wrapper

السبت 04 ماي 2024

مختصرات :

  بقلم  د. أحمد القيسي  | لندن

 

يغفـل بعـض الإعلاميـين والصـحفيين أخلاقيـات العمـل الإعلامـي ، مـن المصداقية والحيادية ، إضافة إلى اعتمـادهم علـى الإثـارة والجَـذب فـي بــــرامجهم التلفزيونيــــة وكتابــــاتهم الصــــحفية دون تبنــــى بــــرامج التوعية التي تحتاجها الشعوب .


ويعــد التفكيــر الأخلاقــي أول مبــادئ العمــل الصــحفي ، فقبــل كتابــة الخبر أونشر الصورة لابد أن يفكر الإعلامي أو الصحفي - محرراً كان أم مصور في جميع المشكلات التي ستثيرها تلك الأخبار أو الصور بعـد النشر .. فلابد للصحفي من دراسة كل الخيارات لديه وتعتبـــر المواثيـــق الأخلاقيـــة مـــن المبـــادئ التـــي يجـــب أن يتبعهـــا الصحفي ، فــبعض الصــحف الورقيــة وأيضــا بعــض المواقــع الإعلاميــة الإلكترونيـة العالميـة علـى شـبكة الإنترنـت وضـعت لنفسـها مواثيـق أخلاقيــة تحكــم ســلوك العــاملين فيهــا وتشــمل سياســات تتعلــق بقبول الهدايا أو تكليفات خارج العمـل الرسـمي .. وهنـاك حـالات طُـرد فيها مراسلون لأنهم أقاموا علاقات مع المصدر أواستغلوا معلومـات لتحقيق منفعة ذاتية .
تحتاج الظاهرة الإعلامية المعاصرة في علاقتها بالمسألة الأخلاقية إلى إيضاحات عميقة ، فالمشهد الإعلامي المعاصر تحول إلى الربحية المادية والتنافسية الاقتصادية ، بما يترتب عن ذلك التخلي عن المشروع الإجتماعي والخدمي والأخلاقي الذي بني عليه ، مما يعني أن هذا الأخير يعيش تغيراً جذريا متخذاً لنفسه مسلكاً اندماجيا مع إيديولوجية التكنولوجيا الحديثة ليضمن لنفسه القدرة التنافسية لأجل استمرار نفوذه الرأسمالي وتعميق تبعية المجتمع له ، لذلك ينغمس في نشر الثقافة الاستهلاكية المادية دون مراعاة لقيم المجتمعات في إنقلاب وظيفي جذري ، مما يقود إلى طرح المسألة الأخلاقية في الإعلام المعاصر بشدة . الكلمات المفتاحية المسألة الأخلاقية . ايديولوجية التكنولوجيا . الربحية . النموذج الثقافي . المجتمع .
تعد وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة مصدرا مهما من مصادر التوجيه والتثقيف في أي مجتمع ، وهي ذات تأثير كبير في جماهير المتلقين المختلفين ، المتباينين في اهتماماتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية ، وهذا ما يكسبها أهميتها في عملية بناء المجتمعات ، ويمكن الزعم بأنها أحد العناصر الأساسية في المساهمة في تشكيل ملامح المجتمعات . وإذا كان دور وسائل الإعلام في أي بيئة مجتمعية يتحدد بالأثر الذي تستطيع أن تحدثه فيها ، فمن الممكن أن نقسم وسائل الإعلام باعتبار تأثيرها في المجتمعات قسمين قسم مؤثر وفاعل ، وقسم غير مؤثر وغير فاعل .كما يمكن تفريع القسم الأول منهما إلى اتجاهين  سلبي وإيجابي ، وذلك باعتبار الهدف الذي يسعى إليه القائمون على كل اتجاه ، ولأن الإيجابية والسلبية من الأحكام النسبية ، ليست ثابتة أو محددة ؛ فإن الضابط الذي يستخدم هذين الحكمين على أساسه هنا هو ضابط الانسجام مع متطلبات الهوية الإسلامية والعربية في ما يقدم إعلامياً عبر القنوات المختلفة ، من حيث طبيعة المادة المقدمة ، وما ترسخ من قيم فكرية وثقافية وإجتماعية .
إن الإذاعة والتلفزيون والفيلم والسينما والكتب والمطبوعات وباقي الوسائل الإعلامية هي من العوامل التي تساهم كثيراً في إعداد البناء الأخلاقي للمجتمع أو هدمه . لهذا فإننا نعتقد ان هذه الوسائل والأجهزة يجب ان تكون بيد أشخاص واعين ملتزمين خيرين ومحسنين .
فالفيلم والسينما والإذاعة والتلفزيون يمكنها ان تقوي الصفات السامية والبشرية كالمروءة والعدالة وحب الخير والإيثار والفداء والتضحية ، أو تقوي فيه صفات الفساد والإنحراف والانحطاط وارتكاب الجرائم والمنكرات .
وعلى الاجهزة التنفيذية في البلاد ان تضع هذه المؤسسات تحت إشرافها الدائم . وأن تكلف أفراداً ذوي أخلاق وتقوى وشرف ليشرفوا على تلك المؤسسات ويديروها ويعدوا برامجها ، وأن يراقب باقي المسؤولين أعمالهم .
ـ المراكز والنوادي :
من العوامل المهمة المؤثرة في بناء أو هدم البناء الأخلاقي للأفراد من أطفال وصعوداً هي المراكز والنوادي المختلفة التي تقام تحت عنوان نوادي رياضية ، إعلامية ، تسلية ، ادبية ، دينية غير ذلك . والتي يجب ان تكون تحت إشراف كامل ورعاية من قبل المؤسسات الحكومية وخاصة التربوية والشبابية والإجتماعية بإشراف المربين الواعين والمخلصين في المجتمع . فما أكثر ما تقوم به هذه النوادي من هدم بدل البناء ، واجتذاب الأفراد غير الواعين وتضليلهم وإسقاطها .
مسؤولو هذه النوادي يجب أن يكونوا أفراداً معروفين ، هادفين ، ساعين الى الخير ، يهدفون الى بناء الجيل . لا ان يكونوا من الساعين نحو تدميره أخلاقياً ، ان يكونوا ممن يريد مساعدة الأطفال لا استغلالهم ، وأن يكون تعاملهم مع الآخرين إنسانياً وإسلامياً، وأن يكون من حق أولياء الأمور المتابعة والإشراف على ما يجري فيها .
إن توجيه رسالة إعلامية مضمونها هو نشر ثقافة التسامح واللاعنف والأخوة والمساواة بين أبناء المجتمع أو المجتمعات كافة والعراقي انموذجاً . 
في الشكل السابق ، رصدنا بعض التقاطعات في المبادئ التي جاءت من حقول بعيدة وصارت من بنود مدونات السلوك التي تلتزم بها المؤسسة الصحفية في دول العالم حديثا و اقتراح مبادئ وقيم عليا على التواصل الإنساني بكل تشكيلاته ، بما ذلك العالم ، وفي العقود الأخيرة ، اضافت عشرات البنود على مدونات السلوك تبعا للمآزق البشرية والصراعات والمستجدات العالمية ، فبات ضرورياً على الصحفيين ووسائل االعالم محاربة التطرف العالمي ومن كل الاديان والمذاهب ، ومحاربة التمييز ضد المهاجرين في ظل موجات الهجرة الكبيرة التي جاءت بها العولمة والصراعات في اقاليم العالم ، وصار على الصحفيين أيضا التصدي للخطابات الفاشية وخطاب الكراهية والأشكال الطائفية من العالم ، والانحياز الضميري للشرائح غير المعبر عنها في وسائل االعالم ، ومتابعة عمل السلطات من منظور مستقل حتى لو كان الصحفيون في وسائل إعلام تابعة لحكومات تمول رواتب وموازنات هؤلاء الصحفيين ومؤسساتهم الصحفية وهناك أخلاقيا فرعية في الصحافة مع التطورات الكثيرة في تخصصات العالم الفرعية ، ظهرت مدونات سلوك ومواثيق شرف خاصة بالمستجدات في التخصصات الصحفية ، فمثال ظهرت المواثيق التالية :
١- مواثيق أخلاقيات التعامل مع العالم الإلكتروني
 ٢- مواثيق خاصة بمنصات صحافة التواصل الإجتماعي .
٣- مواثيق خاصة بالصحافة النسوية ، او قضايا المرأة في العالم .
٤- أخلاقيات التحقق الصحفي في غرف الأخبار . 
٥- ميثاق شرف للتعامل مع أفراد المجتمعات في العالم . 
ومن هنا يبرز دور المؤسسة الإعلامية في تعزيز الإعلام الأخلاقي للمجتمعات كافة وبناء مجتمعات سليمة فكرياً وثقافياً تتصف بروح الحوار والخطاب المنسجمة بتبادل الثقافات وقبول النقد فيها لبيان وجهات النظر فيها .

 

 

*****

 

 

 

 *مختصرات صحيفة | الفيصل | باريس لمختارات من منشورات الأشهر الأخيرة ـ أفريل 2023
* تتمنى لكم (الصحيفة) عيد فطر سعيد 2023
Aperçu de dernières publications du journal « elfayal.com » Paris , en ces derniers mois. Avril 2023

https://youtu.be/dn8CF2Qd_eo
Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://youtu.be/zINuvMAPlbQ
https://youtu.be/dT4j8KRYk7Q

https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :