنطقة !
    •    منع المسلمين التوجه إلى التراب الأمريكي المدرجة بلدانهم في القائمة السوداء المذكورة و استثناء الأقليات المسيحية ؛ تؤكد نية " ترامب" في اعتزامه على مواصلة "صراحة" دون التباس  الإدارة الجديدة في تشديد الحروب العقائدية العرقية و التأكيد على أن الإسلام هو العدو الذي يجب ردعه و قمعه و استئصاله !
    •    رد رئيس الحكومة الكندي " جيستين ترودو "  جاء سريعا حيث وجه نداءً و دعوة استقبال إلى كل الأقليات و العرقيات .. و أن كندا ترحب بهم في أي وقت و أبوابها مفتوحة لمن يرى نفسه ضحية و مهددا من طرف سلوكات " عنصرية و فاشية " و مهددة حياته ، مؤكدا في رسالته التي تناولتها الفضاءات الإجتماعية أن أرض كندا ( أقرب جارة الولايات المتحدة ) مفتوحة دون ميز في الدين و العرق لصناعة مستقبل أفضل من خلال مجتمع متنوع و متسامح ".
    •    لقاء " ترامب " الأخير بـ " تِرِيزة ماي" رئيسة حكومة بريطانيا لم يكن بمحض الصدفة ؛ فهو يريد استغلال قضية " البري-اكزيت" و الخروج المبرمج للملكة من منظمة الاتحاد الأوربي ، و استعمال " بريطانيا العظمى" كعنصر داخلي  لتفجير منظومة الاتحاد الأوروبي كقوة اقتصادية و سياسية ، بالرغم من أن بريطانيا معروفة دوما - تاريخيا - بمساندتها العمياء غير المشروطة لكل الأفكار الامريكية و السياسات المنتهجة من قبل الإدارات المتعاقبة ، كما أنها تعتبر دائما ( البنت المدللة للولايات المتحدة الأمريكية ) ؛ فهل ستنجر بريطانيا هذه المرة وراء السياسة المنتهجة من قبل الإدارة الأمريكية الحديدة بإدارة " ترامب" و تجرُّ معها " تِرِيزة ماي " و شعبها نحو مجاهيل سياسية و اقتصادية قد تكون وخيمة ، و تندم على تركها للاتحاد الأوروبي !؟
    •    فرنسا على لسان رئيسها " هولاند" عبرت عن موقفها خلال مكالمة هاتفية أولى يوم السبت مع " ترامب " : أن الانعزال و الانطواء عن النفس على ضوء التحولات الراهنة و الأزمات التي تشهدها المنطقة لا تسمح بخلق توازنات ترضي جميع الأطراف ، و ستؤدي بأمريكا إلى وضع نفسها إراديا في عزلة دولية لا تخدم الشعب الأمريكي بالدرجة الأولى، رغم تشديده على ضرورة تكاثف الجهود بين كل الشركاء و الأطراف .. و  جدد " فرانسوا هولوند " تمسكه بالمبادىء الأساسية في احترام حقوق الإنسان ، بِمَا  في ذلك حقوق اللاجئين من حماية و  استقبال في إطار المبادئ  الدولية لحقوق الإنسان.".
    •    ربما وصول " ترامب" إلى سدة الحكم هو شرّ في ظاهره  خير على القارة الأروربية، التي ستستغلُّ هذه التوجهات الجديدة للإدارة الأمريكية و نيتها في " الانعزال" و تقوّي بذلك أسباب اتحاد المجموعة الأوروبية حتى و لو كان ذلك من غير " تريزة ماي" رئيسة وزراء بريطانيا.. و تكون بذلك فرصة تاريخية غير متوقعة " جيواستراتيجيا " لدعم التواجد الأوروبي في المسائل الكبرى  دوليا، كوحدة سياسية و اقتصادية و عسكرية. أما احتمال توحّد الدول العربية لأول مرة في ،التاريخ و حذوها حذو الدولة الفارسية " إيران" بكل شجاعة و سيادة فهذا أمر مستبعد، لأن معظم الدول العربية للأسف تمتلكُ سيادة صورية ، و مصالح أنظمتها مرتبطة بشكل وثيق مع السياسة الأمريكية ، و قد يكون " ترامب" الرئيس الأمثل و الحليف القوي لهذه الأنظمة العربية الفاسدة يساعدها على قمع شعوبها باسم الحرب على الإرهاب، لهذا سارعت بعضها في تهنئته و التحدث إليه عقب تسلمه مهامه ( سنعود إلى هذا الموضوع لاحقا)!.
    •     ربما هو شرُّ في ظاهره خير كبير للدول التي عاشت و تعيش الهيمنة الأمريكية ، في هذه التوجهات الجديدة المتطرفة للولايات المتحدة الإمريكية ؛ و سينفرج الخناق " الوصائي" عندما ستنشغل الولايات المتحدة الأمريكية في " حرب أهلية داخلية " ، و بانفلات أمني غير مسبوق ، و إمكانية انتشار العنف و اللاأمن بسبب الرفض الداخلي الأمريكي؛ خصوصا أن معظم الشعب الأمريكي مسلحا و لا تخلو البيوت الأمريكية من الأسلحة المختلفة!
    •    أو ربما يتمّ تصفية " ترامب" جسديا من قبل " مجنون" أو أطراف لا تتفق مع سياسته الداخلية و الإجراءات التي يعتبرها إصلاحاتا جوهرية لحماية المواطن الأمريكي.
    •    عموما كل المؤشرات و النوايا التي كشف عنها هذا الأخير توحي بأنه بصدد كتابة " سيناريو كارثي " يعجّل بنهايته أو بعدم استمراره على رأس الإدارة الأمريكية!

آخر تعديل على السبت, 11 شباط/فبراير 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :