wrapper

الجمعة 10 ماي 2024

مختصرات :

 

مؤامرات داخل التراب أخطر من التي تُحاك من وراء البحار‫!‬

‎‫"‬لأنهم محصنون ثقافيا وعقائديا وسياسيا، ومدركون لمسؤولياتهم تجاه وطنهم وشعبهم، ومستعدون أكثر

من أي وقت مضى للذود عن الوطن وصون مكتسباته وترقيتها وتطويرها‫"..‬واحدة من  الجمل  الموجهة إلى الشباب الجزائري التي استعملها الخطاب الرئاسي  ـ للاستهلاك السريع ـ عشية الاحتفال باليوم الوطني للشهيد‫..‬ هذا الخطاب الذي حذّر الشعب الجزائري بكل حساسياته من المناورات التي تأتي من وراء البحار ـ على حد وصفه ـ و التي تضمر للجزائر دولة و شعبا و مؤسساتا كل الشرور لزعزة استقرار البلد و إفشاء الفوضى و اللاأمن العام‫!‬  و كجزائري لا اختلف مع الخطاب الرسمي في هذه النقطة ‫"‬ الحساسة‫"‬ ، و هو أن الجزائر بفطنة شعبها و حرصه الشديد على الحفاظ على إرث الشهداء و بتضحيات و احترافية عناصر الجيش الشعبي الوطني في إحباط كل محاولات نسف أماننا الوطني و فتح ثغرات لكل المتطفلين ‫"‬ من وراء البحار و الكثبان البعيدة‫"‬ لكي يتمكنوا من وحدتنا‫..‬ نعرف جيدا الجهات و القوى و المنظمات و الدول التي لا ترتاح في كل مرة استطاعت الجزائر شعبا و جيشا و مؤسساتا أن تخطو خطوة نحو الأمام في مجال التنمية الشاملة و تحقيق الأفضل ‫…‬ فمسيرة تشييد ‫"‬ الجزائر‫"‬ و الدفع بها نحو آفاق أفضل متواصلة و لا يمكن أن تتوقف‫.‬
‎نعم المؤامرات ‫(‬ الآتية من وراء البحار‫)‬ التي يتحدث عنها النظام ليست مجرد ـ خبط عشواء ـ أو تكهنات جزافية، بل هي بناءا على معلومات استخبارية معمقة للمؤسسات العسكرية و الأمنية الجزائرية المختصة في مكافحة اختراق البلاد و   لمؤسساته و شعبة ، بغية قلبه رأسا على عقب‫..‬ مؤامرات  و نوايا سيئة لقوى استعمارية ، مؤامرات دول عربية صديقة و بعضها شقيقة للأسف ، مؤامرات منظمات تتخذ من ‫"‬ مسألة الديمقراطية و حرية التعبير و حقوق المرأة‫"‬ كذريعة لإقحام أنفها في شؤون الجزائر الداخلية‫..‬ مؤامرات قد تأتي من معارضين ـ يفتقرون إلى النزاهة الحقيقية ـ في نضالهم المعارضاتي ، و لكن أهدافهم الحقيقية هي عودتهم إلى الجزائر على ظهور دبابات أجنبية ـ كما جرى في العراق و سوريا و ليبيا ـ ، أو لتقسيم البلد إلى طوائف و  التشجيع على انفصال بعض الجهات من الوطن ـ التي مازالت تحلم ـ بالانفصال عن الجزائر منذ رحيل الاستعمار‫…‬ و قد تكون المؤامرات آتية من ـ أقلام مأجورة أو ‫"‬ ماخورية‫"‬ في الخارج ـ مسمومة بحقدها على ثقافة و تراث هذا الشعب ‫…‬ كل هذه الأمور قد يكون لها نصيب من الحقيقة ‫..‬ لا اعتقد أنه يوجد في جزائر الألفية الحالية من يستهين بما يسوّق له من أفكار مغرضة ، و هدامة و تشكيكية وافدة  من الخارج أو من وراء البحار على حد وصف الخطاب الرسمي‫.‬ شباب الجزائر رغم ما يعطيه من انطباع ؛ على أنه غير واع بما يُحاكُ ضدّه إلا أنه لا يمكن أن يكون صورة مخالفة لأبطال و عظماء تاريخ هذه الأمة الذين دفعوا أرواحهم ثمنا لاستقلال البلد‫.‬  عبارات التحذير هذه من مطبات ‫"‬ المؤامرات الخارجية ‫"‬ التي يستعملها النظام في كل مناسبة و في كل صغيرة و كبيرة و عند كل احتجاج و مظاهرات رفض لظروف ما لا تتوافق و متطلباتهم و احتجاجاتهم تفرغها من معناها و تجعل هذه الشريحة لا تعني أيّ اهتمام بما ـ تُغنّيه السلطة ـ في الغدوّ و الآصال ‫!‬
‎لأن الشباب الواعي  الذي يعطي انطباع التغابي و عدم فهم الخطاب الرسمي هو في الحقيقة في غاية الوعي بما يحدث سواء في الخارج أو الداخل، و يصدم وعيه هذا بما يحدث في الداخل من لا منطق تسيير الأمور ‫(‬ لا عدالة اجتماعية ، المحسوبية، الفساد السياسي و الاقتصادي و ‫…. ‬و‫….‬و‫…)‬ فنعتقد أن العدو الحقيقي و المؤامرة الحيقيقة الأصعب هي التي تُحاك و تمارس في الداخل ‫من ‬تبديد أموال الشعب دون حسيب و لا رقيب و تعتبر مؤامرة كبرى تأتي عادة من الداخل ‫..‬ اختلاس بآلاف المليارات و الملايين و الذهاب بها إلى أقاصي الدنيا و إلى  مستنجعاتهم الأمريكية و الأوروبية ، ثم العودة إلى الجزائر و كأنه لم يحدث أي شيء  هي خيانة للشباب و للوطن و لكل الغيورين‫..‬ عدم محاسبة الفساد الفاحش اقتصاديا في مؤسساتنا الأساسية الكبرى  هي مؤامرة داخلية عظمى ضد الشعب و أبنائه و ضد إرث الشهداء‫!‬ عدم السماح باستقلال القضاء، حيث يتسنى لأي مواطن جزائري مهما كان وضعه الاجتماعي أن يقتص باسم الدستور و القانون و العدالة من أي مسؤول كان سببا في تظلماته ؛ أو عدم تحقيق استقلال الجهاز القضائي و الاصرار على إبقائه على حاله  منذ الاستقلال  ، و إقصاء كل إطار في القطاع كلما حاول تطبيق العدالة و القانون فوق الجميع هي أيضا  مؤامرة عظمى ضد الشعب و تناقضا  صارخا مع المبادئ الديمقراطية الحقيقية‫!‬  أن يموت  في القرن الحالي ، صحفيا أو معارضا أو حقوقيا في السجن هي مؤامرة داخلية عظمى أقبح من المؤامرات الخارجية ، لأن كل هذه المؤامرات الداخلية عند استفحالها ، تجعل من المؤامرات الخارجية التي تنتظر الفرصة عند مشارف حدودنا  الشاسعة  فتعطيها ترغيبا كبيرا و تحفيزا للاستثمار في فوضى ‫"‬المفهاهيم المؤسساتية و الدستورية‫"‬ في  وطننا الحبيب‫!‬  نصيحتنا لكل الهيئات العليا  ‫(‬ الغيورة‫)‬ في البلاد و المسؤولين الذين يتشدقون أمام كاميرات العالم لمحاولة إرسال رسائل مضادة لتحسين ‫"‬ التشويه الإعلامي‫"‬ الذي تواجهه الجزائر من طرف أعدائها ؛ أن  تُعلَن حربا شاملة ضد كل الفساد الشامل و تطهير مؤسسات الدولة و ‫(‬ هي ملك الشعب الجزائري‫)‬ من خونة الداخل ،  و استرداد ثقة الشعب و الأموال المسروقة و الموضوعة في البنوك الخارجية لإلتفافه حول مشروع واحد وطني متكامل معقّم من كل ‫"‬ فيروسات‫"‬ الاستغلال البشع لثروات البلاد ‫!‬  العدالة الاجتماعية مرتبطة بالعدالة القضائية و بسيادة الجهاز القضائي‫.‬  فما أقبحها و ما أبشعها هذه المؤامرات التي طال استفحالها في الداخل منذ عشرات السنين ‫.‬ الجزائر بحاجة إلى إصلاحات جوهرية جذرية في كثير من القطاعات الحساسة و الأجهزة التي ترتكز عليها الديمقراطية الحقيقية ، ليست تلك المتعلقة ‫"‬ بالكرنافالات الشعبية المعهودة ‫"‬ الموجهة للضحك على ذقون الشباب و الشعب باسم الحملات الانتخابية ، أو باسم ‫"‬ الشهداء‫"‬ الذين نأكل بأفواهم الطاهر الشوك عند كل مناسبة انتخابية تُعرف نتائجها مسبقا‫!!!‬

‎ـ بقلم‫:‬ لخضر خلفاوي  | باريس

آخر تعديل على الأربعاء, 22 شباط/فبراير 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :