wrapper

الأحد 19 ماي 2024

مختصرات :

 بقلم : جمانا سمير العتبة


سيرة اعتقال من أول القرار الى خلف القضبان الى الابعاد .. ولكنها الكاتبة الحرة ناديا الخياط التي شاركتنا في استرجاعها لذكرى لا يمكن ان تمحى من مخيلتها .. فقد وصفت للقارئ ما يجيب أسئلة لطالما دارت في فلك الأذهان عما يكون شكل وحياة المعتقلة في سجون الاحتلال ..

لقد اجادت في قطع أي شك بيقين كامل بأن الحرة تبقى حرة مهما كان الظلام والمحاولة للاذلال قوية .. فقوة حريتها وارادتها تضعف الظالم مهما تعاظمت قوته .. سيرة ليست كأي سيرة .. فالقارئ تحتبس أنفاسه في كل صفحة .. يشعر بالخوف على أنثى تتعرض للتعذيب والاستجواب والمحاولة لكسر قوتها .. ولكنه في كل احتباس للنفس يستشعر بأنفاسهم جميعا تنساب من بين الكلمات لتكون جيشا كاملا ينطلق بداخل القارئ ليصنع زوبعة من العنفوان والكرامة .. فكيف للقارئ ان لا يشعر بكل هذا العنفوان حينما يقرأ الحوار التالي على طعام يأتي بعد يوم شاق من التحقيق والجوع : " اقترب مني شرطي ورفع الكيس قليلا حتى كشف عن فمي فقط، كان يحمل صحنا فيه طعام لم أميز ما هو وسمعته يصرخ: - هيا قربي فمك والعقي كالكلاب هذا الطعام، هيا أسرعي لا وقت لدي. - أيها الأوغاد، عديمي الإنسانية، أنا انسانة رغم أنوفكم وسأبقى - هه، بل أنت حيوانة وستعاملين على هذا الأساس من الآن فصاعدا. - خسئت وخسئ كل من أراد اذلالي واهانتي، كرامتي فوق كل شيء ، أعد هذا الطعام كي يلعقه أسيادك ، فأنا لست بحاجة له. ثائرة : هي الطفلة التي ولدت في المعتقل وذكرتها الكاتبة في قصصها التي يستطيع من خلالها القارئ ان يكون على يقين بأن شعبنا يولد مقاوم .. سطرين من قصص ثائرة كفيلة بأن تزرع الأمل بعيون كل من مر على قصة طفولتها المسلوبة في المعتقل .. " في أحد المرات سمعت شرطية صوت المناداة فجاءت مسرعة ، ورأينا ثائرة تهرع لكي تسبقها لأنها أدركت بأن الشرطية أصبحت قريبة من الغرفة التي تتحدث منها الأخت المعنية ولكي لا تسمع الشرطية أنها تحذر من قدومها قامت بالإشارة لمن تتحدث فوضعت أصابعها الغضة على كتفها إشارة الى رتبة الضابطة أو الشرطية دون أن تتفوه بكلمة ، وفهمت الأخت بأن السجانة قادمة . " قصص المعتقل لا تنتهي .. ولكنها شملت في كتابها كثيرا مما لا نتوقع قراءته .. فليس هناك مجال للحزن فقد اجادت بكلماتها ان تشعل فينا الف شمعة تضئ قوة نحتاجها لنجدد مقاومتنا للاحتلال ولو طال الزمن . خط قلم الحرة ناديا الخياط بذكرياتها العالقة في ذهنها .. لتصبح عالقة في قلوبنا .. وقد اخترت بعضا مما خطته .. فقلمها يستحق القراءة ولتحبس الانفاس ما دام هناك زفيرا ملؤه قوة بعد تنفس قلمها . * بعد الحكم بالمؤبد .. دار الحوار بين المخبر للحكم وبينهم : - ألم تفهموا جيدا ما قلته لكم مع أن لغتي العربية واضحة ؟ هل أعيد - قلنا له : فهمنا فقد تم الحكم علينا مؤبد وعشرين سنة بقي عليكم انتم ان تفهموا ولن تفهموا . هل من شيء آخر أو مشكلة لديك؟ * حاول بكل ما لديه من جهد أن يتدبر لنا مكانا للاختباء بعد ان تجاهلنا المكان الذي حدده بالأمس وغيرنا كل مخططاته ، لم نلتزم بما قال هذه المرة أيضا ، وأعترف أنني لم أكن أملك الجرأة الكافية للتمرد على العادات والتقاليد السائدة في ذلك الوقت ، ولم أكن قد وصلت للوعي الحقيقي في القدرة الفعلية على اتخاذ قرار مستقل وتحمل نتائجه . لا ولن ألوم والدي عندما كان قاسيا جدا في منعي من الهرب وعندما قال لي بعقليته الشرقية التي تربى عليها : القاء القبض عليك من قبل جيش الاحتلال أهون علي من هروبك في الجبل مع الشباب. * كنا قد قررنا أن تكون الدبكة آخر فقرة واتفقنا مسبقا على كيفية إنجاح الدبكة على إيقاع الأغنية بدون كلمات، استعدت السجانات للمواجهة دخلنا للمساحة التي تم افراغها للدبكة ، بدأت الأسيرات بإصدار همهمات يلحن الأغنية دون التفوه بأي كلمة منها ..زاد الحماس وعلت الهمهمات ورفعت الأيدي بالتصفيق الحاد ورفعت أيضا شارات النصر وأنهينا الدبكة على أتم وجه .. نعم انتصرنا أيتها الحاقدات، تم احتفالنا بنجاح لم يسبق له مثيل وها انتن تخرجن منكسات الرأس، تحملن خيباتكن لإدارتكن في عدم قدرتكن بتنغيص فرحنا .. رواية تحبس الأنفاس ليزفر القارئ بنهايتها بكل قوة النفس الذي خطه قلمها .. نادية الخياط من مواليد العام (1958) وسكان مدينة رام الله، وتحمل درجة البكالوريوس في القانون، وكانت تعمل في وزارة الإقتصاد الوطني وحاليا هي متقاعدة، ولكنها تشغل منصب رئيسة "رابطة نساء أسرن من أجل الحرية". حكمت الخياط مؤبد وعشرون عاما وأفرج عنها في عملية تبادل أسرى حيث تم إبعاد جميع المفرج عنهم حينها خارج الوطن، وأمضت ثلاثة عشر عاما قسريا في الأردن، وعادت الى أرض الوطن بعد إتفاقيات اوسلو سنة 1996. نشأت الخياط في بيت ينبض بالوطنية، وقد مر على هذا البيت الكثير من المآسي وتعرض ساكنيه للإعتقال، بدءا من أخيها الأكبر فايز الذي استشهد في معركة "قلعة الشقيف" في لبنان أثناء وجودها في المعتقل -وهي أصعب اللحظات التي مرت بها وهي بالأسر حسب وصفها- مرورا بأختها الكبرى نائلة, وإنتهاءا بكل أفراد العائلة.

 

****

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html
رابط لتصفح و تحميل الملحق الشهري العددين ـ 29/ 30 أفريل ـ ماي 2021 ـ
https://fr.calameo.com/read/006233594eba57a00a174

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها لنصرة الكلمة الحرة
Pour FEUILLETER ou télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéros 29 et 30 mois (avril et mai 2021)
format PDF, cliquez ou copiez ces liens :
https://fr.calameo.com/read/006233594eba57a00a174
*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=LTuxqpDqnds

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

آخر تعديل على الخميس, 03 حزيران/يونيو 2021

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :