wrapper

الجمعة 10 ماي 2024

مختصرات :

 

ـ أنعاقب مستعمل الأسلحة المحظورة أو صانعها و بائعها و مروجها؟‫!‬

 

***

ليس غريبا على وسائل الإعلام و الحكومات الغربية هذا السلوك المُعتاد عليه من قبلنا . نتحدث هنا عن آخر مجزرة أو كارثة إنسانية و مسرحها دائما دون أي مفاجأة في

وطننا العربي تحديدا بالوطن الجريح " سورية"؛ حيث منذ أكثر من ٦ سنوات و الشعب السوري يعيش أحلك أيامه بعدما تم تفريقه و تشتيت صفه بشتى الأساليب. كما يعلم القاسي و الداني أن المسألة لم تكن بهذا " الانفلات المأساوي" إذا لم يكن هناك ضلوع مباشر لقوى استعمارية قديمة تظهر الْيَوْمَ لنا ـ ويعلم الجميع ـ بمظهر الصديقة ! هكذا دائما تكون النتائج وخيمة عندما تعتمد قوى الداخل مهما كانت توجهاتها و عقيدتها الثقافية ، الدينية و السياسية عند اعتمادها  و مناشدة عون منظمات و دول أجنبية لتغيير الوضع باسم الديمقراطية و حقوقالإنسان .
ليس هذا موضوعنا الرئيس الْيَوْمَ ، فموضوعنا  هذه الضجة حول المأساة الأخيرة التي حدثت في : منطقة " خان شيخون".
و الهجوم الذي نسب إلى النظام السوري في استعماله لأسلحة كيماوية محظورة دوليا .. و تحاول أمريكا على لسان الإدارة الجديدة متصدرة كل الاحتجاجات و التحذيرات  تجاه نظام الأسد ، و تبعت ردة الفعل الاستنكارية هذه عواصم غربية أوروربية تقليدا " تابعة لمصالحهم المشتركة  " منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية خصوصا؛  باستثناء روسيا " بوتين " السفّاح !  
الكل أخذ بشكل مؤكد يتّهم النظام السوري الذي يتبرأ على لسان وزير خارجيته " وليد المعلم" تبرئة كلية و ينظم ـ بشكل طبيعي ـ إلى موقف روسيا التي ترى أن هذه المأساة وراءها التنظيم الإرهابي أو المعارضة المسلحة السورية التي تفجرت مخزوناتها المتكونة من أسلحة كيمياوية محظورة إثر إصابتها ـ عشوائيا ـ أو بالصدفة بقصف معاقل المعارضة من طائرات سورية، و أن ـ الكرة المسمومة ـ كانت بملعب هذه الأخيرة ، التي تتحمّل عواقب ما حدث من تسميم قاتل للأبرياء !
على كل؛ نحن لا ندافع على نظام الأسد و عناصر حكومته، فهذا النظام معروف منذ القدم على الرغم أنه ؛ منذ تغيير الوجوه الوراثية له ، يبقى نظاما شموليا ، قاسيا ديكتاتوريا يعمل بمقاييس قديمة جدا و بدائية في الحفاظ على سدة الحكم، شأنه شأن معظم الأنظمة العربية،  فبوجود " الأسد" أو " شبله " فالأساليب واحدة . و يتحمّل مسؤليته التاريخية أمام الله و التاريخ لما حدث و يحدث لبلاده و شعبه!
لكن نظام " الأسد" المخضرم لم يبتكر هذه الأسلحة الفتاكة بكل أنواعها و لم يصنعها بنفسه.. الكل يعرف من ـ زوّده ـ و زوّد و يزوّد  ـ كل الأنظمة الشمولية في العالم بهذه الأسلحة المحظورة صانعة الدمار و المجازر عبر حقبات متتالية من التاريخ. هذه الأسلحة الفتاكة تأينا في عبارات خاصة إلى غاية ديارنا و موانئنا العربية في صفقات عسكرية مستمرة لمكافحة البطالة في المصانع العسكرية الأمريكية و الغربية و لتشديد الخناق على المعارضة الداخلية بقمعها و تهديدها بسلاح مئة بالمئة صنع أمريكي ، غربي و حتى إسرائيلي .. نفس الدول تمنعنا من الدفاع عن أنفسنا و عن سيادتنا إذا تمّ الاعتداء علينا من قبل إسرائيل مثلا ، و إذا حاولنا ـ يصحى ضميرها فجأة ، هذه الدول الإمبريالية  ـ و تتهم النظام الذي ساندته بالأمس و دعمته سياسيا و عسكريا بالديكتاتورية و بوجوب فتح المجال التعددي و نصرة حقوق الإنسان و احترام حقوق المرأة و المساوة بينها و بين الرجل!! و لا يهدأ لها بال ـ هذه القوى ـ حتى تجبر نظاما معينا ـ حاول الخروج عن طاعتها على التوبة أو تنحيته بإختلاق حرب تدميرية شامله تحالفية و عزله أو تصفيته مثل ما حدث في العراق ، في ليبيا و في مصر و  السيناريو لم يكتمل بعد في سوريا!
ـ لو كانت الدول ( الغربية) الاستعمارية القديمة و المتظاهرة بحقوق الإنسان اليوم جديرة بالدفاع عن " السلام" و حقوق الإنسان ، لقطعت رأس الفتنة من أصله ، و هو عدم بيع أسلحة دمار شامل أو محظورة و فسخ كل الصفقات التي من ورائها يتم ترويج  " آليات الموت و الدمار" ! لو كانت فعلا تحب الحرية و تمقت الحرب لتوقفت بإرادتها عن تصنيع الأسلحة و أغلقت كل المصانع الحربية التي تعمل دون انقطاع!!!
ليس من المنطقي و لا من العدل  أن نتهم و نحظر و نعاقب ـ مستعملا للسلاح ـ مهما كانت قوة فتكه و نغض الطرف عن صانعه و مروجه !!!.
لهذا فإن صراع الحضارات و الديانات و الثقافات بين الغرب و الشرق لن يتوقف أبدا إلى غاية قيام الساعة ، يستمر الغرب بعقلية مريضة نفسية " اسكيزوفرينية" و متعالية عن جميع القوانين و الأعراف و يبقى يمثل دور " الدركي" ضد الآخرين ..  و في ذات الوقت يدعو إلى السلام و الحرية و حقوق الإنسان .. و يبقى المشرق و العالم العربي الإسلامي ببلادته و بخياناته و بوضاعته الفكرية و غباءاته الاستراتيجية ضد مصالح شعوبه .. و ما تقرب بعض قادة الدول العربية من الإدارة الجديدة الأمريكية إلا لديل على حالة " الخضوع و الضعف و الهوان التي آلت إليها أوطاننا بسبب هؤلاء
القادة الذين يمارسون " الدعارة المجهرية و العينية المكشوفة ـ سياسيا ـ  و الحب الممنوع " مع أمريكا و حلفائها!!!!

*لخضر خلفاوي | باريس ( الفيصل)

آخر تعديل على السبت, 08 نيسان/أبريل 2017

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :