wrapper

السبت 11 ماي 2024

مختصرات :


*
تمر الْيَوْمَ الذكرى الـ 72 لنهاية الحرب العالمية الثانية . حيث يحتفل الحلفاء بانتصارهم في الحرب على النازية و تحرير فرنسا من الوجود الألماني و وضع نقطة نهاية لمأساة عظيمة في تاريخ البشرية في القرن العشرين ..
و هااهي فرنسا تحتفل بهذا الْيَوْمَ ككل سنة ؛ لكن هذه المرة في أجواء استثنائية و ذلك بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليلة السابع من ماي.
بالنسبة للجزائريين هو عيد عالمي  و وطني  خاصا خصوصية المأساة التي عاشها الشعب الجزائر في هذا الْيَوْمَ من خلال " أحداث 8 ماي 1945الشهيرة بمأساويتها ، في الشرق الجزائري بشكل خاص في المدن التالية :  ( قالمة ، سطيف و خراطة) حيث جوبهت مظاهرات الشعب الجزائري في الثامن من هذا الشهر من للمطالبة برحيل الاستعمار الفرنسي بأقسى ردع و قمع عسكري فرنسي   ، و سقط الآلاف من الشهداء حيث وصل عدد الضحايا حسب - الشهادات من الجانب الحزائري - ما يعادل الـ 45 ألف شهيدا! ببنما ما زالت تقلل فرنسا بكثير من حجم الخسائر  البشرية و تصر على أرقامها الرسمية  !
ـ تحتفل الجزائر بهذه المناسبة بشكل خاص بعد  55 سنة    من الاستقلال و تقرير مصير الجزائر حرة سيدة و بعد أربعة أيام من إجراء الانتخابات التشريعية الأخيرة  و انتخاب أعضاء البرلمان القادم الذي سيقود السياسة الإنمائية للبلاد وسط جدل متواصل حول نزاهة و شفافية النتائج و إلى غير ذلك من الاحتجاجات و الطعون المعتادة بعيد كل نتائج انتخابية .
ـ تحتفل الجزائر بهذا الْيَوْمَ الخاص من تاريخها النضالي و ملحمتها الثورية ضد براثن الاستعمار الغربي و هي تؤكد قاطبة حكومة و شعبا على تمسكها بحق المطالبة برد اعتبار جراء هذه المجازر المرتكبة في حق شعب أعزل لكنه كان الأبسل! تحتفل الجزائر حكومة و شعبا بهذا الْيَوْمَ الخاص و تثبت بأن الجرح لم يندمل بعد و لن يندمل، فهو مازال مفتوحا  بملفاته منذ تاريخ اتفاق وقف إطلاق النار بين السلطة الاستعمارية الفرنسية و ممثلي جيش جبهة التحرير الوطني و المجتمع المدني الجزائري أنذاك .
ـ فرنسا ترفض في كل مناسبة الاعتراف بمجازرها و جرائمها ضد الإنسانية و ترفض التوبة و  تقديم الاعتذار للجزائريين ، و الطرف الجزائري مصر على موقفه من هذه الملفات الحساسة الخاصة بالماضي الاستعماري لفرنسا و أن هذه الخلافات ما لم تحسم يشكل جريء ، عادل و شجاع بين الطرفين فإن العلاقات بين البلدين تبقى دائما بين - مد و جزر - بين متحفظ و رافض و بين تعنت و إصرار على الهروب من المسؤوليات التاريخية!
فهل الرئيس الجديد الفرنسي الشاب " إمانويل ماكرون" سيستطيع إذابة الجليد ببن باريس و الجزائر ؛ خصوصا عندما اعتبر في زيارته للجزائر في حملته الانتخابية أن :" الاستعمار هو جريمة نكراء في حق الإنسانية "، تصريح استقبلته منظمات قدامى الحرب الفرنسيين و " الأقدام السوداء" بالتصريحات المشينة و المهينة لتاريخ فرنسا و ذاكرتها الاستعمارية المجيدة ! هل يكون الرئيس الجديد لفرنسا فرصة تاريخية لتصفية نهائية لهذا الإشكال و هذا الخلاف التاريخي العميق الذي حرم البلدين منذ أكثر من نصف قرن من دخول عهد جديد و غلق هذه الملفات نهائيا و فتح صفحة  جديدة للتعاون الثنائي مبني على الثقة و الاحترام المتبادلين و الموضوعية في تقوية الشراكة بين البلدين و الشعبين و ترقية كل التعاملات ! ؟
متى نتخلّص من شياطين الماضي و نبدأ في النظر إلى المستقبل دون مركبات نقص  آتية من بعيد لكنها تسمم أجيالا كاملة ببن البلدين  رغم أنها لم تكن طرفا و لا مسؤولة عن هذا التاريخ المأساوي المشترك!!!!؟
‪* ‬بقلم: لخضر خلفاوي | باريس

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :