wrapper

السبت 04 ماي 2024

مختصرات :

الفيصل ـ نشرـ باريس:

إيمانا منها بأهمية الفكر و الإبداع الأصيل و المتميّز و الهادف البناء و الإختلافي في الرؤى لإثراء النقاش الثقافي الأدبي ككل، تواصل " الفيصل" بنفس النوايا و الإصرار لمد يد العون لكل من يفتقد إلى الصوت النزيه للتعريف بقدراته و ملكاته الإبداعية في مختلف الأجناس الأدبية العربية

 

و ها نحن نقدم بهذه التجربة في سبيل دفع متميزينا من الأدباء الذين غيبتهم من جهة ظروفهم الخاصة و من جهة أخرى سياسات التعتيم و الإبعاد و الإقصاء لخيرة أفراد المجتمع الذين يسكنهم هم واحد ، و هو الارتقاء بالمجتمع و تهذيبه و توعيته من خلال الإبداع و الفكر النيّر. ـ انطلقت عملية تشجيع الأدباء و المبدعين العرب من كل قطر دون ميز أو حساسية في نشر تسلسلي لكل من يرغب لمخطوطات أعماله الروائية و القصصية و الشعرية، مصحوبا بغلاف من تصميم الفيصل بغية شد انتباه " دور النشر العربية" النزيهة التي تتأصّل و تتنصَّل متبرئة  من تلك الدور المشبوهة و الشبيهة بدكاكين " النشر للرداءة  و النصب و توزيع الاحتيال!". " باب الشمس" هي رواية جيدة و جديرة بالقراءة و المتابعة من قبل القراء و المهتمين و كذلك المبدعين كتبت و وثقت في أواخر القرن الماضي من قبل المؤلف . ننشر حيثياتها في أجزاء إثراءا للطرح الأدبي المتنوع و تشجيعا من القلب إلى الأستاذ " حسين الباز" ـ المغرب ـ على ما يقدمه من أفكار جديرة باحترام الجميع.ـ نتمني لكم قراءة ممتعة مع رواية " بــــــــــــــــاب الشـــــــــمس"  لـ حسين الباز.

 *كل الحقوق محفوظة للفيصل و للمؤلف، و كل جهة تودّ استغلال هذا العمل الأدبي أو التقدم بعرض نشر لطبعه ورقيا أو إلكترونيا الاتصال بالصحيفة و بالمؤلف لمدارسة ذلك. 

الفيصل  ـ  باريس

****

رواية : "باب الشـــــــ 21ـ 22مس

بقلمحسين الباز/المغرب

الفصل الثالث:

ـ الحلقة : 21

21/.. " كنت في غربتي ، أعيش من بيع جريدة المهمشين ، أعرف حدودي جيدا ، ولكن الشاعر بداخلي يتمرد علي ، يأخذ حقه من النظرات عنوة ، يتغزل بالجميلات ، يحب الحب والعيش في رفاهية ، أضبطه من حين لآخر ، لكنه غالبا ما يسحبني لعوالمه المثخنة بالحياة ، يا سادتي .. كنت أرافقه لأزاحمكم في أفخر الفنادق والمطاعم كيما أشتم هواءكم ، ثم أعود إلي..!
أقبلت كالبدر عارية الصدر بثغر ينبض كالقلب ، شقراء تضحك دونما سبب ، شعرها كالحرير يغطي كتفيها ، يضرب خصرها ، فتمتد قامتها كجذع الشجر ، تتدلى منه ليمونتان يانعتان للقطف ، يا سادتي! أنساني شيطاني الشاعر من أكون ..! أهي مائدة نزلت من السماء؟ وهل أتلو عليها هيامي ؟ أقرأ لها قصيدة ، يتكئ على الجدار رأسها الصغير ، يسرع بالنبض قلبي الكبير ، ترفع بؤبؤ عينيها لأعلى ، تحمر خدودها كتفاحة طازجة ، ترجعني إلى زمن التفاحة ، أحسبني آدم وهي حواء ، أتخيلها عارية فأسترها بورق جريدة ، أقول لها كلاما لا أذكر تفاصيله ، وهي تتحدث أيضا غير أني لا أكاد أسمعها، أو أسمعها من تحت الماء؟
تتجلى لي راغبة ، يسرح عقلي في حقل جسدها ، أدعوها للعشاء ، تبتسم قائلة : كأصدقاء..! أرفع رأسي للسماء.. يا إلاهي! من برهة فقط كنت أراها عاشقة!
..وأعود إلي يا سادتي ، أهزأ من شاعر ظن أنه قد آن الأوان..!"
بدأ المركز يفرغ من الأطفال ، المجموعة الراقية انصرفت ، لم يبق غير رفقاء خليل بملجأ الصليب الأحمر ، يسأل الحارس الأسود :
-هل سأل عني أحد؟
-(باستهزاء) ومن تكون؟
-أظنني بمكتب الاستعلامات
-قابلني ... لو سأل عنك أحد (ضاحكا)
- أمثالك لا يحسن الأدب إلا تملقا! (باستهزاء أيضا)
.. يتورط معه دائما في مثل هذه النزاعات ، ربما لأن الحارس فرح ببدلته الرسمية ، أو ربما لأن شاعرنا فرح هو أيضا بقصائده المنشورة في المجلات!

