ضمن رسائل أخرى لأبن سينا ، وأصدرها في مدينة ليدن الهولندية سنة 1889 م ، ونجد هذه الرسالة في الصفحات من 42 إلى 48 .
ورسالة الطير رسالة رمزية تعبر بجلاء عن النزعات الصوفية عند ابن سينا ، والتي تدفع بحق أي اتهام قد يوجه إليه بالإلحاد أو الزندقة.
ولأبن سينا رسالة ثانية عنوانها (رسالة القدر) ، نشرها (مُهرن) ضمن رسائل أخرى لأبن سينا ، وكما أشرنا فإنه ترجم هذه الرسائل إلى اللغة الفرنسية ، وقام بنشرها في مدينة ليدن الهولندية سنة 1889 م ، ورسالة القدر تقع في 25 صفحة ، وهي من أطرف ما كتب ابن سينا ، بل هي من أحسن رسائله الرمزية ، رغم أنها متكلفة الأسلوب ، مثقلة بالمجاز ، فإنها واضحة ومفهومة .
ونؤكد هنا على أن ما ورد في رسالة القدر لأبن سينا كان له الصدى الكبير عند أبي حامد الغزالي في كتابه (الأربعين) ، وكتابه (التوحيد) ، وهما ضمن موسوعته (إحياء علوم الدين) ، كذلك كان لها صدى كبير عند ابن رشد في كتابه (كشف مناهج الأدلة) .
ويمكن لنا وضع رأي ابن سينا إلى جانب رأي أبي نصر الفارابي في كتابه (فصوص الحكم) ، وعند ذلك سيتضح لنا بجلاء اجتهادهما في الاقتراب من أهل السنة ، في مسألة القدر ، لكن عن طريق فلسفي . 
ونذكر لأبن سينا رسالته (في العشق) ، والتي نشرها مُهرن ، في ليدن من سنة 1894 م إلى سنة 1899 م ، مع ترجمة وشروح وتعليقات مفيدة باللغتين العربية والفرنسية ، ولهذه الرسالة طبعة ثالثة صدرت في مصر عام 1917 م ، ضمن مجموعة سميت (جامع البدائع) .
هذا ، وقد أصدر أستاذنا الدكتور / محمد علي أبو ريان نشرة نقدية مهمة لهذه الرسالة عام 1965 م ، ضمن مجموعة نصوص نشرت باسم (قراءات في الفلسفة والاجتماع) .
وترجع أهمية هذه الرسالة إلى أنها تعالج بطريقة مستوعبة موضوعاً تندر فيه المؤلفات الإسلامية بوجه عام ، وقد نجد نظيراً لقسم منها فيما كتبه الأديب الفقيه / ابن حزم الأندلسي ، في كتابه (طوق الحمامة) . ثم أن ابن سينا قد أجمل في هذه الرسالة ما ذكره من متفرقات في كتبه الأخرى عن العشق ، وعلى الأخص في إلهيات (الشفاء)، وفي الأنماط الأخيرة من كتابه (الإشارات والتنبيهات) ، وبذلك أوضح الشيخ الرئيس في هذه الرسالة الصغيرة الحجم ، العميقة المضمون ، نظريته في العشق فجعل الكون هو مجال ننطلق منه للعشق الإلهي .
ولأبن سينا رسالة رابعة عنوانها (رسالة في دفع الغم من الموت) ، قام بنشرها مُهرن ، في ليدن سنة 1894 م ، ضمن مجموعة رسائل لأبن سينا ، من صفحة 49 إلى 57 .
وهذه الرسالة الشيقة تسمح للباحث بدراسة ومقارنة ما فيها بما جاء في رسالة الكندي المعنونة بـ (في الحيلة لدفع الأحزان) ، حيث يتكلم الفيلسوف الكندي عن الحزن الذي يلحق النفوس بسبب الموت .
وفي رأينا الخاص أن كلام ابن سينا في هذه الرسالة شيق من بعض الوجوه ، لكن كلام الكندي في رسالته آنفة الذكر ، أشيق وأقرب إلى الفطرة ، كما أنه أقرب إلى إقناع القارئ والتأثير فيه.