wrapper

الأحد 19 ماي 2024

مختصرات :

فراس حج محمد| فلسطين


يستلزم شخصيّة الشّاعر، وهو الشّخصيّة العارفة، أن تكون موسوعيّة، فلا يكتفى منك مثلا إن كنت متخصصا في الشّريعة أن تعرف "ما هو معلوم من الدّين بالضّرورة"، أو أن تكون معلوماتك في اللّغة العربيّة معلومات طلاب المرحلة الثّانويّة، وكذلك إن كنت متخصصا في التّاريخ أو الجغرافيا أو في الفلسفة وعلم النّفس أو في أيّ فرعٍ من فروع المعرفة. تمدّد قدر ما تستطيع ليكون امتداد بصيرتك أوسع من امتداد أفق بصرك.


لا تقف عند حدود معرفتك الأولى الأوليّة. تعمقْ في فروع المعرفة الأخرى؛ إنّك تعيش في عالم موّار بالأفكار، ويجب أن تفهم ما يدور حولك، فثمّة تاريخ في اللّغة، أيّ لغة، وجغرافيا وسياسة وعلم اجتماع وفلسفة وموسيقى وفنّ تشكيليّ، وثمّة لغة في التاريخ وفي القانون وفي العلوم وفي الرّياضيات.
ولهذا يتوجب عليك القراءة والحوار ونقاش الأفكار، فلا يصحّ مثلا قراءة الكتب وأنت لا تحسن الدّخول في حوار ومناقشة مع أصحابها، فإذا قرأت كتابا فعليك بالمقابل حوارات عشرة إزاء كل كتاب قرأته أو قصيدة كتبتها أو ديوان شعر أبدعته.
إنّ استبطان العلاقة بين الكائنات ضروريّة أيضا وليس فقط استبطان العلاقات بين البشر، فثمّة صوفيّة متكاملة تجلّل الكون بفلسفتها الشاملة، تقول لك: إنّ هذا الكون واحد، انبثق من واحد، وسيؤول إلى واحد. فإذا ما قرأت قصيدة فاقرأها كأنّها لوحة عقليّة وبصريّة ونفسيّة وروحيّة وفنيّة تثير فيــك استحضار الخيال والإحساس العميق بروعة الحياة، فكما أنّك ترى في القصيدة فكرة ولغة، فعليك أن ترى أنّ فيها نظاما رياضيّا أبعد من الصّورة اللّغويّة، وأبعد من نظام الأعداد والمتتاليات، فثمّة فلسفة اجتماعيّة كاملة وكيان إنسانيّ شامل في كلّ فكرة تقرؤها، سواء أقرأتها في كتاب مطبوع أم في كتاب الكون المترامي الأطراف أم في كتاب هذه النّفس المركّبة الّتي تجهل وتتعمّق في جهلها كلّما زادت إقبالا على المعرفة.
إنّ وجودك في هذه الحياة لا يعطي معنى لحياتك لمجرّد أنّك كائن حيّ تعيش على وجه هذه البسيطة، وتمارس شهوتك اللّغويّة بعبث، لا تحوّل حياتك إلى "مجرّد منفضة" تؤدَي فيها دورا متواضعا بسيطاً لا يشعر بأهميّته سواك، وربّما عشت الحياة وغادرتها وأنت تجهل لماذا كنت عليها، ليس مطلوبا منك أن تكون عظيما كشكسبير وسقراط وأفلاطون، وقبل أن تطوى في قطعة من القماش وتضمّك حفرة موحشة ضيّقة، صديقا مزعجا للوحدة والفراغ. عليك أن تسأل ماذا سأقدّم؟ وماذا قدّمت؟ وقبل ذلك أن تسأل: لماذا؟ وتجاوز ما استطعت الدّخول في اشتباكات هل وكيف وماذا، وانغرس في سؤال لماذا، حاول؛ ففي المحاولة شرف عظيم لا يناله إلّا ذوو الألباب وتيقّن أنّ ما في داخلك ليس فقط دم وأعصاب ومعدة تبحث عما يسدّ جوعها، ففي داخلك قصيدة باذخة مُشْبَعة بالرّؤى والموسيقى والصّور وتستوطنك أرواح أجدادك من الشّعراء والفلاسفة والأنبياء والقدّيسين فأنت وريثهم الشّرعيّ، فلا تخيّب آمال أرواحهم، واترك لهم بسمة رضا مرسومة على شفاههم وهم ينظرون إليك من علياء مثواهم الأبديّ، ليفسحوا لك مكانا بجانبهم عندما يحين موعد لقائك بهم ويستقبلونك وهم بك مسرورون يهيّئونك للدّخول إلى ذلك العالم الّذي لا يُنسى، لا تطمح أن تكون ملكا عظيماً، ولكن قاوم من أجل أن تكون شاعراً جميلاً.

 

 

****

 

 

Pour acheter le dernier ouvrage littéraire publié par « elfaycal.com » dédié aux écrivains arabes participants:
« Les tranchants et ce qu’ils écrivent! : emprisonné dans un livre » veuillez télécharger le livre après achat , en suivant ce lien:
رابط شراء و تحميل كتاب « الفيصليون و ما يسطرون : سجنوه في كتاب! »
http://www.lulu.com/shop/écrivains-poètes-arabes/الفيصليون-و-ما-يسطرون-سجنوه-في-كتاب/ebook/product-24517400.html

رابط تصفح و تحميل الديوان الثاني للفيصل: شيء من الحب قبل زوال العالم

https://fr.calameo.com/read/006233594b458f75b1b79

*****
أرشيف صور نصوص ـ في فيديوهات ـ نشرت في صحيفة "الفيصل
archive d'affiches-articles visualisé d' "elfaycal (vidéo) liens روابط
https://www.youtube.com/watch?v=M5PgTb0L3Ew

‎ـ تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها
www.elfaycal.com
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des 
défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce 
lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/
To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of 
freedom of expression and justice click on this 
link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
Ou vous faites un don pour aider notre continuité en allant sur le 
site : www.elfaycal.com
Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com
https://www.paypal.com/donate/?token=pqwDTCWngLxCIQVu6_VqHyE7fYwyF-rH8IwDFYS0ftIGimsEY6nhtP54l11-1AWHepi2BG&country.x=FR&locale.x=
* (الصحيفة ليست مسؤولة عن إهمال همزات القطع و الوصل و التاءات غير المنقوطة في النصوص المرسلة إليها .. أصحاب النصوص المعنية بهكذا أغلاط لغوية يتحملون

مسؤوليتهم أمام القارئ الجيد !)

 

 

آخر تعديل على الجمعة, 25 آذار/مارس 2022

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :