و تكرست مرة أخرى أن الجامعة لم تكن في يوم من الأيام " جامعة" و ظلت دائما ـ فرقة ـ و إطارا فاشلا غير قادر لحل مشاكل و أزمات الدول الأعضاء و مشاكل المنطقة ككل.. فمنظمة " الدول العربية" لم تكن يوما و مستوى تطلعات جماهيرها بحكم الإنقاسامات الداخلية و مصالح فردية استراتيجية أنانية لكل بلد مشكل لهذا الاتحاد الوهمي ! جامعة الدول العربية ولدت " ميّتة" و أريد لها كذلك أن تبقى ميتة على أرض الواقع .. فقط توهم بعض الأطراف أنه زالت فيها روح تنذر بوجود الحياة فيها…
فلم تكن و لن يحدث ذلك أن يصير لهذه " المنظمة" وجودا بإمكانه أن ينصف الواقع العربي و يضرب على طاولة المفاوضات بقوة و شرف لإنصاف ملفات الاستيطان و الدفاع عن الوجود العربي الذي صار شبه موجود ؛ إذا ما نظرنا إلى العشرية الأخيرة و ما أصاب البلاد العربية من تشتيت و تمزيق عظيم من ـ بذر ـ الفرقة و الحروب الأهلية و الإرهابية في كل من العراق و سورية و ليبيا .. أما عن فلسطين و الفلسطينين و المعاناة اليومية لهذا الشعب فهو حديث عقيم لا تجرؤ أن يتجاوز بيانات صفراء جوفاء .. فإذا كان العالم العربي منذ ربع قرن من دون هذه الفوضى الخلاقة و الهدامة لشعوبه و لبنيته التحتية عاجزا عن توحيد الصف و الصوت ، فكيف له اليوم على جنبات " البحر الميت" و أمام الحروب الداخلية الإرهابية و الانفصالية التي وضعوه فيها بقادر على ترجيح كفة المفاوضات و الاشتراط على إسرائيل العودة إلى حدود الـ 1967 كشرط أساسي للسلام الحقيقي و تطبيع العلاقات مع الكيان المحتل!!! مسخرة كبيرة و مهزلة مستمرة ، يتحدثون عن " التطبيع " كأنه شيئ لم يحدث، غير أن عددا لا بأس به مِن منْ حضروا هذه " القمامة العربية" تربطهم علاقات حميمية و تطبيعية " مع إسرائيل و على مختلف الأصعدة بما في ذلك التعاون الإقتصادي و الأمني!!!
كنت أتمنى أن يخترق " كوموندوس" عربي ثوري خارق نابع من رحم هذه الأمة المضطهدة بحكام معتوهين فكريا و أخلاقيا ، كوموندوس محترف قادر على إنجاز مهمة عظيمة كهذه بنجاح و يختطف كل هؤلاء " القادة " ثم يأتي بهم إلى البحر الميّت و يرميهم إجبارا جميعا ، ربما عندما نرمي ـ الموتى ـ في " الميّت" تأتيهم الحياة و يستدركون ما فاتهم من خنوع و بيع مباح لشعوبهم و أوطانهم مقابل قصور لهم و لأولادهم و حاشيتهم و أزلامهم أينما كانوا!! إنك لا و لن تسمع الموتى و لا الصمّ الدعاء إذا ولوا مدبرين ، خائنين ، صاغرين ! كان الله في عون شعوبنا و أحلام يقظتنا مستمرة إلى غاية انعقاد " القمامة المقبلة" !
*مدير التحرير مسؤؤل النشر
آخر تعديل على الجمعة, 31 آذار/مارس 2017