ـــــ

الفصل الثالث | الحلقة 22

22/.. يصل الصراخ إلى مدير المركز ، رجل أسمر أنيق المظهر :
- يا شاب! تبدو لي راقيا.. ولست كالأوباش الذين يتخذون حديقة المركز مقرا للنوم ! عبثا يذهب عناؤنا!
-"إذا أسندت الأمور إلى غير أهلها...." أكمل...!
-هل اقتربت الساعة؟
-(ينظر إلى ساعته اليدوية) لا... ليس بعد!
-(يضحك) والله أنت شاعر صعلوك من الصعاليك..
-الشعر والصعلكة سيان !(هما أمران أحلاهما مر)
-قلت لك صعلوك... لأنك تبالغ في وصف مفاتن المرأة!
-أوليس أفضل من المبالغة في التجسس على الناس؟

..يخلفه فاغرا فاه ، وحارسه الأسود الطويل واقفا كعمود وسط الباب ، يدفعه بكلتي يديه وينصرف ، يرفع رأسه متنهدا ، وعيناه تتطلع إلى السماء: "يا إلاهي .. لا أريد المحال ، فقط أود أن أعيش كبقية الخلق ..! "
يشعل سيجارة، جدته هي التي شجعته على التدخين، كانت تقول له بصوت دفين متقطع:
-السيجارة نعم أنيس للرجل!
-كيف؟! من أين لك بهذه الحكمة؟
-سل أمك!
-(تجيبه أمه متحسرة) من لعب في مخك؟
-سلي جدتي..!

...كانت جدته في سردها لحكايات جده مع المجاهدين عن استقلال البلاد ومن ثم انخراطه في الحرب الأهلية الإسبانية لمن دواعي الاستغراب بالنسبة له ، وكانت تحدثه بلهجة أمازيغية يشده وقع إيقاعها ، وكلما مل من تكرارها للقصص نفسها تمرد عليها ، يعبث بوشاحها الأبيض ، يخلعه من رأسها ، يهزأ بتاريخها: (عجوز شمطاء تصبغ شعرها بالحناء) ، تصرخ ، تأسف على الجيل الجديد ، وهو يضحك.. تنتابه أيما سعادة ، كانت جدته كشجرة طائلة ، وهو كالخريف يسقط أوراقها..!
..في طريقه إلى مثوى الأفارقة ، بدأ خليل يحدث نفسه: " هل أنا من هواة اللعب بالسيئات؟ السلوك الخشن الذي يصدر من أحد ما ! لحالة معينة ما ! ما هو إلا جزء صغير من سلوكياته ككائن له وجود ، يقبل ويرفض ما شاء وقتما شاء! هناك في الضفة المقابلة من القلب حسنات ، الخلوة والتجلي والفؤاد المندفع للحياة برصانتها وجنونها ، بانتصاراتها وهزائمها ، وإصرارها على البدء وتحقيق الأحلام..! كم جميل هو الحلم ! ولكن ما أرعبه حين يولد كبيرا..! فما أكبرك أيها الحلم المعشعش بداخلي! ما أعظمك! كم أخشى الانحدار من سلاليم مجدك للجحيم! أو أن تسطو علي بمخالبك لحظة النعيم! كم أنا صغير أمامك! يا سمو الحلم لست أدري لم أتنازل لغضبكبين بحرك الهائج وبرك النائي متيم يجر قدميه ليركع لك ، ليمسح رأسه في صدرك بعد بلل مقابل بسمة فرح منك.. أو لا

..فجأة، يرفع السماعة ، رنات الهاتف في بيت ماري :
-نعم...
-هذا أنا .. كيف حالك؟
- تمام...
-{... يعم الصمت ، يستطرد...} وأنا؟
-... آه حقا! هل أنت بخير؟
-أنا من يهاتفك دائما.
-أنت إذا... لماذا تبقى صامتا؟
-كنت أريد سماع صوتك.
-وبعد!
-صدقيني، لست على ما يرام .. لكن الألم عابر.
-{تضحك في خفوت وتهمس ...}
-ما همسك؟
-... لا شيء .. أسمعك.
-مررت بحديقتنا هذا الصباح .. فقلت لم لا؟
-لم لا
- أجل، لم لا نعاود التجربة؟ لازلنا شبابا.
-{تضحك في خفوت وتهمس ...}
-تكلمي .. أريدك؟
-آسفة .. سأخرج برفقة بوبي!
-(يصرخ) لم ؟
- أنت تعلم بأني أواعده!
-... والذي بيننا..!؟
-كانت نزوة.
-ليس بالضرورة أن تكون هناك وعود واتجاهات.. فقط هناك طرق مختلفة للعبور.. وفي كل خطوة منعطف...!
-لم تنس كلامي! قد نأتي إليك سويا..
-كيف أستطيع مواجهته وقد خنته
-أنا لم أعتبرها خيانة! لم تعقد الأمور؟
-اسمعي .. أن نمشي سويا أسهل .. الأحجار الصغيرة لا تحدث ألما.. والشمس في كل خطوة نخطوها ستكون سببا في الدفء.. !
-غدا ألقاك لتدفئني.. اقفل الخط يا مجنون!

..يضع الهاتف ونار الغيرة تحرق فؤاده ، قد يتعلم من الدرس ، قد يتعود على الخيانة بقلب بارد ، قد يثور على الضمير ، وقد يجأش في البكاء ، أعين المارة تنظر إليه باستغراب ، قد تستبعد بكاءه عشقا ، قد تقول ربما يشعر بالغربة ، قد تبتسم الشفاه أوتتجهم ، ولكنه لا يستغرب ما دام العالم بما فيه يستدعي التعجب!
يطمئن نفسه:" للعذاب نهاية فلا بأس أن نتعذب ، أن نشق طريقنا إليه لنتعلم معنى الحياة ، الشعراء هم أتعس خلق في الوجود ، يبحث الشاعر عن الشقاء ليشعر ، فلا معنى للشعر دون حزن!"
(يتبع)

ــــــــــــ

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:

https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: : https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link:  https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الأحد, 23 كانون1/ديسمبر 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :